مشاهد من مشرحة زينهم: بطاقة رقم قومى وهاتف محمول وأوراق سودانية تكشف هوية 3 من غرقى «الهجرة غير الشرعية»
مشاهد من مشرحة زينهم: بطاقة رقم قومى وهاتف محمول وأوراق سودانية تكشف هوية 3 من غرقى «الهجرة غير الشرعية»
توافد أمس العشرات من أسر ضحايا المركب المصرى المنكوب فى ليبيا على مشرحة زينهم للتعرف على ذويهم، وجرى التعرف على 3 ضحايا من الـ12 جثمان، التى وصلت المشرحة أمس الأول، وهم الطيب بشير أحمد بابكر (20 سنة، سودانى الجنسية)، ودياب فتح الباب عبدالحميد (25 سنة، عامل من دير مواس بمحافظة المنيا)، وعمر مجدى عبدالله أبوطالب (18 سنة، طالب من العياط بمحافظة الجيزة)، فيما لم يتعرف على شخصيات بقية الجثامين، بسبب عدم وضوح معالمها بسبب تآكلها بواسطة الأسماك.
وقال سعيد صلاح، المسئول عن تجهيز وتكفين الجثامين فى مشرحة زينهم، لـ«الوطن»: «إن الجثث فى حالة تعفن كامل وتم التعرف على 3 فقط منها عن طريق وجود أوراق الإقامة فى ملابس السودانى، وبطاقة الرقم القومى فى جثة فتح الباب الشاب، كما عثر مع الجثمان الأخير على هاتف محمول لم تمسه مياه البحر لأنه داخل كيس بلاستيك».
التقت «الوطن» أهالى الضحايا، وقال محمد محجوب أحمد (24 سنة، سودانى وقريب أحد الضحايا): إن «الطيب» حضر إلى مصر قبل عيد الفطر بـ4 أيام بحثا عن فرصة عمل لأن لديه 7 أشقاء، ووالدته ربة منزل ومريضة. وأضاف طه محمد طه (28 سنة، مزارع ابن خالة الطيب): إنهم لم يعرفوا بخبر سفره إلى ليبيا، ولكنهم سمعوا بغرق مركب على السواحل الليبية وانتشال 12 جثة، منها 3 لسودانيين من بلدتنا منطقة القضارف فى أم شجرة، وذهبنا للتعرف على الضحايا، وكانت المفاجأة أننا وجدنا الطيب وتعرفنا عليه، ولم نستطع التعرف على أصحاب الجثتين الأخريين، لعدم وجود أى أوراق فى ملابسهما، ولتشوه جثتيهما، وطالب السلطات المصرية بسرعة إنهاء إجراءات استلام الجثة، حتى يستطيعوا دفنه سريعا.
وقال حامد فتح الباب، شقيق دياب: «إن ضيق الرزق فى مصر هو الذى دفع شقيقى إلى الذهاب إلى ليبيا بطريقة غير شرعية، حيث يعيش فى ديرمواس مع والدته المسنة وشقيقته المطلقة، ويعولهما بجانب أسرته، لأنه متزوج ولديه طفلان (عمرو 3 سنوات، وإسلام سنة واحدة)، وهو الوحيد من محافظة المنيا فى هذا المركب، ولم أعرف دفَع كام؟ ولكن السبب فى ذلك ضيق الرزق فى مصر وكذلك مندوبو تجار الموت الموجودون فى الصعيد، لأنه منذ عدة سنوات، كان يفكر أن يذهب إلى إيطاليا، ولكن طلبوا منه أن يدفع ربع المبلغ والباقى يرسله إليهم بعد عمله فى إيطاليا على أن توقع والدته وزوجته وشقيقته على إيصالات أمانة حتى يضمنوا حقهم، ولكنه رفض»، وتساءل: لو كان دياب وافق على توقيع والدته وشقيقته وزوجته على الإيصالات، كيف كان مصيرهم الآن.. وما مصير أسرته التى يعولها الآن؟
وقال حسين عبدالله، عم عمر مجدى: «ابن أخى كان فى السنة الأخيرة فى الدبلوم، وقرر أن يسافر ليساعد والده، الذى يعمل فراش مسجد، ولديه أخ صغير، 15 سنة، ومع أنهم أسرة صغيرة مكونة من أب وأم وولدين، إلا أن دخل والده، لا يوفر لهم حتى العيش الحاف، ولذلك لجأ عمر إلى السفر ودفع 3 آلاف جنيه، ربنا يعلم كيف دبرها هو ووالدته، حيث باعوا كل شئ فى المنزل، على أمل أن ربنا يكرمه ويعوضهم، وكان أمله أن يعمل فى ليبيا حتى يشترى توك توك، يساعد به والده على مصاريف البيت ودراسته هو وشقيقه، وسافر يوم الخميس 23 أغسطس، ولم نعرف عنه شيئا بعد ذلك إلا من خلال التليفزيون، وحضرنا إلى مشرحة زينهم وتعرفنا على جثته».