مظاهرات لبنان بين الغناء والهتاف والشتائم

كتب: محمد البلاسي

مظاهرات لبنان بين الغناء والهتاف والشتائم

مظاهرات لبنان بين الغناء والهتاف والشتائم

معروف عن الشعب اللبناني حبه للفكاهة والحياة مهما اشتدت به الضغوط والمشكلات، وهذا ما جعل اللبنانيون خلال المظاهرات يرقصون على أنغام الأغاني المصرية واللبنانية في الميادين، وسط حالة من البهجة والتفاؤل.

ورقص اللبنانيون على أشهر الأغنيات منها، "فاكر لما تقولي هسيبك، بشرة خير، وآه لو لعبت يا زهر"، كما دعم الفنانون اللبنانيون حراك شعبهم من أجل الضغط على الحكومة لتحسين الأوضاع المعيشية.

وطالت الشعارات والهتافات، التي رددها المتظاهرون في ساحات بيروت ومدن أخرى من شمال البلاد حتى جنوبها، كل الزعماء السياسيين من دون استثناء، في مشهد غير مألوف في لبنان كسر محرمات لم يكن من السهل تجاوزها، وتنوّع مضمون الشعارات بين استعادة هتافات "الربيع العربي" المطالبة بإسقاط النظام وصولاً إلى وضع أركان الحكم في مصاف واحد، من دون تمييز وإطلاق شعارات انتشرت كالنار في الهشيم رغم بذاءة مفرداتها، في مؤشر على حجم الغضب الشعبي.

وفي ساحات بيروت، كما في مدينة طرابلس، معقل تيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة سعد الحريري شمالا، ومدينتي صور والنبطية معقلي حزب الله وحركة أمل الشيعيين جنوبا، وفي منطقة كسروان ذات الغالبية المسيحية شمال بيروت، يتكرّر الهتاف ذاته على ألسنة الجميع صغاراً وكبارا "ثورة، ثورة" و"الشعب يريد إسقاط النظام".

ومن بين الشعارات التي تحتلّ الصدارة أيضاً "كلهن يعني كلهن"، في إشارة إلى المطالبة برحيل الطبقة السياسية كاملة لا الحكومة فحسب التي دعوا رئيسها للتنحي قائلين "يلا يلا يلا.. حريري اطلع برا"، وطالت الشعارات الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي كان توجيه اتهامات أو انتقادات ذات طابع سلبي إليه من المحرّمات في السابق، حتى أن تقليده في برامج فكاهية تسبب أحيانا بردود فعل غاضبة من أنصاره في الشارع.

ونال وزير الخارجية جبران باسيل، صهر الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر، الحصة الأكبر من الهتافات والشتائم في مختلف المناطق، حتى أن البعض حوّلها إلى مقطوعات موسيقية تمّ تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يغب اسم رئيس البرلمان نبيه بري، الذي يرئس حركة أمل، عن لسان المتظاهرين.

ولم تخل بعض اللافتات التي رفعها المتظاهرون أو كتبوها على الجدران من روح الفكاهة، على غرار المطالبة بتشريع الحشيش، أو وضع لافتة تشير إلى مقر البرلمان كُتب عليها "مجلس الحرامية" وكتابة "يسقط حكم المصرف" قرب شارع يضم عشرات المصارف في بيروت.

وتصاعدت النقمة الشعبية ضد السلطات مؤخرا بعد ارتفاع سعر صرف الليرة في السوق السوداء مقابل الدولار للمرة الأولى منذ 22 عاما، من دون أن تقدّم السلطات تفسيرا واضحا لذلك. ويعتبر المتظاهرون أن قطاع المصارف، الذي يعود له الجزء الأكبر من ديون الدولة، شريك في إفقار اللبنانيين.


مواضيع متعلقة