"العلمين الجديدة" تفتح ذراعيها لمستثمري العالم

"العلمين الجديدة" تفتح ذراعيها لمستثمري العالم
- مدينة العلمين الجديدة
- مدن الجيل الرابع
- مصر
- مصر اليوم
- مدينة العلمين الجديدة
- مدن الجيل الرابع
- مصر
- مصر اليوم
أبراج ضخمة موزعة على الشريط الساحلى لمدينة العلمين الجديدة، شبكات طرق ومشروعات سكنية وكورنيش طويل ممتد على مسافة 14 كم، مولات ومناطق خدمية وترفيهية فى معدلات مختلفة من الإنجاز، بنية تحتية على وشك الانتهاء بالكامل. كل تلك المواقع كانت فى عام 2016 صحراء، مهددة بخطر الألغام، تعود للحرب العالمية الثانية، وفى أقل من عامين تغيرت خريطة المنطقة بالكامل.
فرص واعدة.. وإقبال على المشروعات الخدمية والتجارية
جهود بذلها عمال مصريون ومهندسون، وتعاون بين القطاع الحكومى والخاص، من أجل بناء مدينة عالمية متكاملة، تمتد على ساحل البحر المتوسط، بمساحة 50 ألف فدان، وتتمتع بأجمل وأنقى شواطئ العالم، ومن المقرر أن تستوعب 3 ملايين مواطن، وتغير وجهة الساحل الشمالى بالكامل، من موسمية إلى مدن مستدامة، توفر فرص عمل للشباب، وتجذب كافة الاستثمارات، وتتميز بتخطيط يشتمل على ميناء جاف، ومشروعات سكنية تخدم 25 شريحة من المجتمع، وفنادق ومنتجعات سياحية، ومناطق تعليمية، وحديقة ومدينة ترفيهية كاملة، ومركز مؤتمرات ومقار حكومية ومدينة صناعية.
توافد خبراء اقتصاديون ومستثمرون على المدينة، وقاموا بجولات فى المناطق الترفيهية والتجارية، وكذلك الأبراج والأحياء السكنية، ناقشوا فرص الاستثمار مع رئيس جهاز المدينة، وأبدوا انبهارهم بسرعة وجودة الإنجاز، والتخطيط الجيد، فمدينة العلمين الجديدة، واحدة من ضمن 14 مدينة أخرى، تقوم الدولة المصرية بتنفيذها وتشييدها، ضمن مدن الجيل الرابع، والتى تعتمد على التكنولوجيا المتطورة فى إدارة البنية التحتية بأعلى جودة، ومنظومة إعادة تدوير مخلفات.
80 ألف عامل فى ورديات "24 ساعة".. وإنجاز الجزء الأصعب من "البنية التحتية"
ساعتان من الزمن فقط كانت مدة رحلتنا من القاهرة إلى مدينة العلمين الجديدة، التى شهدت نسب إنجاز متقدمة فى كافة المشروعات المُقامة بها.. وعلى طرق طويلة ممتدة ومرصوفة بعناية، كان مدخل المدينة الجديدة، لتبدأ جولتنا عند الكورنيش على طول 14 كم، والذى تم إنجازه بالكامل، ويشمل «برجولات» خشبية بأشكال مميزة، وبحيرات صغيرة، ولاند سكيب، ونخيل يناسب طبيعة ومناخ المنطقة.
ويقول محمود زغلول، مدير مشروعات مدينة العلمين الجديدة، إن أكثر من 80 ألف عامل يقومون بجهود متواصلة على مدار 24 ساعة لتنفيذ المشروعات، وهناك مجموعة كبيرة من شركات المقاولات التى تلتزم بالتنفيذ وفقاً للجدول الزمنى المحدد لها، وبالفعل فإن هوية ومعالم المدينة أصبحت أكثر وضوحاً، كما أن الجزء الأصعب المتعلق بالبنية التحتية والأساسات تم إنجازه.
يرتكز محمد عبدالتواب على الأرض بينما يقوم بإعادة زرع نباتات زينة صغيرة فى الأماكن المخصصة لها فى الممشى، ويقول إنه رغم انتهاء إنجاز الممشى السياحى بالكامل، فإن دوره يعتمد على متابعة أعمال التشجير والحفاظ عليها والاهتمام بالنباتات المستخدمة لهذا الممشى، ويؤدى عمله تحديداً طوال فترة النهار.
ويضيف «عبدالتواب» أنه مختص فى أعمال التشجير واللاند سكيب، وتم اعتماد أنواع نباتات تناسب الطبيعة الساحلية للمدينة، حيث تتحمل الرياح، خاصة فى فصل الشتاء ولا تحتاج لمجهود كبير للاهتمام بها.
15 برجاً تطل على البحر المتوسط فى مراحل التنفيذ المختلفة.. وبعض المبانى وصلت إلى الدور الـ30.. والإنجاز يتحقق فى أقل من عامين
وبينما تطل من أمام الكورنيش أبراج ضخمة فى مراحل مختلفة من التنفيذ والتشييد، وصل بعضها للدور الـ30 بينما تفاوتت البقية فى نسب الإنجاز، هى نواة لـ15 برجاً سيتم تنفيذها فى المدينة، بارتفاعات تصل إلى 100 متر، وتتولى شركات مقاولات كبيرة تنفيذ تلك الأبراج، كما تقوم شركة «سيتى إيدج» للتطوير العقارى، بالشراكة بين هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وبنك الإسكان والتعمير، بالتسويق وبيع تلك الوحدات السكنية الفاخرة فى الأبراج، والتى يبدأ سعر المتر فى بعضها بـ15 ألف جنيه، وفقاً لبيانات رسمية صادرة عن هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.
