مفاجأة| حبيب: أعضاء الإخوان 35 ألفا حتى 2005.. والآن 20 ألفا بالسجون و5 آلاف هربوا للخارج ومثلهم يتظاهرون

مفاجأة| حبيب: أعضاء الإخوان 35 ألفا حتى 2005.. والآن 20 ألفا بالسجون و5 آلاف هربوا للخارج ومثلهم يتظاهرون
كشف الدكتور محمد حبيب، النائب الأول، الأسبق، للمرشد العام للإخوان، عن أرقام صادمة للحجم الحقيقي لعضوية الجماعة، وفق سجلات أطلع عليها، من شأنها أن تعيد رسم خريطة التيار الإسلامي في مصر.
وشارك حبيب ضمن من يعرفون بـ"إسلامي 30 يونيو"، في برنامج "صالون التحرير" الذي يدير حواره الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، الذي بثته فضائية التحرير، في العاشرة من مساء السبت، مع الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور. والدكتور كمال الهلباوي، المتحدث السابق باسم الإخوان في الغرب، ونائب رئيس لجنة الخمسين. والدكتور ناجح إبراهيم، أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية.. والزميل ضياء رشوان، نقيب الصحفيين والخبير في شؤون الحركات الإسلامية.
وعلى مدار ساعتين ناقش الصالون "مستقبل التيار الإسلامي في الخريطة السياسية الجديدة"، وتقاطعاته الداخلية والإقليمية والدولية.
بدأ السناوي الصالون بسؤال للهلباوي، عن نقطة الانفصال بينه وبين الجماعة، فرد: نقطة الانفصال عندي من الجماعة تتمثل في أمرين، أمر يخصني شخصيا لرصد أحوال الجماعة في مصر على مدى سنة كاملة بعد عودتي من المنفى في بريطانيا، والثاني: تفكيري في سؤال: هل أنا انفصلت أم هم انفصلوا، ووصلت لنتيجة بأن قيادة الجماعة في الفترة الأخيرة، هي التي انفصلت عن مشروع الدعوة الذي مثله تمثيلا صحيحا في يقيني الامام حسن البنا. وذلك بعدما أدركت أنه لايمكن لي أن أتحمّل كل ممارساتهم الخاطئة وخلف الوعود، بعد ستين سنة ونصف السنة قضيتها في "الإخوان"، وهم الذين انفصلوا عن المشروع الاسلامي الوسطي.[FirstQuote]
سأل السناوي، حبيب: حتى عام 2009 كنت النائب الأول السابق لمرشد الإخوان، ماذا عن إحتمالية تغيير السيناريو الذي سارت فيه الجماعة، لو كنت مرشدا لها ولديك سلطة القرار؟ فرد حبيب: سنعود لثلاث أو أربع سنوات قبل ثورة 25 يناير، حيث زرت أكثر من 80 % من شعب ومناطق الإخوان في الجمهورية، لعلي أرصد بعض السلبيات أو الثغرات ونقاط الضعف والقوة، ووضعت يدي على مجموعة من الثغرات التي تمس الفكر والفهم والخلل فيما يخص الإداريات والتربويات، والحقيقة تقدمت قبل نهاية 2009 بمشروع يعالج كل هذه الأخطاء والخطايا لمكتب الارشاد، لكن مشروعي لم يلق آذانا صاغية وبالتالي مضت الجماعة في اتجاهها حتى وصلنا للوضع الذي نشكو منه الآن، ومن الثغرات التي رصدناها وقلنا لاخواننا عليها، وجود حالة من التدهور القيمي والأخلاقي والإيماني والإنساني على مستوى القواعد.
وهذا كان له أسبابه، أولها الانفصال الذي كان حاصلا بين قيادة الجماعة والقواعد، فلم تكن توجد أي صلة، والمناخ العام السيء كنا نعاني منه جميعا، والحالة التي وصل إليها الإخوان داخل الصف، من كذب وخلف للموعد والبيروقراطية في الأداء، كانوا يعملون كموظفين حكومة، والكثيرون كانوا يلفقوا تقارير حول اجتماعات المناطق والشعب ولم تكن حقيقية، فضلا عن غياب المتابعة، وعدم الاهتمام بحل مشكلات الشباب أو الإجابة على تساؤلاتهم.
