"الوطن" داخل الكنيسة المحترقة بالمنصورة.. "تساوت بالأرض"

"الوطن" داخل الكنيسة المحترقة بالمنصورة.. "تساوت بالأرض"
- كنيسة مارجرجس
- كنيسة المنصورة
- حريق كنيسة
- محافظة الدقهلية
- أمن ادلقهلية
- شارع بورسعيد
- كنيسة مارجرجس
- كنيسة المنصورة
- حريق كنيسة
- محافظة الدقهلية
- أمن ادلقهلية
- شارع بورسعيد
أثر الحريق الذي اندلع قبل يومين في كل مكان، أرض سوداء من أثر الحريق، أرضية تكسرت من شدة النار، بقايا كراسي محرقة، كتب أتلفتها النار والمياه، وبعض الأواني التي تستخدم في القداسات قد أحترقت.. هذا هو الحال داخل الجزء المحترق داخل كنيسة مارجرجس بالمنصورة، ولمست " الوطن" حالة الحزن الكبير والغضب بين شباب الكنيسة من الدمار الذي لحق بها.
كاهن كنيسة مارجرجس: الحريق التهم كتب أثرية بعضها من سنة 1800
"تساوت الكنيسة بالأرض لم يتبقى منها إلا أيقونتين للبابا كيرلس والشهيد مارمينا" هكذا صرح القمص أفريم يوسف عجايبي، كاهن كنيسة مارجرجس بالمنصورة، والملحق بها كنيسة مارمينا والبابا كيرلس، التي أصابها الحريق، كانت بالكامل من الخشب، وتابع "المكان المحترق كان كنيسة ونقيم فيها القداسات من سنة 2003 حتى اليوم، والأوراق وصور القداسات موضوعة عند رجال الدولة لتوفيق أوضاعها كنيسة، وملحق بجوارها قاعة خدمات تسع 450 شخص، والحريق دمر كل من فيها من أواني مقدسة بعضها من الذهب والفضة، ساحت من شدة النار".
وقال القمص أفريم لـ"الوطن": احترقت كتب أثرية بعضها من سنة 1800 وما قبلها بالإضافة الأيقونات، وكل واحدة يصل سعرها إلي أكثر من 20 ألف جنيه كل واحدة حسب أقدميتها، وكان عددهم 25 أيقونة، بالإضافة إلى الكتب المكتوبة باللغة القبطية والتي تشرح تاريخ الكنيسة والصلوات وغيرها، وخلال نصف ساعة دمر الحريق كل شيء، والإطفاء والدفاع المدني ورجال الأمن عملوا واجبهم.
القمص أفريم: اتمنى إعادة بناء الكنيسة بالخرسانات حتى لا تحترق مرة أخرى
وتمنى كاهن الكنيسة إعادة تجديد المكان المحترق ولكن ليس بالخشب حتى لا يحرق مرة أخري، وإنما بالخرسانات، قائلا: "هذا أقل ترضية لشبابنا ولشعبنا المجروحين، وأرجو من السلطات التنفيذية والتشريعية أن يراعوا ذلك، وأن يعطوا تصريح البناء لنا ولغيرنا من الكنائس الخشبية التي من الممكن أن يتطاول عليها أخرين ويرسلوا برسائل سلبية ضد مصر، ونريد أمن حقيقي من مبنى خرساني، خاصة وأن ما تبقي من مبنى تأثر بالحريق".
ويتحسر القمص أفريم وهو يشير إلى المكان المرتفع الذي يقام به القداسات ولا يدخله أحد إلا بعد أن يخلع خذائه، ويتجه إلى لوحة المفاتيح، في المكان ويتذكر أن أبونا الذي أنشأ الكنيسة كان متخصص في الكهرباء، وهي المنطقة الوحيد المتبقية في المكان رغم النار الشديدة، ونترك الأمر للمعمل الجنائي هو الذي يحدد سبب الحريق.
