احتمالات تشكيل الحكومة الإسرائيلية.. هل ينجح "جانتس"؟

كتب: محمد الليثي

احتمالات تشكيل الحكومة الإسرائيلية.. هل ينجح "جانتس"؟

احتمالات تشكيل الحكومة الإسرائيلية.. هل ينجح "جانتس"؟

يبدو أن الحكومة الإسرائيلية التي تكلف "بيني جانتس" بتشكيلها لن ترى النور، كما يبدو أن الأمور تذهب إلى انتخابات ثالثة كطريق إجباري بعد فشل "بنيامين نتنياهو" في تشكيل الحكومة، وتلاه غريمه "بيني جانتس" رئيس الأركان الإسرائيلي السابق.

ذهبت التحليلات الإسرائيلية إلى أن موقف "جانتس" في تشكيل الحكومة صعب للغاية، وأشار موقع "عرب 48" الإسرائيلي الذي رصد آراء محللين إسرائيليين إلى أن موقف المستشار القضائي للحكومة "أفيحاي مندلبليت" سيلعب دورًا كبيرًا في احتمالات تشكيل الحكومة وتجنب انتخابات ثالثة، فإن تحليلات أخرى ذهبت إلى جملة من السيناريوهات التي تبقى قيد التساؤل.

جهاد الحرازين لـ"الوطن": مهمة جانتس صعبة بعدما أفشل "نتنياهو" برفقة ليبرمان

الدكتور جهاد الحرازين المحلل السياسي الفلسطيني والقيادي بحركة "فتح" قال إنه بعد فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة ونقل قرار التشكيل لجانتس يحاول جانتس استمالة كافة الأحزاب والانفتاح عليها في محاولة لتشكيل الحكومة وخصوصًا مع "الليكود" وبقية الأحزاب، ولكن يبدو أن المهمة ستكون صعبة بعدما أفشل جانتس وليبرمان نتنياهو.

وأضاف الحرازين لـ"الوطن"، أنه ليس من الممكن أن يمنح الليكود أو اليمين هذه الفرصة لجانتس لتشكيل الحكومة، وخاصة في ظل حالة الاختلاف الفكري وحالة التربص بين الأحزاب لبعضها البعض، ولكن إذا استطاع جانتس استمالة درعي حزب شاس أو يهودات هتوراه في مقابل بعض الحقائب الوزارية فهذا الأمر ممكن، مشيرًا إلى أنه أمام هذه السيناريوهات إذا لم يتم إحداث اختراق حقيقي ودفع ثمن أكبر ستجد إسرائيل نفسها ذاهبة لانتخابات جديدة تكون في مارس المقبل لأن جانتس حصل على 28 يوما، وتابع: "إذا لم يتمكن سيلجأ رئيس الدولة للكنيست لاختيار شخصية ثالثة بتوافق 61 عضوا وهذا أمر صعب ليمنحه 14 يوما لتشكيل الحكومة، وإذا فشل سيعلن عن إجراء انتخابات جديدة وهذا يوضح التركيبة السياسية الغربية في المجتمع الإسرائيلى والتي أصبحت تحكمها أفكار وأيدلوجيات مختلفة ومتطرفة".

المحلل الإسرائيلي "يوسي فيرتر": احتمالات تشكيل الحكومة ضئيلة وتقترب من الصفر

ونقل الموقع عن المحلل السياسي "يوسي فيرتر" أن احتمالات تشكيل حكومة ضئيلة، وتقترب من الصفر، ومن المؤكد أنه في حال تشكيلها ستكون أيامها قصيرة، مشيرًا إلى أنه حال لم تتفكك كتلة اليمين، فإن جانتس لا يمكنه الاعتماد على أحد في تشكيل الحكومة باستثناء "مندلبليت"، مضيفًا: "مرت 11 سنة و5 معارك انتخابية قبل أن يكلف الرئيس الإسرائيلي سياسيا غير بنيامين نتنياهو لتشكيل الحكومة، تبدل خلالها رؤساء ورؤساء أركان للجيش وقضاة وعمداء، وولد أطفال وتطورت الهواتف الذكية وأطلقت مركبات فضائية".