وفي الوقت الذي توليت فيه مقام المرشد، أثناء الأزمة الشهيرة بين الأستاذ محمد عاكف ومكتب الإرشاد ومحاولة تصعيد الدكتور عصام العريان، رأيت كم هي الهوة سحيقة بين قيادة الجماعة والشباب، وحين دخل الاخوان على السياسة بعد الثورة، وبعد حصول الشعب على حريته، لم تتخذ الجماعة أي خطوات تجاه استثمار وتوظيف هذا المناخ، في إعادة تأهيل وتربية وتثقيف للإخوان، وبالتالي دخل (الإخواني) بكل مافيه من "عبل" وتدهور، على السياسة ثم بعد ذلك على قمة هرم السلطة، لذا كنا نتوقع أن تنهار هذه السلطة وتقع من حالق.
تابعه السناوي قائلا: حين كنت قائما مقام المرشد، هل شعرت أن هناك تنظيما خاص يعمل وميليشيات تُبني وأشياء غير طبيعية ظهرت بعد ذلك؟ فرد حبيب: لم تكن هناك ميليشيات، ولا سلاح، كنا حريصين طوال الأربعين سنة التي سبقت الثورة، أن تكون لنا استراتيجية واضحة وثابتة، بألا تكون لنا علاقة بالعنف من قريب أو من بعيد، ولا بمن يمارسه.
هنا قاطعه السناوي بسؤال حول العروض شبه العسكرية التي أداها طلاب الإخوان بجامعة الأزهر فيما عرف بـ"ميليشيات الأزهر"، فرد حبيب: كانت محاولة لإيهام الداخلية وقوات الأمن والمباحث، أنهم قادرون على الدفاع عن أنفسهم، خاصة أن هناك عمليات بلطجة من قبل ميليشيات الحزب الوطني والداخلية وكان أقربها ماحدث في كلية التجارة قبل هذه الحادثة بأشهر قليلة.
توجه السناوي إلى الدكتور يونس مخيون، وسأله عن علاقتهم بالإخوان وتحالفهم معا ثم الافتراق، فقال رئيس "النور": هناك اختلاف منهجي وفكري عميق بيننا وبين الإخوان، وعندما دخلنا المجال السياسي، اتفقنا على ميثاق شرف بيننا وبين الإخوان في الحملات الانتخابية، وطلبنا من محمد مرسي، وكان وقتها رئيسا لحزب الحرية والعدالة، أن يكون ميثاق الشرف، مكتوبا فرفض وقال يكفي أن يكون بالكلمة، ثم فوجئنا بممارسات من الاخوان بعيدة عن السلوك الأخلاقي للفرد المسلم، وبعد ذلك حين دخلنا البرلمان، لم نكن حلفاء للإخوان بل كنا حلفاء للحق والمصلحة العامة، نتفق أحيانا مع الإخوان وأحيانا مع الأحزاب الليبرالية والعلمانية.
وقد بدأت في هذه الفترة محاولات الإخوان للاستحواذ وإقصاء كل الفصائل على الساحة ومنها حزب النور، وحاول الإخوان الانفراد برئاسة كل اللجان في البرلمان، رفضنا فعرضوا علينا أن تكون بيننا وبينهم فرفضنا أيضا، واتفقنا على مشاركة كل القوى السياسية في رئاسة اللجان النوعية بالبرلمان.[SecondQuote]
كنا اتفقنا مع الإخوان بمكتب الإرشاد على شراكة حقيقية، ليس في السلطة، لكن في اتخاذ القرار وتشكيل حكومة ائتلاف وطني، لكنهم لم ينفذوا اتفاقاتنا معهم، وشاركناهم الحملة الانتخابية لمرسي، وفوجئنا بعد فوزه بقطع التواصل معنا وتجاهل النور، إلى أن وصل الصدام مع القوى السياسية إلى الإعلان الدستوري لمرسي الذي كان فاجعة قسمت البلد، وتقدمنا بمبادرة سياسية في يناير عام 2013، رحبت بها جبهة الإنقاذ فهاجمنا الإخوان واتهمونا بالعمالة والخيانة، وأننا ارتمينا في حجر "الانقاذ"، ثم فوجئنا بإجراء الإخوان لقاءات سرية مع قادة الإنقاذ في منازلهم كما حدث مع الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد والدكتور محمد البرادعي. الأخوان أقصونا كما أقصوا الآخرين، وكان الانتقام منا مافعلوه مع الدكتور خالد علم الدين (في إشارة لإقالة مستشار رئيس الجمهورية السابق، خالد علم الدين، وهو أحد قياديي حزب النور).