وأضاف أن الكنيسة مبنية من عام 2003، وأرسلنا جميع أوراقها إلى لجنة توفيق أوضاع الكنائس وتم توفيق كنيسة مارجرجس، والمنشأة منذ سنة 1880 تقريبا، وجددت عدة مرات، وآخر مرة كانت منذ حوالي 7 سنوات وهذه الكنيسة المحترقة كان عليها الدور في الاعتماد.
وتابع القمص أفريم أننا لمسنا إيجابية الشباب الذين ساعدوا في إزالة أثار الحريق، وفوجئت أن كل شيء تم تنظيفه، وتخلصنا من بقايا الأخشاب وقاموا بدور إيجابي وأكد انتمائهم للكنيسة والوطن، ولأننا نحتفل نهاية هذا الشهر بعيد تدشين الكنيسة.
"كنت واقف في حوش الكنيسة سمعنا أصوات وصراخ من طالبات مدرسة فريدة حسان المجاورة لنا، وهن يصرخن حريق، وجريت ووجدت أدخنة في المنطقة المجاورة للسوق، وأمن الكنيسة بلغ الإطفاء والأجهزة الأمنية، وبدأنا نتحرق للإطفاء وشعب الكنيسة كله تجمع، وحتى الأطفال ساهموا في الإطفاء" هكذا يصف ماهر زغلول حكيم، ناظر كنيسة مارجرجس بالمنصورة، الموقف وقت اكتشاف الحريق، وقال أنا كنت متواجد منذ الساعة 6 صباحا لوجود قداس، وباشرت أعمالي الإدارية حتى الساعة 11 وربع وقت بداية الحريق.
وعن الأضرار التي لحقت بالكنيسة أكد أن سقف الكنيسة "كله ولع"، وبعد ذلك نزلت النار لداخل الكنيسة حتى تساوت بالأرض والتلفيات تقدر بحوالى 5 مليون جنيه، ولا نبحث عن القيمة المادية بقدر القيمة الروحية للكنيسة، لأننا تربينا فيها، وصلينا فيها ونقف فيها أمام ربنا، ونشعر فيها بالأمان، ورأيناه وهي تتحرق أمام أعينا وكنا تعبانين جدا، والتعب الجسماني لم يوازي التعب الروحي الذي كان نشعر به.
وأضاف زغلول "شعرت لأول مرة أن شباب الكنيسة فيه حب وأن عندهم فداء واستعداد للموت حتى ينقذوا أي قطعة خشب بكنيستهم، وأن يقتحموا المكان حتى ينقذوا أي شيء، والشباب هما اللي بنوا الكنيسة وساعدوا في بنائها وعاشوا حياتهم فيها، ولذلك كان يصعب عليهم أن يروا تعبهم وحياتهم وطفولتهم وذكرياتهم تنتهي في لحظة، ونريد أن نوصل للحقيقة".
وقال مينا توفيق، أحد الشباب: أنا من أول يوم في حياتي وأنا في الكنيسة وتربيت فيها، وكل يوم هنا مع بعض، وكان عمري 10 سنوات وهي وقت بناء الكنيسة المحترقة، وكان من أصعب الأيام في حياتي أن أراها وهي تحرق، وبمجرد أن رأينا الحريق تركنا أعمالنا وتوجهنا إلي الكنيسة، وكنا في ذهول، كنا نريد أن ننقذ أي شيء، وكنا نشيل الرمل بأيدينا ونرميه على النار، كان منظر صعب أن نرى المبنى كله يتساوى بالأرض من كنيسة، وقاعة معمودية ومكتبة أثرية وقاعات المناسبات".
وأضاف مينا أن ارتباطنا بالكنيسة كبير، فهنا مدارس الأحد للأولاد من عمر حضانة حتى خامسة ابتدائي، وللبنات يوم الخميس، والجمعة يكون فيها إعدادي وثانوي، ولذلك كان الجميع يحاول أن يساعد في الإطفاء.