واعتبر "فيرتر" أن جانتس وجه رسالتين في خطابه، الأولى تهديد لنتنياهو بأن الشعب سيحاسبه إذا وضع مصلحته الشخصية والقضائية قبل مصلحة الجميع في حال أصر على التناوب؛ والثانية موجهة إلى "الشريك الإستراتيجي"، أفيجدور ليبرمان، الذي تعهد مرة أخرى بتشكيل "حكومة وحدة ليبرالية"، مضيفًا أن "ليبرمان" بات مهما جدا بالنسبة للمكلف بتشكيل الحكومة، وتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تقدما في المفاوضات الائتلافية بين "كاحول لافان" و"يسرائيل بيتينو"، وفي الوقت نفسه سيتم إيلاء الاهتمام لحزب "العمل – جيشر" كشريك محتمل في ائتلاف جانتس.

وبشأن احتمالات إجراء مفاوضات مع "الليكود"، فإنه في حال أصر الأخير على التفاوض باسم 55 عضو كنيست وهي كتلة اليمين التي شكلها نتنياهو، فإنه "لن يساوم على رئاسة الحكومة، وحتى لو رغب بذلك، فإن شركاءه، يائير لبيد وموشيه يعالون وغابي أشكنازي لن يسمحوا بذلك".

وتوقع "فيرتر" ألا يحصل أي تقدم في الأسابيع الأربعة الأولى، وأن التقديرات تشير إلى أنه ترتيب الأوراق قد يحصل بعد 20 نوفمبر مع انتهاء مدة تكليف جانتس، وفي المدة الزمنية التي تصل إلى 21 يوما الأخيرة، التي ستأتي بعدها الانتخابات المقبلة.

وخلص المحلل إلى أن حكومة الأقلية التي سيجري الحديث عنها كثيرًا في الأسابيع القريبة ستكون على الورق فقط، لافتًا إلى أن احتمالات تشكيلها ضئيلة لدرجة تقترب من الصفر.

"بن كسيبت": جانتس لا يشكل حدثًا مجديًا في العقدة السياسية

أما عن المحلل الإسرائيلي "بن كسبيت" بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، فكتب أن جميع المحللين يجمعون على أن تكليف جانتس بتشكيل الحكومة لا يشكل حدثا مجديا في العقدة السياسية، ولكن "ذلك ليس صحيحا بالضرورة"، حيث إن "نتنياهو" يدرك أهمية الصورة والحواجز النفسية على الإسرائيلي المتوسط، وأنه "أردك ذلك جيدًا عندما توسل رئيس الشاباك، يعكوف بيري، عندما أشغل منصب رئيس المعارضة في تسعينيات القرن الماضي، للحصول على حراسة رسمية، باعتبار أن ذلك يجعله يبدو كرئيس حكومة".

ولفت إلى تصريحات جانتس التي جاء فيها "في انتظارنا أيام ليست سهلة، فالأعداء في الخارج يراقبون وينتظرون اللحظة المناسبة، نحن ملزمون باتخاذ قرارات صعبة بسبب العجز والنمو المتوقف، سبق وأن اتخذت قرارات صعبة في الماضي، وإذا اقتضت الضرورة سأفعل ذلك في الأيام القريبة"، وذلك بحسب ما رصده موقع "عرب 48".

وتساءل "بن كسبيت": "هل سيقوم جانتس بتفكيك كاحول لافان لتشكيل حكومة مع نتنياهو؟ هل سيشكل حكومة أقلية بدعم العرب من الخارج؟ سيشكل حكومة مع الحريديين رغم نتنياهو؟".


مواضيع متعلقة