توجه السناوي لناجح حول قراءته للعلاقة بين الإخوان وتنظيم القاعدة؟ فأجاب: فرق كبير بين القاعدة والاخوان تاريخيا، لكن بعد 25 يناير ظهرت متغيرات عديدة جدا، أولها أن 25 يناير في مصر أعطت قبلة الحياة للتكفير عموما وللقاعدة، وأوجدت فرعا لها في مصر، وللسلاح، هذا هو الواقع، والذي حدث أن هناك تحالف وتعاون واقتراب كبير جدا (بين الإخوان والقاعدة) لعل سببه صلة القرابة أو النسب بين رئيس ديوان رئيس الجمهورية والدكتور أيمن الظواهري، أو العلاقة بين الاخوان ومحمد الظواهري، والمكالمة بين مرسي وأيمن الظواهري، وكان يشترط فيها الأخير إجراءات معينة في الأزهر وغيره، وهذه أول مرة تأتي فيها القاعدة إلى سيناء ويكون لها فيها مكان، فقد ظلت سيناء خلال ثلاث سنوات مضت منعزلة أمنيا عن مصر، لكن رغم ذلك، فالبنى التنظيمية للإخوان والقاعدة لم تتداخل معبعضها، ومايحدث هو تلاقي مصالح وتعاون بينهما.
وأنا أرى أن صانع القرار الاستراتيجي للإخوان، أخطأ مرتين، أولهما الاقتراب من جماعات التكفير والقاعدة والتحالف معها، وفقد السعودية، وعدم القراءة الجيدة للدول الملكية، التي تصمت كثيرا ولاتحب الردح.
وسأل السناوي رشوان عن الخريطة السياسية الجديدة للتيار الإسلامي، فأجاب: هناك خيط ناظم واحد، في وصف حال الاخوان والحركة الإسلامية ككل، الدكتور الهلباوي قال هم الذين انفصلوا عن اخوانيتهم، والدكتور محمد حبيب، أظن أنه في الفترة التي وصل فيها إلى قمة التنظيم، شعر أنه غريب عنه، والدكتور ناجح يتحدث عن علاقة ما بين الاخوان والقاعدة، الخط الناظم هو أن هناك شئ ما كان كامنا في الاخوان، ليس بالضرورة مسلحا لكن كان هناك تنظيم خاص يقترب من "الشلة"، شعر به د. حبيب وهو يقود الجماعة الآن في طريق القاعدة، بواسطة بعض أعضاء الجماعة من جيل الوسط مثل المهندس خيرت الشاطر ومن معه ممن يشكلون تنظيما داخل التنظيم.
