منتدى "مسك للإعلام" يبحث سبل تطوير "الإعلام العربي"

كتب: أحمد البهنساوى وأحمد حسين صوان

منتدى "مسك للإعلام" يبحث سبل تطوير "الإعلام العربي"

منتدى "مسك للإعلام" يبحث سبل تطوير "الإعلام العربي"

أكد منتدى «مسك للإعلام» ضرورة تعظيم الاستفادة من تقنيات التعلم العميق وتعلم الآلة، اللذين يعدان من فروع الذكاء الاصطناعى، من أجل تطوير صناعة الإعلام فى المنطقة العربية، داعياً المؤسسات الإعلامية إلى الاستثمار فى البيانات الضخمة، وإيجاد حلول إعلامية تواكب الاحتياجات التنموية للمجتمعات العربية.

"مسك للإعلام" يدعو للاستفادة من التقنيات والاستثمار فى "البيانات"

وخلال المنتدى، الذى نظمه مركز المبادرات فى مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية، «مسك الخيرية»، فى القاهرة، اليوم، قالت عهود العرفج، مديرة المنتدى فى الكلمة الافتتاحية للمنتدى، إنه من الأهمية الوصول إلى دوائر متقدمة فى تقنية المعلومات وتسخيرها للمنافسة فى السباق العالمى على صناعة الإعلام من حيث المحتوى والخدمات والأدوات.

"نقلى": تأخر الإعلام عن الأحداث يحد من تأثيره

وفى الجلسة الأولى التى عقدت تحت عنوان «الإعلام أداة لإدارة العالم»، قال السفير أسامة نقلى، السفير السعودى بمصر، إن الإعلام الدبلوماسى أو الرسمى يجب أن يكون موجوداً فى الأحداث المهمة بقوة، لا أن يأتى بعد تجاوز الأحداث وقتها، لأنه فى هذه الحال يأتى بعد أن تكون الطروحات الإعلامية قد شكلت وجدان الرأى العام، ومن ثمّ فحتى لو كانت حجته قوية فلن يستطيع أن يُحدث تأثيراً كبيراً لأن حضوره جاء بعد الحدث ويصبح فى تحدٍّ لاختراق القدرة على التعامل مع القناعات التى شكلتها المسارات الأخرى التى سبقته فى تغطية الحادث وفق أيديولوجيتها.

وفيما يخص وزارات الإعلام الرسمية فى الدول العربية، وأهمية دورها، قال «نقلى»: «الإعلام عبارة عن فكر ورؤية أكثر من كونه جهازاً إدارياً، ولو كانت الفكرة غير قابلة للتطور فسيستمر الفكر التقليدى، ومن ثم فالأساس هو تطوير الفكرة الإعلامية، وإذا عرفت وزارات الإعلام التعامل مع الواقع الجديد واستوعبت التطوير فلا ضرر من وجودها».

"زكى": الإعلام لا يحقق أهدافه بدون مصداقية

وتحدث السفير حسام زكى، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، عن تطور الإعلام ومواكبة التغيرات فى المنصات الاجتماعية، قائلاً إن الآليات تتطور وهناك وسائل تواصل أصبحت أكثر تطوراً، وهنا فإن «الذهنية» تصنع الفارق، لأن المتحدث أو مُرسل الرسالة الإعلامية يستطيع أن يكون لديه تأثير إذا كان يمتلك ذهنية صحيحة للتعامل مع الواقع ولا يغامر بتحليلات وأفكار لا يعرف مصادرها ويركز على المصداقية فى التعامل، ثم يستفيد بعد ذلك من الآليات بأكبر قدر ممكن، لأنه بدون مصداقية فإن متابعته لن تكون ذات تأثير مهما امتلك من أدوات مختلفة، وهناك حقيقة أن الإعلام التقليدى دون مصداقية لا يحقق الهدف».

وقال الكاتب الصحفى محمود مسلم، رئيس تحرير «الوطن»، إن آليات استخدام الإعلام سياسياً أصبحت أكثر تطوراً، فقديماً كنا نواجه إذاعة وتليفزيوناً وصحفاً ورقية، وكان من السهل اتخاذ إجراءات تمنع وصول هذه الوسائل للجمهور، لكن الأمر أصبح مختلفاً اليوم.