صعدنا فى مصعد حديدى، يلتصق خارجياً بأحد الأبراج الضخمة، التى تنفذها شركة «سياك»، جميع وحدات تلك الأبراج تطل على منظر بديع للبحر المتوسط، حيث تم تصميمها بطريقة نصف دائرية مطلة على البحر لأفضل استغلال لجمال الطبيعة فى تلك المنطقة، أما فى الجزء الصغير الذى لا يعد مطلاً على البحر، فقد تم تصميم بحيرة ضخمة ليتمتع قاطنوها بمنظر المياه الأزرق الخلاب.
مهندس: أصعب مراحل العمل فى الأبراج وضع الأساسات والخوازيق
ويستمر العمال فى أعمال الخرسانات، بينما يصعد البقية من خلال المصعد وهم يحملون أجولة الأسمنت، بشرتهم يغلب عليها السمرة، بينما يعملون فى الأدوار المختلفة فى البرج السكنى مثل خلية نحل، أكثر من 1000 عامل فى هذا الموقع فقط، وفقاً لما قاله أحمد خضر، مشرف السلامة فى المشروع، مؤكداً أنه تم تدريب العمال للعمل فى المشروعات الضخمة، وتقليل نسب الإصابة أو التعرض للخاطر.
مشرف سلامة: الإصابات شبه منعدمة.. وأقرب مستشفى على بُعد 10 دقائق
وأضاف «خضر» أن دوره يشمل التأكد من ارتداء جميع العمال ملابس «السيفتى» قبل بدء العمل، فى الورديتين، الأولى التى تبدأ 8 صباحاً، وتنتهى 8 مساء، لتبدأ الأخرى فوراً، وتشمل الملابس الخوذة والحذاء المخصص للعمل والسترة الفسفورية وغيرها، أما عن الإصابات الطفيفة فقد تم توفير عيادة متنقلة فى كل موقع عمل، كما أن أقرب مستشفى للعلمين يبعد 10 دقائق عن المدينة بالسيارة، مؤكداً أن نسب الإصابات تكاد تكون معدومة.
ويضيف مصطفى عمار، أحد المهندسين المشرفين على العمل فى الموقع، أن أصعب مرحلة فى تنفيذ الأبراج تشمل الحفر ووضع الأساسات، أما المراحل اللاحقة فيجرى إنجازها بسهولة أكبر، خاصة أن الأبراج تعتمد على الحفر ووضع الأساسات على مسافات عميقة جداً تحت الأرض، وهو ما يشمل أعمال ضغط وتسوية، واستخدام مواد عازلة تناسب البناء فى مدينة ساحلية.
ويواجه الأبراج الضخمة بنايات صغيرة مترابطة بأدوار قليلة، يتم تنفيذها لتكون مجمعات تجارية وترفيهية فى مواجهة البحر، فى مراحل متقدمة فى التنفيذ، بينما لم تتم أعمال التشطيب بها بعد، وتلك المجمعات متكررة فى أكثر من موقع فى المدينة، بشكل يوفر الخدمات للمواطنين، وأماكن للتنزه والخروج فيما بعد.
وبينما ترتفع أصوات الجرارات التى تواصل عملها لتمهيد وتسوية الطريق بشكل كامل بين الأبراج والمناطق الخدمية، تشهد أجزاء أخرى من المدينة الانتهاء من التنفيذ بشكل كامل، خاصة فيما يتعلق بأحياء سكنية، مثل مشروع الإسكان المتميز، بألوان واجهاته الزاهية التى تناسب طبيعة المدينة، وقد قامت الوزارة بطرح مرحلتين كاملتين به، كما أوشك مشروع «سكن مصر» على الانتهاء، وتتميز واجهاته بالفخامة، ويمر مشروع «داون تاون» الفاخر بمراحل متباينة من التنفيذ فى أكثر من 40 بناية كبيرة.
كذلك تم الانتهاء من مقر مجلس الوزراء بالكامل، وهو مبنى راقٍ مطلى باللون الأبيض، بينما يشهد الجامع والكنيسة فى المدينة الترفيهية معدلات متباينة من التنفيذ، كما تم الانتهاء بالكامل من فندق الماسة وما يلحقه من خدمات لمحال ومسجد صغير.
مشرف المشروعات: المتحف الحربى جزء من مدينة الفنون
ويقع متحف العلمين الحربى، الذى يضم مقتنيات تعود للحرب العالمية الثانية، فى جنوب المدينة، ومن المقرر أن يكون المتحف جزءاً من مدينة الثقافة والفنون والتى يتم تشييدها فى المرحلة الأولى، لتشمل المسرح الرومانى المكشوف ومجمع الاستوديوهات وأوبرا العلمين ومجمع سينمات، ومنطقة استثمارية ترفيهية ومسجداً وكنيسة على وشك الانتهاء منها بالكامل فى مرحلة التشطيبات، كما تحتوى منطقة «الداون تاون» على ساحة رئيسية وفنادق.