هذا التنظيم له سمات فكرية وأخرى بمعنى الشلة، كلها تصب في اتجاه كتابات المرحوم سيد قطب، والتنظيم الخاص استقوى وظهر في المعركة الأخيرة في 2009 التي كان د. حبيب أحد ضحاياها، فقد هذا التنظيم لايريد أن يشاركه أحد في القيادة، وهو يضم عددا من تنظيم يعرفه الإخوان يسمى تنظيم "العشرات" يتشكل من مجموعة ممن حوكموا مع سيد قطب في قضية عام 1965 وصدرت بحقهم أحكام متفاوتة بالحبس، وأفرج عنهم بعد عشر سنوات، منهم محمود عزت، والجماعة أتت لبداية الثورة وعلى رأسها التنظيم الخاص، وكان له رأي من منهج الأستاذ قطب لكن ليس بأدواته، وأستطيع أن أسميه تيار "المسارعة"، حيث كان يريد أن يسارع ليستولي على مايظنه الدولة ويضحى بكل الحلفاء، وحين حدث الانهيار في 30 يونيو، كان المنهج القطبي جاهز للمرحلة الثانية. وأدعو كل الدراسين لمراجعة فيديوهات قناة الجزيرة، من منصة رابعة العدوية، حيث كانت منصة اطلاق أفكار تكفيرية بامتياز، يبدأ بتكفير المجتمع ثم تكفير الأشخاص والشرطة والجيش وغيرهم، والمنصة كانت تضم الأطياف التي التقت حول أفكار، إما الجهاد أو التكفير، والقواعد كانوا من شباب الجهاديين الذين يتحرقون إلى قتال، والمنصة تؤكد شرعية القتال أمام من خرجوا على الإسلام والدين، فالتنظيم الخاص يخوض معركة يظنها عقيدية، والاخوان في تقديراتنا بضع مئات من الالاف، لو رأيت أعداد المظاهرت من الشوارع، ستعرف أن أغلبية الاخوان اعتزلوا الفتنة وهم الآن في بيوتهم، والتنظيم الخاص في تحالف مع القاعدة.[ThirdQuote]
سأل السناوي، حبيب عن صاحب القرار في جماعة الإخوان الآن؟ فقال: أذكر في منتصف الثمانينيات، حين كنا في مجلس الشورى العالمي في ألمانيا، تم تكليف د. يوسف القرضاوي من قبل قيادة التنظيم، إنه يشوف لنا موضوع "في ظلال القرآن" لسيد قطب، ومايتردد حوله من شبهات، فاستغرق القرضاوي 3 أشهر، ثم عاد يقول لنا :"أنا مش عارف أعمل إيه فيما يخص الظلال، لأنه بيرشح تكفير. وأتفق مع ناجح إبراهيم أن هناك خلافا جذريا بين الجماعة والقاعدة، لكن في بعض الفترات حدث نوع من التقارب بين الفكر والممارسة بين الاخوان والقاعدة.
نصل إلى إجابة السؤال: الذي يقود الجماعة وكان يتحكم في مرسي والاتحادية بشكل مؤثر وفاعل، شخصان، محمود عزت وخيرت الشاطر، خيرت اليوم في السجن، والذي يقود الآن هو محمود عزت، محمود ضيق الأفق، لا يمتلك رؤية استراتيجية سياسية، عنده الحاج ومثابرة واصرار ودأب. انفرد خيرت، أو بمعني أدق محمود عزت بالتنظيم، بينما كنت مشغولا بتحسين صورة الاخوان محليا واقليميا ودوليا.
والتنظيم العالمي للجماعة عبارة عن مجلس شورى عالمي مكون من 33 شخصية قد تتصاعد بالتعيين الي 35 منهم 8 من مصر والبقية من الأقطار الأخرى، ويجتمع كل 3 أو 4 شهور حسب الظروف، مكتب الارشاد العام يضم 13 فردا، منهم 8 من مصر والباقين ممثلين عن الآخرين. إدارة التنظيم تتم من مجلس الشورى ومكتب الارشاد على مستوى مركزي وآخر لامركزي،
فكل كيان قطري له مشاكله وظروفه وتحدياته يعمل وفق دستور وقوانين بلده، "كافي خيره شره"، ومركزيا في القضايا الأساسية، مثل القضية فلسطينية، وقضايا الجاليات الإسلامية والعربية، هنا ليس فقط مجلس شورى وإرشاد لكن يتنادي مع بقية التنظيمات الأخري، مثل الرفاه في تركيا والجماعة الإسلامية في باكستان، التنظيم العالمي يكتسب تأثير وفاعلية الآن بسبب الدعم الأمريكي، لأن 30 يونيو أطاحت بالمشروع الصهيوأمريكي.