وتابع «مسلم»، فى كلمته بجلسة «الصحافة الرقمية وصناعة المستقبل» ضمن فعاليات منتدى مسك للإعلام، قائلاً: «كدولة، لا يمكن السيطرة على الفضاء الإلكترونى ولا يوجد سيطرة على المنصات وبالتالى هناك موجات أكثر عداوة وشراسة عن ذى قبل، فضلاً عن تحولها إلى ظاهرة».

وأضاف: «لدينا عداء واضح مع الإخوان، وعلى سبيل المثال تظهر صفحات طبخ على السوشيال ميديا، ثم تتحول فجأة لصفحات تروج فكر الإخوان، بعد جذب الجمهور العادى لها فى البداية»، مؤكداً أن هناك قضية اجتماعية فى مصر وقعت فى محافظة المنوفية وشغلت الرأى العام بسبب حادث قتل لشاب، وبعد قليل اكتشفت السلطات استغلال الإخوان الإرهابية لها.

وتابع «مسلم»: «فى فترات السيولة والثورات التى تواجهها الدول العربية يبدو الوضع صعباً، خاصة أن الإعلام لم يطور نفسه، ويجب بناء وعى الناس على الحقيقة وأن تتفاعل الدولة معه كل ثانية، وإلا فإن أى موجة ستؤثر فينا بالسلب».

محمود مسلم: لا بد من صناعة صحافة العمق لتطوير الإعلام التقليدى

وأشار إلى أن هناك تحديات تواجه الإعلام التقليدى هى الأعنف فى التاريخ، من ارتفاع سعر الورق والطباعة وهروب الجمهور للمنصات الرقمية، ما يؤكد ضرورة توافر صحافة معمقة، أما الإعلام الرقمى فيتميز بالسهولة والسرعة مزوداً بالفيديو والإنفوجراف.

"مسلم": التكامل بين "التقليدى والرقمى" ضرورة لمواجهة التحديات

وشدد «مسلم» على ضرورة إحداث تكامل بين التقليدى والرقمى، موضحاً أن هناك سيناريوهين، الأول تكاملى والثانى تنافسى، وبخصوص التكامل فقد بدأت مؤسسات إعلام تقليدى فى تدشين منصات رقمية لها، أما التنافسى فمن المعروف أنه لم تنجح وسيلة إعلامية فى إلغاء وسيلة أقدم، فضلاً عن أن مساحات الإبداع فى الرقمى أكثر من التقليدى مما يحتم علينا التكامل.

"هيكل": المناخ الإعلامى تغير كثيراً خلال 20 عاماً وأصبح معتمداً على "التأثير وسرعة توصيل المعلومة"

وقال أسامة هيكل، رئيس لجنة الإعلام بمجلس النواب، رئيس مدينة الإنتاج الإعلامى، إن المناخ الإعلامى تغير كثيراً فى آخر 20 عاماً، ولم تعد فكرة «مرسل ومستقبل» موجودة كما كان من قبل، لأن الأمر أصبح تفاعلياً، وبات الإعلام الرسمى والخاص معتمداً على القدرة على التأثير فى المقام الأول، ثم سرعة التوصيل فى المرتبة الثانية.

وأضاف: المهنية والمصداقية ترتبطان باتخاذ التوقيت والطريقة السليمة للتعامل مع الجمهور وبالسرعة اللازمة، لأننا أصبحنا بصدد «إعلام الأزمة»، وفى هذا الوقت تكون وسائل الإعلام بحاجة إلى «المعلومة السريعة»، موضحاً أن الإعلام التقليدى بشكله القديم لم يعد قادراً على إيصال رسائله بحرفية ومهنية.

وتابع: «أمامنا 3 أنماط: صحافة المواطن، وصحافة الآلية، وفيها باتت السرعة تُقاس بالثوانى وبالتالى أصبحت صياغة الأخبار تتم آلياً ودور الصحفى فى التحليل أو الاستقصاء، أما النوع الثالث فهو «صحافة الشات والدردشة» وفيها تستطيع أن تتعامل مع «روبوت» ويتميز عن الصحفى التقليدى بأن لديه قصة كاملة، ويصاغ الخبر فى شكل دقيق».

وقال عصام الحضرى، حارس مرمى منتخب مصر السابق، إن الإعلام لديه القدرة على تقديم صورة مغايرة عن لاعب ما، فى فترة قصيرة جداً، فقد يضعه فى مستوى عالٍ أمام الجمهور، أو يهبط به إلى مستويات منخفضة.


مواضيع متعلقة