متعافيات يدعمن محاربات السرطان عبر "فيس بوك": "إحنا عيلة واحدة"

كتب: آية المليجى وآية أشرف

متعافيات يدعمن محاربات السرطان عبر "فيس بوك": "إحنا عيلة واحدة"

متعافيات يدعمن محاربات السرطان عبر "فيس بوك": "إحنا عيلة واحدة"

تعافين من مرض خبيث أصابهن لفترات طويلة ألزمهن المستشفى لتلقى جلسات العلاج الكيماوى، وعدن إلى منازلهن بأجساد واهنة تعصرها الآلام.. كابوس عايشنه بمشاعر مختلطة غلفت أرواحهن ما بين قوة وضعف، لحظات أمل وساعات خوف وفشل، وكانت النتيجة هى الانتصار على الأورام الخبيثة التى تسللت إلى أجسادهن، وذلك بفضل دعم الأهل والأصدقاء وحملات التوعية عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، التى أسستها متعافيات من المرض اللعين.

"سيدة الوردى" مبادرة "هبة" لتوعية نساء الإسماعيلية

«سيدة الوردى» مبادرة أسستها المتعافية هبة ربيع، من محافظة الإسماعيلية، وذلك بعد تجربتها القاسية مع سرطان الثدى ومجالستها لمحاربات تعاملت معهن، ليكون قرارها أنها ستكون الشخص المؤثر فى حياة حاملات المرض الخبيث، فتعاونت مع صديقتها فى تأسيس المبادرة التى حملت هذا الاسم نسبة لاتخاذ اللون الوردى رمزاً لسرطان الثدى: «لازم نواجه العدو اللى جوانا».

التنقل بين القرى الفقيرة لمحافظة الإسماعيلية من الخطوات المهمة التى سارت عليها «هبة» بمبادرتها لزيارة الفقيرات وتوعيتهن بالمرض الخبيث وضرورة إجراء الكشف المبكر: «فيه ستات كتير ميعرفوش حاجة عن سرطان الثدى.. كنا بنقعد معاهم ونوعيهم، وخصصنا يوم فى الشهر لزيارة القرى الأكثر فقراً». ومن الأنشطة التى تقيمها مبادرة «سيدة الوردى» معارض الملابس الخيرية، لتستغل «هبة» تجمع عدد كبير من السيدات للحديث معهن عن سرطان الثدى ومعرفة الكشف الذاتى، كما دشنت مجموعات عبر «فيس بوك» ضمت نحو 12 ألف عضوة، يتبادلن من خلالها طرح أسئلتهن حول المرض الخبيث ورواية قصصهن فى محاربته لرفع الروح المعنوية لدى المصابات: «كلنا بنساعد بعض».

حملات "مها" تدعم المصابة بالفنون والندوات وتدعو للحفاظ على بويضاتها بالتجميد: "من حقها تخلّف"

مها نور، المتعافية التى قررت تأسيس مبادرات مختلفة تدور حول سرطان الثدى، أصابها المرض منذ 10 سنوات وتمكنت من هزيمته وكان اختيارها الوقوف بجوار المريضات.. «ذراعى خط أحمر»، كان اسم مبادرة «مها»، التى دشنتها منذ عام ونصف، وتهدف لنشر ثقافة ارتداء المحاربات إسورة معدنية مدوناً عليها هذه العبارة، وأكدت لـ«الوطن» أنه عقب استئصال الغدد الموجودة تحت الإبط تواجه المريضة عدداً من المحظورات المتعلقة بذراعها تجنباً لحدوث مضاعفات.

الحالة المعنوية للمحاربات من الأمور التى ارتكزت عليها «مها»، واعتمدت على الفن كطريقة للدعم النفسى، وقررت تأسيس مبادرة «بالفن نهزم السرطان»، داعية المريضات إلى تفريغ طاقتهن السلبية فى الرسم وتنفيذ الأعمال اليدوية لتبديل مشاعرهن: «كلهم خرّجوا الطاقة اللى جواهم»، تقديم الندوات الطبية والعلمية من الأمور أيضاً التى اهتمت بها «مها»، لكنها انشغلت أكثر بالرحلات الترفيهية للمريضات والذهاب لمشاهدة المسرحيات فى جو أسرى ملىء بالطاقة الإيجابية: «كل ده مهم عشان بيحفز المحاربات وبيغير حالتهم النفسية»، ومن الفنون إلى الدفاع عن حق الأمومة التى يهددها العلاج الكيماوى، الذى يجمد نشاط البويضات، حيث أطلقت «مها» مبادرة «تجميد أبطال السرطان حق»، ودافعت خلالها عن حق السيدات فى تجميد البويضات لإعطائهن القدرة مرة أخرى على الحمل والإنجاب: «من حقهم يخلفوا ويعيشوا حياتهم من جديد».

التونسية هزار عمار، إحدى المتعافيات من السرطان، أسست مجموعة عبر «فيس بوك» تحمل اسم «تجربتى مع سرطان الثدى غيرت حياتى»، وذلك بالتعاون مع صديقتها فى رحلة التعافى من المرض الخبيث، ووضعت «هزار» أولى قواعد المجموعة لدعم محاربات السرطان: «بنقدم النصيحة ومعلومة واضحة لإزالة أى شائعة أو خرافة حول المرض، وده بيكون من خلال أطباء متخصصين فى الأورام انضموا للمجموعة منذ تأسيسها قبل عامين».

سيدات حول العالم انتمين لمجموعة «هزار»، التى تضم الآلاف من النساء، رغم أنها كانت تستهدف خدمة السيدات التونسيات، وصرن يتفاعلن كأنهن عائلة واحدة: «آلامنا واحدة، بنسأل على بعض ونحس ببعض ونشتكى همومنا.. بقى عندى أصدقاء من حول العالم بسمع قصصهم وتجاربهم حول المرض وآلامه».


مواضيع متعلقة