وسأل السناوي مخيون عن قراءته لتطورات الموقف السعودي والقرار الصادر من المملكة باعتبار الإخوان تنظيما إرهابيا وتجريم تأييدها أو التعاطف معها، فقال مخيون السعودية اتخذت قراراها، عندما استشعرت خطرا للاخوان عليها، وهذا مخطط تقوده أمريكا منذ زمن لتفتيت المنطقة لدويلات متحاربة، وقد اعتمدت على محورين، الأول: الإيراني وحزب الله، أما المحور الثاني فهو قطر تركيا، فلقطر مآربها وهي الوحيدة البعيدة عن التقسيم، وتركيا تريد استعادة نفوذها ومكانتها، والاخوان يهدفون لاسقاط الدولة انتقاما من الجيش، الكل يصب في نتيجة واحدة وهو تفتيت مصر وهو مايفسر دعم أمريكا للتنظيم العالمي للجماعة.
وتدخل ناجح إبراهيم في الحديث بالقول: صانع القرار الإخواني لم يقرأ السعودية جيدا فخسرها، وأخطأ حين باع السعودية بقطر. والسعودية تواجه مشروعا لتفكيكها لست دول، وهي تخاف وتعتقد أن قطر ومن معها قد يسعوا لتفكيها، حتى لاتكون هناك دولة أقوى من قطر.
سأل السناوي الهلباوي، عن صورة مصر في الخارج بعد عودته من مؤتمر لمناقشة الوضع الحقوقي المصري في جنيف، فرد قائلا: هناك 3 فرق عالمية موجودة، الأولى هي التي لايعنيها لاحقوق الإنسان ولا مهتمة بما يدور في حلقات الحوار داخل المفوضية السامية لحقوق الإنسان، المجموعة الثانية تقودها النمور الآسيوية وروسيا والصين، ووقفت الي جانب مصر، والمجموعة الثالثة 27 دولة بقيادة أمريكا، نسيت االنظرة الشاملة وركزت على مايسمي انتهاكات حقوق الإنسان في مصر.
التقينا مجموعة سفراء بينهم القائم بالأعمال الأمريكي، وواجهته بما فعلته بلاده في أفغانستان والعراق، أبو غريب، وقلت لها إنه ليس لدينا جوانتاناموا في مصر، فاسود وجهه ووضعه في الأرض.
وسأل السناوي رشوان حول مستقبل التيار الإسلامي، فأجاب: بعد الزلزال الذي حدث في مصر، أصبح الإخوان "إخوانات"، قيادة أقرب للفكر القطبي، ومعها مجموعات من قاع التنظيم، وآخرون هم الغالبية من عموم الإخوان، وصار "الجهاد" جهادان، ولم تعد الجماعة الإسلامية كما كانت، والنور يواجه محاولات من الإخوان لاستقطاب شبابه. أصبحت الحركة الإسلامية مقسمة.
توجه السناوي مجددا للهلباوي وحبيب، وسألهما عن رهانهما على الشباب، فقال الهلباوي: شباب الإخوان منقسمون لثلاثة مجموعات، المجموعة الأولى تسمع وتطيع أوامر الجماعة باعتبارها جهاد في سبيل الله، والثانية مجموعة يمكن وصف أعضاءها بأنهم أهل "التوقف والتبين"، لكنهم أميل للمجموعة الثالثة التي أتواصل معها، والتي تدين العنف ورفضت "رابعة" مبكرا، وتبحث عن إطار رسمي يستوعبها.
وتحدث حبيب، فقال: آخر إحصاء للإخوان مابين عامي 2004 و2005 كان 157 ألف عضو، منهم 35 ألف عضو عامل فقط، بكل المحافظات. وحتى 2010 زاد العدد، كما لا كيفا، وهذا مارصدته، حيث حصل تدهور قيمي، وتقديريا فإن العدد كله الآن لأعضاء الجماعة لم يتجاوز 250 ألفا، هؤلاء منهم ناس موجودين في السجون، مابين 20 -21 ألفا، وهرب للخارج مابين 5 - 9 آلاف، ومن يتظاهرون في طول البلاد وعرضها لايتعدوا خمسة آلاف، إذن فأنت تتكلم عن 215 ألف تقريبا لايشاركون لا في مظاهرات ولا في إحتجاجات، من مستويات وشرائح متعددة. هؤلاء إما أنهم لايشاركون قناعة بعدم جدوى التظاهر ومايصاحبه من تدمير، أو خوفا من النزول فيقبض عليه أو أن يصفى جسديا، لكن أحسب أن هؤلاء متأثرون ويتعاطفون مع إخوانهم الذين يرن أنهم وقع عليهم غبن في رابعة وفي غيرها. وهذا يحتاج مننا لبحث عن مداخل مختلفة للتعامل معهم، فهؤلاء ليسوا قماشة واحدة، ومن بينهم من تتغلغل ثقافة السمع والطاعة والثقة المطلقة في القيادة في أعمق أعماق فؤاده، والقسم الثاني غير راضٍ لكن عدم الرضى لايتجاوز الهمس دون البوح، والقسم الثالث يبوح بما يعتمل في صدره.
