بعد وقف إطلاق النار.. أسباب دفعت تركيا لوقف عدوانها على شمال سوريا

بعد وقف إطلاق النار.. أسباب دفعت تركيا لوقف عدوانها على شمال سوريا
- ترامب
- أردوغان
- سوريا
- قوات سوريا الديمقراطية
- الجيش التركي
- مايك بنس
- ترامب
- أردوغان
- سوريا
- قوات سوريا الديمقراطية
- الجيش التركي
- مايك بنس
أعلن نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، أن تركيا وافقت على وقف إطلاق النار بشمال سوريا من أجل السماح لقوات سوريا الديمقراطية بالانسحاب.
جاء هذا في مؤتمر صحفي بالعاصمة التركية أنقرة عقب محادثات أجراها بنس ومسؤولون أمريكيون آخرون مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومسؤولين بارزين بحكومته.
وقال بشار السالم، عضو مجلس شباب سوريا الديمقراطية، إن الإدارة الذاتية و"مسد" قامت بعمل كل الجهود لمنع حدوث هذه الحرب، لكن العدوان التركي يصر عليها.
وأضاف السالم في تصريحات لـ"الوطن": "أقدمت تركيا على العدوان، ولكن وجود مبادرة من الطرف الأمريكي للضغط على أردوغان لوقف العملية العسكري على شمال سوريا نحن نؤيدها لكن بشرط ألا يبقى أي تواجد للأتراك على الأراضي السورية وأن يخرجوا خارج حدود سوريا وهنا نستطيع الحديث عن اتفاق مقبول لكن يجب أن يكون نابعا لمصلحة الشعب السوري وليس مبنيا على أساس مصلحة مشتركة بين تركيا وأمريكا".
شيخو: موقف جامعة الدول العربية كان قويا
ويرى زيور شيخو، العضو السابق في المجلس التأسيسي لفيدرالية شمال سوريا والتشريعي لمقاطعة الجزيرة، أنه ليس هناك اتفاق حقيقي بل مجرد فرض أمريكي على تركيا لإيقاف الغزو على شمال سوريا.
وأضاف شيخو في تصريحات لـ"الوطن": "بخصوص انسحاب وحدات حماية الشعب من مسافة وصلت إلى 32 كم فقد تشكلت مجالس عسكرية لكل مدينة وبلدة، وبالتالي فوحدات الحماية بالأساس ليست متحكمة حاليا في هذه المناطق، كما توجد نقطة أشار إليها الأمريكيون تتمثل في إلزام تركيا بحماية الأقليات، وحتى هذه اللحظة تستهدف أنقرة الأقليات بل تعمل على إبادتهم ثقافيا وسياسيا وعرقيا".
وأشار شيخو إلى أن الأتراك كان تفسيرهم مختلفا عن الأمريكيين ولهذا خرج كل منهما في مؤتمر صحفي منفصل، فالمؤتمر الأمريكي كان بالسفارة الأمريكية في تركيا، وبخصوص المنطقة العازلة، توقع أن تديرها قوات أممية ومجالس محلية تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية.
واختتم شيخو حديثه لـ"الوطن": "الموقف العربي كان مميزا، متمثلا في قرار جامعة الدول العربية التي كان لها موقف حازم بشأن الغزو التركي لشمال سوريا".
ومن المقرر توقف جميع العمليات العسكرية لمدة خمسة أيام، فيما ستساعد الولايات المتحدة الأمريكية على تنفيذ انسحاب منظم لقوات سوريا الديمقرطية مما اسمته تركيا "منطقة آمنة" على حدودها مع سوريا.
محلل سياسي بواشنطن: كان من المقرر فرض عقوبات مغلظة على أنقرة
وقال المحلل السياسي إيهاب عباس، إن الاتفاق المبرم بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، يبدو جيدا، لكن الجيش التركي دخل في عمق الأراضي السورية بطول 35 كيلو مترا وعرض 200 كيلو متر، وهناك مخاوف من تغيير ديموغرافي في المنطقة التي من الممكن أن تسكِّن بها أنقرة مواطنين سوريين مؤيدين لسياساتها ومساندين لوجهة النظر التركية، مشيرا إلى حال حدوث ذلك سيؤدي إلى اختلاف جذري في التوازنات.
وأضاف عباس في اتصال هاتفي من واشنطن، لـ"الوطن": "أنقرة استجابت لمطالب الولايات المتحدة الأمريكية والضغط من الدول العظمى والدول الأوروبية وجامعة الدول العربية، والإجراءات التي اتخذها الرئيس دونالد ترامب على بعض الأشخاص والمؤسسات والقطاعات الخاصة في تركيا".
وأوضح أنه كان من المقرر فرض عقوبات أمريكية أكثر شدة على تركيا، تتمثل في التجارة البينية بين واشنطن وأنقرة، وحال تطبيقها فمن المتوقع أن تخسر تركيا 100 مليار دولار وسيكون ضربة قاصمة للنظام التركي.
