من قلب مظاهرات لبنان.. مصاب بـ التوحد يطالب بحقوق "الفئة المنسية"

من قلب مظاهرات لبنان.. مصاب بـ التوحد يطالب بحقوق "الفئة المنسية"
- التوحد
- تظاهرات لبنان
- مظاهرات لبنان
- متظاهر في لبنان
- الحالات الخاصة بلبنان
- لبنان
- التوحد
- تظاهرات لبنان
- مظاهرات لبنان
- متظاهر في لبنان
- الحالات الخاصة بلبنان
- لبنان
وسط زحام الأعلام اللبنانية، وأصوات الهتافات غير الراضية بأداء الحكومة، وزخم في الأحداث السياسية، خرج محمود حجازي غير عابئ بالزحام من حوله رافعا لافتة تلخص مطالبه المشروعة وحقوقه كطفل مصاب بالتوحد في عالم لا يكترث له، وحكومة تتجاهل مطالبه.
"نطالب بجلسات علاجية مجانية لأطفال التوحد ومدارس دامجة محترمة مجانية لجميع الفئات الخاصة"، بهذين الحقين المشروعين طالب "محمود" الذي يعاني من درجة متوسطة من التوحد تصل إلى الخفيفة، ونزل وسط المظاهرات التي تجوب لبنان منذ يوم الخميس الماضي، رغم التحديات الإدراكية التي تواجهه في فهم الأمور أصر على المشاركة ودفع أمه "فاتن" لأن تصطحبه معها إلى ساحة التظاهرات.
وتقول "فاتن" والدة محمود حجازي في حديثها لـ"الوطن"، إنه "حين سمع أحاديث الناس من حولنا عن المظاهرات أصر، ما دفعني للنزول معه"، موضحة أنها رغبت في أن تجعله يرى الحياة على أرض الواقع كما أن تعريض الأطفال المصابون بالتوحد لمواقف اجتماعية يزيد من تطورهم ويتعلمون أسرع.
وتتابع: في بداية الأمر كان يظن أنها نوع من الاحتفالات وحاولت الشرح له بما يناسب إدراكه بأن أخبره أن التظاهرات، يعني أن ننزل لنقول "لا" وأن تطالب بحقك، لكنها تتابع أن هذا المفهوم لا يزال معقد بالنسبة له.
ورغم محاولات فاتن بتوضيح معنى مظاهرة لابنها إلا أن استقباله بحفاوة ومودة وترحيب على أرض الواقع ربما رسخ من فكرته تجاه معنى المظاهرة، "حتى أنه رقص وغنى وعبر عن حبه للأحداث" موضحة أن ابنها الذي يحب التصوير سعى للمطالبة بحقه ووجدت هي فرصة جيدة لدعمه.
كيف تأقلم على التواجد في الزحام؟
كان أول ما اهتمت به "فاتن" بعد إصرار ابنها على النزول هو اختيار أماكن غير مزدحمة، وسؤاله كل 10 دقائق عن مدى ارتياحه، حتى يختار المنطقة الأنسب له، وتوضح فاتن أن محمود يحب الناس والعالم لكنه يتواصل مع الجميع بطريقته الخاصة، وهذه تجربة فريدة من نوعها من الجيد أن يشارك بها.
"العالم حس بوجعي" هكذا عبرت عن ردود الأفعال تجاه نزول ابنها، فمجبرد نشرالصورة وجد الذين لهم أطفال يعانون من حالات خاصة أن "محمود" بطل يمثلهم ويمثل وجعهم معربة عن سعادتها بالدعم الذي شعرت به فرغم إنها لا تعلم مدى تأثير نزول محمود على أرض الواقع لكنها يكفيها أنها أدت ما عليها وتوعية الناس والمجتمع بالحالات الخاصة.
"نحن فئة منسية" هكذا تصف فاتن الأطفال المصابون بالتوحد في لبنان فتقول إن وزارة الشؤون تصدر بطاقات من شأنها مساعدة الحالات الخاصة ببعض الأموال، لكنهم لا يدفعون لطفل التوحد الذي يحتاج الجلسات لفترات طويلة وربما طوال العمر موضحة أن الوقت الذي يبلغ فيه الحد الأدنى للأجور في لبنان 600 ألف ليرا، سعر الجلسة الوادة يكون متوسطها 40 ألف ليرا.
وترى فاتن، أن طفل التوحد أصبح مادة دسمة للتجارة، فمدارس الدمج تتعامل معهم تجاريا، ولا تهتم بهم الدولة، وهو ما يجعل الكثير من الأهالي عاجزون عن علاج أطفالهم أو دمجهم في مدارس.