هناك فكر موجود يحتاج للعلاج، سواء في النظر للأوطان أو لمؤسسات الدولة، لأن فقه التوازنات والمآلات غائب، والشباب غلبان، واذا كان هناك فكر صحيح فيوجد فهم خاطئ وممارسة أكثر خطأ، أين العدالة الانتقالية، أين قتلة الثوار في 25 يناير أثناء المجلس العسكري وأيام مرسي، وكان مرسي نفسه يدافع عن الداخلية، وكان يقول عن الشرطة انها عبرت مع الثورة. علشان تهيء المناخ للتعامل مع الشباب، لابد من تصفية بؤر الارهاب أولا، وثانيا التعامل بحسم مع المظاهرات والحرق والتدمير، ثم تهيئة المناخ للشباب الراغب في التصالح. لكن أنا أعتقد أن الشباب يعول كثيرا على موجة العنف والارهاب ويراهن على الدعم الأمريكي والانهيار الاقتصادي، يوم أن تصفى العنف والارهاب وتقف الدولة ومؤسساتها على قدم راسخة ووتتعافى المسألة الاقتصادية، سيفقد الشباب الأمل في عودة ماكان موجودا، وفي هذه الحالة يمكن أن يتم التفاهم مع الشباب.
وعاد السناوي لرئيس حزب النور وسأله عن توقعاته لحصة الحزب في الانتخابات البرلمانية وموقفهم من مرشحي الرئاسة المحتملين، فقال مخيون: الدعوة السلفية تتميز بوجود منهج فكري منضبط ينتظم خلاله كل من ينتمي لها، وهذا مايميزها عن باقي السلفيات، ولنا مواقف ثابتة في قضية الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، منذ بدء الدعوة منذ أربعين عاما، نعم هناك أناس من النور نزلوا "رابعة" والمظاهرات، لكن أعداد بسيطة. فليس كل ملتحي ينتمي للنور والدعوة السلفية، وهناك ممارسات تمت من قبل الدولة دفعت بالشباب للنزول مثل التجاوزات التي حدثت، والخوف من عودة النظام البوليسي القمعي وعودة النظام السابق، والتوسع في الاشتباه الأمني والعنف مع المظاهرات، كل هذا أدى لنزول الشباب ليس تعاطفا مع الاخوان وإنما خوفا من عودة القمع الأمني.
وفيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية، نرى أن النظام المختلط من القوائم والفردي أفضل، فالقوائم ستعطي فرصة لمشاركة الشباب، خاصة في ظل عدم وجود مقدرة مادية ولا تنظيمية لديهم. نريد من مجلس الشعب أن تكون فيه تكتلات قوية.
وسأله السناوي مجددا: لو أجريت الانتخابات بنسبة 50 % بالنظام الفردي و50 % بنظام القوائم، كم ستقل نسبتكم في البرلمان عن أول برلمان شاركتم فيه بعد الثورة؟.
فقال مخيون: الخريطة السياسية تغيرت وصعب جدا أن يتوقع أي حزب ماسيحدث، نتيجة لما نحن فيه، والاخفاق الكبير للاخوان، لايتحمله التيار الاسلامي والاسلام بريء منه، وأعتقد اليوم أن وقوف الإخوان ضد أي أحد هو لصالحه، ونحن كحزب النور موقفنا واضح من العنف والتكفير لم تتلوث أيدينا بدم ولا ألسنتنا بخطاب عنف أو كراهية.
وبخصوص الانتخابات الرئاسية، فموقفنا أننا لن نبدي رأينا في أي من المرشحين قبل غلق باب الترشح.
