بكت أثناء تغطية العدوان التركي.. مراسلة العربية: من الصعب رؤية "إهانة إنسان"

كتب: محمد علي حسن

بكت أثناء تغطية العدوان التركي.. مراسلة العربية: من الصعب رؤية "إهانة إنسان"

بكت أثناء تغطية العدوان التركي.. مراسلة العربية: من الصعب رؤية "إهانة إنسان"

"لا تسأليني كونك أم ما هو شعوري؟، رجل كبير في السن وطفل صغير ينام على الأرض، كل شوي بقول ألف الحمد لله على نعمة الأمن"، كلمات قالتها رولا الخطيب، مراسلة قناتي العربية والحدث، باكية، على الهواء مباشرة، أثناء تغطيتها للعدوان التركي على شمال وشرق سوريا.

"لم أقم بتغطية أي حرب في مسيرتي المهنية إلا وبكيت، لكن هذه المرة الأولى التي أبكي فيها على الهواء مباشرة، وحينما وجهت المذيعة لي سؤال أثناء مداخلتي على الهواء مباشرة، بصفتي أم لم أشعر بنفسي إلا ودموعي تنغمر، وأنا كإنسانة لم أتحمل ما رأيته من مشاهد لأطفال ونساء وشيوخ ملقون على الأرض بلا مأوى، يدفعون ثمن عدوان ليس لهم علاقة به"، حسب حديث الخطيب، مراسلة قناتي العربية والحدث لـ"الوطن".

تخرجت رولا من الجامعة في لبنان عام 2004، لتمر على كثير من الأحداث كمرحلة 14 آذار واغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، واجتياح ميلشيات حزب الله لبيروت في 7 أيار، حيث عملت في تلفزيون المستقبل، وقررت فيما بعد السفر خارج البلد الذي أصبح "غير آمن"، حسب وصفها لـ"الوطن"، للانتقال للعمل في أبو ظبي.

وهناك خاضت مرحلة جديدة في حياتها المهنية، لتغطي فعاليات في الإمارة التي وجدت فيها أمل بالحياة ومساع لتطور ونمو المؤسسات، لتجد أن الشعوب تتقدم للأمام عبر العمل والتطوير.

تنتقل رولا للعمل في قناة "العربية"، وتذهب فيما بعد لكردستان العراق وتحديدا في حلبجة، ومنها لأفغانستان، لتغطية الحروب والأحداث الدائرة هناك.

اندلعت الثورة في ليبيا، وسافرت رولا في مهمة جديدة حاملة الكاميرا ومعدات البث، من مصر إلى الحدود الليبية مارة عبر السلوم، دخلت إلى الدولة التي تشهد انتفاضة شعبية ضد حكم معمر القذافي، سيرا على الأقدام، ولمدة 10 أيام تابعت الأحداث وما يحدث في المعارك، لكنها ركزت على "تعقيدات الحرب وصراع الإنسان الناتج عنها".

خرجت رولا من ليبيا بعد تهديدات عديدة تلقتها فضائية العربية من القذافي باستهداف مراسليها، حيث كان القذافي يقترب من مدينة بنغازي، وكانت بمفردها.

تتذكر المراسلة اللبنانية تفاصيل ذلك اليوم جيدا، حيث استيقظت صباحا لتجد جميع المراسلين الأجانب مجتمعين في لوبي الفندق وسيارات الإسعاف أمام أبوابه، تفكير رولا توقف في تلك اللحظة، إذ كان شعورها بالوحدة يزداد دقيقة تلو الأخرى، قبل أن تكتب ورقة ملخصها "أنا رولا الخطيب وهذا آخر مكان تواجدت فيه"، ووضعتها تحت وسادتها تحسبا لاختفائها عقب خروجها من الفندق، ويرسل القدر لها شابا ليبيا يصطحبها خارج الفندق لتقيم مع أهله عدة أيام قبل مغادرة الأراضي الليبية، وتطير إلى الحدود السورية - التركية، وتقوم بتغطية أزمة اللاجئين السوريين.

بعد عودتها كانت رولا بحاجة إلى "استراحة محارب"، حيث كان قرارها الأول والأوحد أن تكون أسرة ويكون لديها طفل، وهذا ما تحقق بالفعل خلال 3 سنوات، قبل أن تخوض العمل الميداني مرة أخرى بعد تجربتها في ليبيا، لتبدأ تغطية الحروب على تنظيم "داعش" الإرهابي مع البشمركة ومعركة تحرير الموصل، ومن العراق لميانمار تسافر المراسلة اللبنانية لتغطية أزمة اضطهاد مسلمي الروهينجا.

المعارك ضد تنظيم "داعش" الإرهابي على أشدها، وبالطبع لم تفوت رولا هذه الفرصة لعمل سلسلة من التقارير، وتشارك في تغطية المواجهات.

تختتم الخطيب، حديثها لـ"الوطن": "منذ مجيئي لتغطية العدوان التركي على شمال وشرق سوريا شن الأتراك حملة إعلامية ممنهجة علىّ، شككوا في مهنية التغطية التي أقوم بها، والآن استكمل تغطيتي على إقليم كردستان، فالأزمة السورية والعدوان التركي تسببا في تبعات على الحدود، والنازحين عند قطعهم الحدود أصبحوا لاجئين، فالجميع يقمعهم مثلهم مثل الروهينجا الذين كنت أغطي أزمتهم، فلا توجد لديهم هويات ومحرومين من هوياتهم ويواجهون مصادرة على لغتهم، وحين يدافعون عن أنفسهم بحق مشروع يتهمون بالإرهاب، لا أستطيع رؤية إهانة أي إنسان فهي ليست بالشيء السهل، فهؤلاء أشخاص عاديين من طبقة متوسطة اضطروا إلى الهروب من ديارهم بالملابس التي على أجسادهم، فكيف للعالم قبول هذا الظلم والقهر؟، والتجربة أثبتت لي أن الحروب التي نراها ليست مصالح، فالحروب بشر فلننظر إلى الناس".


مواضيع متعلقة