سميحة أيوب: حاربت "الرقابة" بسبب "قولوا لعين الشمس".. وعندما خذلني "سرور" بكيت على حاله

سميحة أيوب: حاربت "الرقابة" بسبب "قولوا لعين الشمس".. وعندما خذلني "سرور" بكيت على حاله
- سميحة أيوب
- المسرح العربى
- نجيب سرور
- الكلاسيكيات
- المسرحيات
- سميحة أيوب
- المسرح العربى
- نجيب سرور
- الكلاسيكيات
- المسرحيات
«العبقرى المجنون».. هكذا وصفته الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، فى إشارة واضحة إلى المحبة العميقة التى ربطت بينها وبين المبدع الكبير الراحل، أكدت «سميحة» أن «علاقة صداقة وزمالة عمل، وتوافقاً فى الرؤى» جمعت بينهما فى الماضى، بجانب صداقتها للفنانة سميرة محسن، زوجة «نجيب» الثانية، على حد قولها، مؤكدة أن أعماله المسرحية من الكلاسيكيات المهمة فى تاريخ المسرح المصرى.
فضلت سيدة المسرح العربى عدم التحدث عن كواليس الصداقة مع «نجيب»، تحدثت فى شهادتها فقط عن علاقة العمل التى جمعتهما: «تشاركنا فى تقديم مسرحية «أجاممنون» على مسرح الجيب 1966، حيث قدم نجيب دوراً فى العرض»، كما تحدثت سيدة المسرح العربى عن كواليس تقديم مسرحية «قولوا لعين الشمس»، التى كتبها نجيب سرور، وبدأ فى إخراجها، وقامت سميحة أيوب بدور البطولة، لكن العمل واجه بعض المشكلات من الرقابة، ومن نجيب شخصياً: «كنت فى بداية السبعينات مديراً بالنيابة للمسرح القومى، أى رئيساً لشعبة، وقبلها كان بينى وبين نجيب صداقة قوية، فجاء من باب الصداقة والأخوة يشتكى من الرقابة التى تعنتت فى الموافقة على مسرحية «قولوا لعين الشمس»، وقال يومها إنه على مدار ثمانى سنوات، وهو يحاول الحصول على موافقة الرقابة، كونها مسرحية سياسية ومحتواها غير مقبول من النظام»، وتابعت: «قلت له سأحاول مع الرقابة، فى ذلك الوقت حاربت بالفعل للحصول على الموافقة وحصلت عليها، وأبلغت نجيب بذلك، ووعدته بعمل مساعٍ أخرى لدى المسرح القومى لشراء المسرحية، وبالفعل تحدثت إلى نبيل الألفى الذى كان وقتها مديراً لقطاع الدراما والمسرح القومى، وقمت بتزكية النص لدى الألفى، أمين المركز المصرى للهيئة العامة للمسرح، الذى وافق بعد جهد، وأبلغت نجيب وفرح بالموافقة على شراء النص، وقال لى بصفتى صديقة أيضاً: «والنبى أخرجها أنا يا سميحة»، فقلت له: «هذا خارج إيدى يا نجيب»، فقال: «حاولى»، وبالفعل استعنت بعدد من الكتاب المقبولين لدى نبيل الألفى ليعضدوا موقفى، ومنهم أحمد عباس صالح، وغيره، لنقول لنبيل الألفى: «والنبى يخرجها، هو اللى كتبها»، وعلى مدار ثلاثة شهور من الإلحاح، وافق مدير المسرح على أن يخرج نجيب المسرحية بنفسه.
وتسترسل سيدة المسرح: «نجيب عمل البروفة الأولى والثانية، وفى الثالثة مجاش، بحثنا عنه فى كل مكان ولم نجده، إلى أن وجدت المخرج جلال الشرقاوى داخل معاه للمسرح، واعتذر نجيب عن غيابه، وجلال الشرقاوى يومها قال لى: (علشان خاطرى يا سميحة اقبلى الاعتذار)، وقبلت الاعتذار بالفعل، وعاد نجيب لاستئناف البروفات، لكنه حين قبض أول قسط من الأجر اختفى مرة ثانية»، وتعلق «سميحة»: «وقعت فى مأزق، بل أُصبت بأزمة صحية حقيقية، فرغم كثرة ما تحملت من العناء أمام المسئولين، خذلنى»، وتستدرك الفنانة الكبيرة: «أنا عارفة إن ده غصب عنه، وإنه لا يقصدنى، فهو حالة، فقد عاد يعتذر ويقول: «متزعليش، وهاتى راسك أبوسها، وبالفعل عاد لاستكمال المسرحية، إلى أن حصل على قسط جديد من أجره فاختفى، والمسرحية كان لازم تطلع، فقررت أن نكملها بدون نجيب، واستعنت بمخرج اسمه توفيق عبداللطيف، وكنت شاهدت له عرضاً أعجبنى، وبعد أسبوعين من العمل عاد نجيب وشقيقه، قلت له: خلاص توفيق سيخرج المسرحية وسيكتب اسمك مع اسمه على العرض».
لكن نجيب رفض وغضب، تقول سميحة: «بعد جدل، قال: «بلاش تكتبى اسمى معه»، ونزل غاضباً، وخرج من المسرح، ونظرت من الشباك ورأيته خارجاً، فأحسست أن قلبى بيتقطع علشانه ووقفت أبكى»، ودخل الفنان نبيل الحلفاوى ورآنى أبكى فاندهش، لأنهم كانوا يروننى امرأة قوية، فقلت له: «أبكى علشان نجيب، لكن لازم الشغل يمشى، فقال نبيل: «عين العقل، اللى انت عملتيه كان لازم يتعمل من شهر، وبعد خروج المسرحية للعرض جاءتنى رسالة من نجيب يقول فيها: «يا ست الكل يا عظيمة.. أحسن حاجة عملتيها، وانت عملت الصواب بعد أن خذلتك»، وعمل نقد لذاته، وكان ذلك آخر مرة أتلقى منه رسالة، ولم أقابله بعدها، فقد تدهورت صحته ودخل المستشفى، إلى أن توفاه الله».
تؤكد «سميحة»: «كانت بيننا صداقة إنسانية منذ دراستنا فى معهد الفنون المسرحية، وكنت معجبة بشخصية نجيب، وزمالتنا كانت نقية، نجيب هو حالة العبقرى الموهوب والمجنون فى كل تصرفاته»، مضيفة: «كنت أيضاً صديقة لزوجته الفنانة سميرة محسن، وقد فوجئت بزواجهما، والحقيقة سميرة تعبت واتظلمت واتحملت معه شظف العيش، لأن نجيب بطبعه كان يشتغل على سطر ويسيب سطر، لم يكن ملتزماً، ولم يتم تعيينه فى الأكاديمية، وعرفت بإدخاله المستشفى، لكنى لم أعرف تفاصيل حالته الطبية، ما أعرفه بنفسى أنه مصاب بالعبقرية ولديه شطحات، فكان أحياناً يخلط المجاز بالحقائق، مثلاً يمسك حبلاً فى يده ويقول: اشنقونى».
وتتابع «سميحة»: «المسرحية نجحت نجاحاً كبيراً، لكنها عرضت 29 يوماً فقط، فقد كانت بها جملة أقولها بطريقة لم تعجب الرقابة، التى سبق ووافقت على النص والبروفة الجنيرال».