مصير الوضع في "إدلب" بعد العدوان التركي على شمال سوريا

كتب: محمد حسن عامر

مصير الوضع في "إدلب" بعد العدوان التركي على شمال سوريا

مصير الوضع في "إدلب" بعد العدوان التركي على شمال سوريا

يعطي انتشار الجيش السوري في مناطق الحدود مع تركيا، بحسب التفاهمات التي جرت مع الأكراد، دفعة إيجابية للدولة السورية، لاستعادة سيادتها على شمال سوريا، بحسب سياسيين سوريين، فيما يفرض الوضع الجديد كثير من التحولات في مسار الأزمة السورية، ويدفع مرة أخرى للتساؤل حول مصير "إدلب" آخر معاقل الفصائل المسلحة في سوريا.

وقال الدكتور عبدالقادر عزوز مستشار الحكومة السورية، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن انتشار الجيش السوري في الشمال أمر إيجابي، مؤكدا أن الجيش سيكمل انتشاره حسب التفاهمات التي توافق عليها مع الأكراد.

وأضاف: "مع الوقت ستفرض الدولة السورية سيادتها على كامل أراضيها مع هزيمتها الجماعات الإرهابية، والأجندات الخارجية التي أرادت ضرب سوريا وإسقاطها إلى الأبد".

وعن إدلب، قال عزوز إنها مؤجلة في الوقت الحالي، "لكن عاجلا أو آجلا ستعود لسيادة الدولة السورية".

وانسحب مقاتلو قوات سوريا الديموقراطية بشكل كامل، أمس، من مدينة رأس العين المحاصرة من القوات التركية وفصائل سورية موالية لها بموجب اتفاق أمريكي تركي لوقف إطلاق النار، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".

وينص الاتفاق، الذي توصل إليه نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، في أنقرة، الخميس الماضي، على "تعليق" كل العمليات العسكرية في شمال شرق سوريا خلال 120 ساعة يفترض أن تنتهي غدا الثلاثاء، على أن ينسحب المقاتلون الأكراد من "منطقة عازلة" بعمق 32 كيلومتراً، لم يتم تحديد طولها.

وفي السياق نفسه، أكد الخبير العسكري السوري علي مقصود، أنه مهما كان الوضع في سوريا، فإن "إدلب" مصيرها إلى حضن الدولة السورية، ولا يمكن أبدأ أن تترك هكذا "مأوى لجماعات الإرهاب والتطرف".

وأضاف، في اتصال هاتفي لـ"الوطن": "بلا شك الوضع في الشمال في الوقت الحالي يعطي دفعة جديدة للدولة السورية التي كافحت كثيرا بدعم الحلفاء للوقوف أمام موجة الإرهاب والفوضى التي أرادت إسقاط الدولة السورية مثل كثير من الدول العربية بدعم أجهزة مخابراتية".

ويعتقد مقصود، أيضا، أنه في الوقت الحالي، فإن أي عملية عسكرية في إدلب تبدو مؤجلة، "فهناك تفامات ومفاوضات تجري، خصوصا وسط أجواء المناقشات الخاصة باللجنة الدستورية، والجمهورية العربية السورية ترى أنه يمكن إفساح المجال أمام هذه التفاهمات السلمية".

ويرى الخبير العسكري السوري أنه إذا لم تفلح هذه الجهود التفاوضية، فإن العمل العسكري أمر لا مفر منه، وأمر حتمي، قائلا: "الدولة السورية لن تتنازل عن أي شبر إلا وستفرض عليه سيادتها".

وحول إمكانية نقل عناصر إرهابية من "إدلب" إلى المنطقة الآمنة التي يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى إنشائها في شمال سوريا، قال مقصود: "أولا وقبل كل شيء هذه المنطقة المسماة بالمنطقة الآمنة هي منطقة احتلال وغير مقبولة بالنسبة لنا".

بالنسبة لعناصر تنظيم داعش الإرهابي، أوضح أن هذا التنظيم الإرهابي أداة بيد دول أرادت أن تضرب المنطقة واستقرارها وإدخالها في دوامة الفوضى، وعلى رأسهم سوريا، وبالتالي نقل عناصر إرهابية بالنسبة لتركيا أمر ممكن "فهي اعتادت ذلك منذ بداية الأزمة السورية".

 


مواضيع متعلقة