وفي سياق متصل قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، الجنرال مظلوم عبدي، عبر قناة "روناهي"، إن هناك اتفاقا على وقف إطلاق النار في المنطقة الممتدة بين رأس العين وتل أبيض.
وأضاف عبدي في مداخلته الهاتفية مع "روهاني": "سنقدم كل ما يلزم لإنجاح اتفاق وقف إطلاق النار، فالاتفاق يتضمن عودة النازحين إلى منازلهم ولا يتضمن تغيير ديموغرافي في المنطقة، وهو ثمرة لمقاومة قسد للعدوان التركي".
وأوضح أن الاتفاق فرض على تركيا نتيجة للضغوط الدولية الكبيرة، وأن هذا الاتفاق مبدئي وسيضمن وقف الاحتلال التركي للمنطقة، وعلى القوى السياسية الكردية حل الخلافات البينية في هذه المرحلة.
محلل سياسي تركي: الرأي العام العالمي أجمع على إدانة أردوغان
فيما أكد المحلل السياسي التركي، جودت كامل، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعطى الضوء الأخضر لأردوغان من أجل دخول الأراضي السورية، لكن واجهته إشكالية في ردود الأفعال من الكونجرس والشعب الأمريكي الذي رفض قراره.
وأضاف كامل في اتصال لـ"الوطن": "أردوغان يريد القضاء على الأكراد في سوريا بسبب محاربتهم لتنظيم داعش الإرهابي، لذلك اضطر ترامب للتراجع عن قراره وضغط على أردوغان بسبب ردود الأفعال الأوروبية، ولأول مرة يجمع الرأي العام العالمي على رفض واستنكار التوغل التركي داخل الأراضي السورية".
وتسبب العدوان التركي على الأراضي السورية في نزوح ما يقرب من 300 ألف مدني، ومقتل 72 مدنيا خلال تقدم القوات التركية والفصائل الإرهابية الممولة من أنقرة بغطاء جوي وبري مكثف في 68 منطقة على الأقل.
سياسي سوري: تركيا رضخت للضغوطات الدولية
وقال قاسم الخطيب، عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري، إنه لا يوجد سوري يرغب في الحرب الدائرة حاليا، مشيرا إلى أن على جميع الأطراف الالتزام بقرار وقف إطلاق النار وأن يكون الحوار سيد الموقف.
وأضاف الخطيب في تصريحات لـ"الوطن": "نتمنى أن تنسحب القوات التركية من الأراضي السورية"، مؤكدا أن الضغوطات التي مورست سواء من المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية وبعض الدول العربية على تركيا التي أقدمت على الحرب داخل الأراضي السورية وهذا منطق شريعة الغابة ولهذا لا بد من الحوار والتفاهم.
سهيلة صوفي: بعض نقاط الاتفاق بحاجة للتوضيح
وأوضحت الإعلامية السورية الكردية، سهيلة صوفي أن التوصل الأمريكي لاتفاق مع تركيا لوقف عملياتها العسكرية في شمال سوريا كان بشكل منفرد بعيد عن موقف روسيا والجيش السوري ومجلس سوريا الديمقراطية، إضافة إلى أن هناك نقاطا بحاجة للمزيد من التوضيح ويكتنفها الكثير من الغموض.
وأضافت صوفي في اتصال هاتفي لـ"الوطن": "ما تحدث عنه نائب رئيس الأمريكي مايك بنس كثيرا عن انسحاب قسد، لأنه وبعد انسحاب أمريكا تغيرت التحالفات فلم يبقَ أي وزن لأمريكا لدى حلفائها الأكراد وهناك تحالفات جديدة بوساطة روسية بين النظام السوري وروسيا فمن سوف يسيطر على المنطقة الآمنة، وتكررت كلمة انسحاب قسد عدة مرات، ولم نسمع أي إشارة إلى انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية التي احتلتها، على الأقل مبدئيا كخطوة أولى انسحاب الجيش التركي وأدواته من الأراضي السورية التي احتلتها منذ 9 أكتوبر الجاري منذ بدء الغزو التركي وفصائله المسلحة، على رأس العين وتل أبيض".
وتابعت: "سكان المناطق لم ولن يقبلوا أن يعيشوا تحت سلطة أنقرة وحلفائها من الفصائل المسلحة المدعومة من أردوغان، وهناك جانب مهم وهو بأننا ننتظر رأي دمشق وموقف الحكومة السورية من هذه الاتفاقية والحليف الروسي، والذي أعلن فيه سابقا بأنه يرفض منطقة آمنة ويعتبر ما يطرحه أردوغان بخصوص المنطقة الآمنة احتلالا وتجاوزا على السيادة الوطنية".