وعن موقف الجماعة الإسلامية من الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ودورها في "تحالف الشرعية"، قال ناجح إبراهيم: فريق كبير في الجماعة الإسلامية يري أن دخولها في التحالف أضر بها وعطلها في عملها الدعوي، ويروا ضرورة ترك التحالف، وفريق آخر وهو القيادة ممثلة في الشيخ عصام دربالة، يرون ضرورة البقاء في التحالف، وعمليا لافرد في الجماعة الإسلامية يشارك في أي مظاهرة، فمعظمهم قضى في السجن 14 أو 15 سنة، يقولون كفى من دخل السجون، والجماعة لديها حوالي 100 عضو في السجون حاليا، و30 على ذمة قضايا بعضها جنائية، وعليها أن تدرك موقفها، كما أن كثيرين من قادتها هربوا للخارج منهم طارق الزمر والشيخ رفاعي طه، وعاصم عبد الماجد، فضلا عن المسجونين، والمطلوبين. الجماعة الإسلامية في مأزق، ممزقة بين موقفها الأدبي بعدم القدرة على ترك "تحالف الشرعية"، وواقعيا حيث لايشارك أي من أبنائها في أية فعاليات.
وعن الموقف من الانتخابات الرئاسية، قال إبراهيم إن الجماعة ستؤيد أي مرشح منافس للمرشح المحتمل المشير عبد الفتاح السيسي، وعن البرلمانية، أضاف أنهم قد يرشحون بعض الأشخاص، فالجماعة كانت قد أعدت قائمة كبيرة للانتخابات البرلمانية التي كان مقررا تنظيمها العام الماضي.
واختتم رشوان، صالون التحرير بالقول: الحالة الإسلامية ليست طرفا غريبا أو طارئا، والخلط بين الحالة السياسية والاخوان خلط غريب، وهي أمور مستقرة منذ مبايعة رجال الأزهر لمحمد علي، والعنف لن يوصل إلى شيء بل سيؤدي لنتيحة عكسية كما حدث في الجزائر، ولايذهبن الخيال بأحد لتطويع الدولة، النظام يمكن أن يسقط، وأي محاولة لإعادة بناء دولة غير التي نعرف "أمر خيالي".
وأضاف رشوان: أنا مع عودة مرسي اليوم، لكن أسأله: أين ستسكن، ومن سيحرسك ليلا، الجيش والشرطة والجميع ليسوا معك، إذن فأنت تنشئ دولة أخري، واسقاط الدولة في مصر مجرد "وهم"، والسؤال عن فشل الإخوان يسبقه سؤال آخر: أين نجحوا، فلم ينجحوا في غزة وفي السودان فشلوا وتم تقسيم البلد، الإخوان يفشلون حينما يحاولون الانفراد بالحكم، لكنهم ينجحون حين يشاركون، مقترحا تأسيس تنظيم سياسي إسلامي موّحد.
الأخبار المتعلقة:
شكر: المسيرات الأخيرة كشفت ضعف قدرة الإخوان على الحشد
جمال فهمي: "أرقام حبيب" تعبرعن حجم الإخوان الحقيقي في الشارع
كمال حبيب: أعداد الإخوان تتراوح بين "800 ألف ومليون"
"6 أبريل": حبيب خانه التعبير وعليه مراجعة معلوماته
شهاب وجيه: تصريحات حبيب "صحيحة".. والدليل فشل الإخوان في الحشد
خبير استراتيجي: مظاهرات الإخوان تعكس قدرة أكبر مما أعلنه "حبيب"
الشوباشي: لو كان الإخوان "35 ألفاً" لكانت الداخلية "خدتهم" في ليلة واحدة
هبة ياسين: إحصائية حبيب غير دقيقة وأعداد الإخوان زادت بعد ثورة يناير
محمد علي بلال: تصريحات حبيب تهدف إلى تخفيف الضغوط الأمنية على الإخوان
الإسلامبولي: أعضاء الإخوان تضاعفوا 10 مرات عقب وصولهم للسلطة
"الحرة للتغيير السلمي": أعداد الإخوان أقل مما أعلنه "حبيب"
عماد جاد: الفاعلون داخل الإخوان 5 آلاف عضو فقط