الأسد في الخطوط الأمامية.. هل تقترب معركة إدلب؟

الأسد في الخطوط الأمامية.. هل تقترب معركة إدلب؟
"هل تقترب معركة إدلب؟" سؤال ربما تردد كثيرًا، اليوم، بعد زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لخطوط الجبهة الأمامية ضد الفصائل الإرهابية في إدلب، حيث أكد الأسد أن معركة إدلب هي "الأساس" لحسم الحرب المستمرة في بلاده منذ أكثر من ثمان سنوات.
وقال الأسد، وفق تصريحات نشرتها حسابات الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال زيارته لبلدة الهبيط جنوب محافظة إدلب "كنا وما زلنا نقول إن معركة إدلب هي الأساس لحسم الفوضى والإرهاب في كل مناطق سوريا".
ونشرت حسابات الرئاسية السورية على مواقع التواصل صوراً للرئيس السوري، محاطاً بعسكريين وعلقت خلفهم خرائط.
واعتبر الأسد أن "كل المناطق في سوريا تحمل الأهمية نفسها، ولكن ما يحكم الأولويات هو الوضع العسكري على الأرض"، وفقًا لما نقلته وكالة "فرانس برس" للأنباء.
وتأتي تصريحات الأسد فيما تواصل قواته الانتشار في مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا، لمؤازرة قوات سوريا الديموقراطية في تصديها لهجوم تشنه أنقرة في المنطقة منذ 9 أكتوبر.
مدير المرصد: التحرك السوري بموافقة روسية.. وزيارة الأسد تزامنت مع سيطرة الجيش السوري على طريق "حلب - الحسكة"
وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان لـ"الوطن"، إن زيارة بشار الأسد لها دلالات كبيرة وأنها المرة الأولى التي يزور فيها إدلب منذ الثورة، فضلًا عن أنه في هذا التوقيت عملية إدلب مستمرة ولم تتوقف عند "خان شيخون" وخطوط "أردوغان - بوتين".
وأشار إلى أنه وفقًا لاتفاق "أردوغان - بوتين" في 31 أغسطس لوقف إطلاق النار، كان من المفترض أنه في بداية شهر أكتوبر يعود طريق "دمشق - حلب" الدولي تحت سيطرة الأتراك والروس، ولكنه تحت سيطرة الإرهابيين حتى هذه اللحظة، مضيفًا: "الروس منذ يوم الجمعة وحتى الآن يكثفون الغارات الجوية بشكل كبير جدًا".
وأضاف عبدالرحمن أن كل تحرك يأتي بموافقة روسية، حتى تحرك الرئيس السوري بشار الأسد في إدلب بموافقة وإرادة روسية، مشيرًا إلى أن هذا التحرك يأتي بالتزامن مع سيطرة الجيش السوري على طريق "عين عيسى" أو طريق "حلب - الحسكة"، وانتشاره على هذا الطريق للمرة الأولى منذ 5 أعوام.
ترامب يعلن أن عددا «محدودا» من الجنود الأمريكيين سيبقون في سوريا
وفي سياق آخر، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأول، أن عددا محدودا من الجنود الأمريكيين سيبقون في سوريا، بعضهم سينتشر على الحدود مع الأردن بينما يقوم البعض الآخر بحماية حقول النفط.
وعقب انسحاب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا حيث شنت تركيا عملية ضد الأكراد، قال ترامب إن: "العدد المحدود" من القوات الأمريكية سينتشر في جزء مختلف تماما من سوريا بالقرب مع حدودها مع الأردن وإسرائيل، مؤكداً أن مجموعة أخرى من الجنود ستقوم بـ"حماية النفط".
وقال ترامب: "لدينا جنود في قرى في شمال شرق سوريا قرب حقول النفط، هؤلاء الجنود المتواجدون في تلك القرى ليسوا في طور الانسحاب".
وأضاف في البيت الأبيض: "قلت دائماً: إذا كنا سننسحب فلنحم النفط"، ملاحظاً أنّ الولايات المتحدة: "يمكن أن ترسل واحدة من كبرى شركاتنا النفطية للقيام بذلك في شكل صحيح"، مؤكدًا أن عملية حماية الموارد النفطية في المنطقة ستضخ أموالا للأكراد، غير أنّ المبعوث الخاص السابق للرئاسة الأمريكية إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي بريت ماكجورك سارع إلى إعلان رفضه لهذه الفكرة، مؤكّداً أنّه من "غير القانوني" القيام بذلك.
وقال الدبلوماسي السابق الذي استقال في ديسمبر 2018 احتجاجاً على إعلان ترامب حينذاك، لأول مرة، عن عزمه على سحب القوات الأمريكية من سوريا "لا يمكننا استغلال هذه الموارد النفطية، اللهم إلا إذا أردنا أن نصبح مهرّبين".
وأوضح أنّ النفط السوري ملك لشركة نفطية عامة "شئنا أم أبينا". وأضاف: "هذا لا يعني أنّ قوات سوريا الديموقراطية لا يمكنها استغلاله وكسب المال منه، لكنّ هذا تهريب".
وقال الرئيس الأميركي "لقد ساعدنا الأكراد" على وقع انتقادات دولية كثيفة طاولته منذ إعلان سحب الجنود الأميركيين، لكنّه كرر أن الاكراد "ليسوا ملائكة"، مضيفا: "لم نقطع يوما تعهدا للأكراد بأننا سنبقى للأربع مئة سنة المقبلة لحمايتهم".
وشكك ترامب في القدرات القتالية للأكراد الذين غالبا ما يضرب المثل بانضباط وفاعلية مقاتليهم، قائلا إنهم استفادوا من إسناد سلاح الجو الأمريكي. وقال ترامب: "كثر يكونون جيدين عندما يقاتلون إلى جانبنا".
وتابع: "عندما يكون لديك طائرات بعشرات مليارات الدولارات تقصف على عمق عشرة أميال من خطوطك الأمامية، يكون القتال أسهل بكثير".
وقال ترامب إنه يتعاطف مع موقف أنقرة التي تعتبر أن الأكراد السوريين يرتبطون بمتمردي حزب العمال الكردستاني داخل أراضيه،ا وهم بالتالي يشكّون تهديدا أمنيا لتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي.