"رامان".. مسعف كردي حاصره العدوان التركي: شوارع رأس العين مليئة بالجثث

"رامان".. مسعف كردي حاصره العدوان التركي: شوارع رأس العين مليئة بالجثث
- العدوان التركي
- رأس العين
- تركيا
- الجيش التركي
- داعش
- شمال سوريا
- العدوان التركي
- رأس العين
- تركيا
- الجيش التركي
- داعش
- شمال سوريا
على مدار ستة أيام لم يكن يعلم الشاب العشريني رامان سليمان أوسو، اللحظة التي سيصاب خلالها بشظية أو سقوط قذيفة مدفعية على مستشفى رأس العين الذي يتواجد داخله أو قناص يستهدفه فور خروج رأسه بضعة سنتيمترات من النافذة.
"في الثالث عشر من أكتوبر الجاري، توجهت إلى سري كانيه (رأس العين) لمساعدة الجرحى الذين كانوا يتوافدون بشكل هائل إلى المشفى بسبب القصف الجوي والبري على المدينة، حيث أعمل في الهلال الأحمر الكردي كفني تخدير وإنعاش ومسعف حروب"، حسب حديث فني التخدير والمسعف رامان أوسو لـ"الوطن".
منذ وصول رامان، الذي تخرج في المعهد الصحي منذ سنوات بتخصص مسعف حرب وفني تخدير وإنعاش، إلى رأس العين حتى خروجه كان يقوم باستقبال الجرحى، حيث يعتبر معظم الحالات الناتجة عن القصف الجوي تتمثل في كسور وشظايا بجميع الجسم وحروق.
الخيارات كانت محدودة وصعبة أمام رامان ورفاقه في مشفى رأس العين المحاصر من قبل الجيش التركي والفصائل الإرهابية المدعومة من أنقرة، فالحل كان بتر أطراف كثير من الحالات لإنقاذ حياتهم، فلم تكن هناك مستلزمات طبية كافية ولا كهرباء وفقد بعض الجرحى حياتهم إثر إصاباتهم البليغة دون استطاعة إخراجهم وإرسالهم إلى المشافي البعيدة عن الاشتباكات، كمشافي الحسكة على سبيل المثال.
التحق الشاب رامان بالهلال الأحمر الكردي منذ أربع سنوات، ليعمل مرافقا لسيارات الإسعاف والعمليات الميدانية، وقبل الغزو التركي على مناطق شرق الفرات كان مصاحبا لسيارات الإسعاف المنضمة للمعارك ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في الرقة ودير الزور.
صور الجرحى في مشفى رأس العين لا تفارق ذهن المسعف الكردي، لا سيما تلك اللحظات التي كانوا يفارقون فيها الحياة، وهو يشخص بالنظر إليهم بلا حول ولا قوة، شاعرا بالعجز حيال إنسان يلفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة قذيفة أو رصاصة استهدفته دون سابق إنذار.
يرى رامان، أنه حال التزام تركيا بقرار وقف إطلاق النار، كان يستطيع مع رفاقه إنقاذ حياة هؤلاء الجرحى، لكن القصف الجوي والهجوم البري لم يتوقف على المدينة وما زال هناك مدنيون داخل المدينة محاصرين ليس لديهم طعام وماء يدفنون جرحاهم وأمواتهم في منازلهم.
الوصول إلى الجرحى المدنيين كان مستحيلا، بسبب انتشار القناصة الأتراك أعلى المباني، والذين بدورهم يستهدفون أي شيء يتحرك، ويقول رامان "سمعت من أصدقائي أن ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة خرجوا من منزلهم لجلب بعض الطعام من محلاتهم لكنهم قتلوا بطلقات القناصة وجثثهم ظلت بالشوارع دون أن يستطيع أحد الوصول إليهم، لا أعلم كيفية وصف ذلك الشعور عندما كنا داخل المشفى ونسمع أصوات القذائف تخرق جدران المشفى لم يكن الجرحى المتواجدون لدينا عسكريون فقط كان هناك مدنيون وشباب وشابات من أهالي سري كانيه".
يصف المسعف الكردي المشاهد في رأس العين بـ"البشعة"، فالمدنيون الأبرياء تستهدفهم تركيا باسلحة محرمة دوليا مثل مادة الفسفور الأبيض، والوضع الإنساني سيئ للغاية ولا يوجد أي ممر إنساني أو دخول أي مواد غذائية والمدنيين محاصرين في مناطق الاشتباكات.
يختتم رامان أوسو حديثه لـ"الوطن": "أجرينا بعض العمليات الجراحية في المشفى الميداني، ورأس العين لم يكن بها أكياس دم كافية تغطى كم الإصابات الهائلة، فكنا نلجأ لبتر أطراف المصابين، واستشهد صديقي بقصف للطيران الحربي التركي، كما يوجد 4 مفقودين بكوادرنا الطبية و3 جرحى ولا نعلم أي شيء عن المفقودين أو أماكن تواجدهم، وأثناء فترة الحصار هاجم العدوان التركي المشفى بالمدرعات والطيران الحربي".