رقم قياسي وأول ميدالية مصرية في أستراليا.. والدة "محمد": عمل معجزة

كتب: نهال سليمان

رقم قياسي وأول ميدالية مصرية في أستراليا.. والدة "محمد": عمل معجزة

رقم قياسي وأول ميدالية مصرية في أستراليا.. والدة "محمد": عمل معجزة

"ماتتعبيش نفسك معاه" كلمات طالما ترددت على مسامعها، فتركت مشاعر إحباط ويأس، لكنها قاومت وظلت تطرق كل باب باحثة عن علاج دوائي أو تأهيلي، بعد أن رأت في ابنها هبة من الله يجب أن ترعاها، متخطية بذلك سنها الذي تجاوز الأربعين حين رزقت به، حتى صار الطفل عمره 15 عامًا، ورفع اسمه واسمها وعلم مصر عاليا في بطولة العالم لذوي الإعاقة الذهنية المقامة حاليا في أستراليا، محطما رقمين قياسيين في السباحة الحرة والسباحة ظهر، بإنجاز وصفه الاتحاد المصري بالتاريخي، حيث كانت ميداليته هي أولى ميداليات البعثة المصرية في البطولة بصفة عام وأول ميداليات هذا العام وتوالت بعدها الإنجازات.

في بورسعيد، قصة تحدي بدأتها منال العجرودي مع ابنها محمد جودة، رافضة كل ما قيل لها عن ضعف إمكانياته وعدم قدرته على النجاح في أي شيء، وفي الوقت الذي حطَّ من قدراته أحد الأطباء كان لطبيب آخر دور كبير في إرشادها كي تأخذ من الرياضة سبيلا يمكن به أن تتقدم حالة محمد لإصابته بالتوحد مع فرط الحركة "دكتور كبير عملت عنده رسم مخ قالي تركيبة مخه كدة وماتتعبيش نفسك وكنت محبطة جدا لكن الأمل في ربنا كبير، ودكتور تاني وإخصائي التأهيل قالوا الرياضة هتقلل فرط الحركة والتشتت" بحسب حديث منال لـ"الوطن".

أندية كثيرة في بورسعيد رفضت ضم محمد، لكن استطاعت والدته بعد بحث مضن من ضمه لنادي الشرق، وطوال 15 عاما، هي عمر محمد، كانت قد أعلنت تفرغها الكامل له، بين أطباء القاهرة ومتخصصي التأهيل والمدربين في بورسعيد، والتنقل في محافظات الجمهورية للمشاركة في معسكرات التدريب، يدفعها في ذلك تطور ملموس رغم بطئه في شخصية نجلها، ليتحول من شخص انطوائي يقضي وقته في غرفته ولا يعرف الكلام إلى شخص يمكنه استقبال الضيوف والاعتماد على نفسه "فضلت أول 8 سنين بتكلم معاه ومش فاهمني، كأني بكلم نفسي، بس الدكتور قالي كملي وماتبطليش تحكي له وتشاركيه، والحمد لله بقى يفهمني ويتكلم مع أي حد، والدكتور كل أما يشوفه يقول إنت معجزة، محدش يقدر يعمل اللي عمتله، وقبل السفر أعطاه التمام"، متابعةً "البيت كله تعاون وركزنا عليه وأخواته الأربعة وباباه كانوا سايبيني معاه طول الوقت، وساعات يسهروا معاه علشان أنا أنام وأكمل تاني يوم تمارين وفسح معاه".

100 متر من السباحة الحرة والظهر بقدرات ومهارات عالية مكنت محمد جودة من الحصول على الميدالية الفضية، رغم أنه كسر الرقم القياسي العالمي بواقع 10 ثوان في الظهر و7 ثوان في الحرة، إلا أنه لم يتلق الذهبية نظرا لعدم اكتمال أعداد منافسيه في مرحلته العمرية "نافس مرحلة أكبر منه وأخد مركز ثاني، لكن حساب الوقت بتاعه ومقارنته بالناس اللي زيه السنين اللي فاتت فهو كسر أرقام قياسية".

متشحا بعلم مصر على منصة التتويج، مشهد سبقه توتر كبير خيم على منزل البطل "كنا قاعدين نتفرج على التليفزيون ونشجعه ونقول ياللا يا محمد شد كماز وكأنه هيسمعنا لحد ما خد الميدالية الفرحة ماكانتش سايعانا وكلمني بعدها زعلان علشان كان نفسه ذهب وقالي المرة الجاية هجيبها"، لتقرر منال أن تقيم حفلة كبيرة الاثنين المقبل عندما يصل محمد من أستراليا وتذهب العائلة لاستقبال بطلها وبطل مصر "هنعمل برنامج تدريبي أقوى علشان كسره للأرقام معناه إنه عنده كتير يقدمه يرفع بيه اسم مصر".

مقابلة وتكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي أمنية يتمناها البطل، وخصوصا بعد إنجازه الذي وصفه الاتحاد بـ"التاريخي"، باعثا الأمل في نفوس منتخبات مصر المشاركة في البطولة، لتختتم والدته حديثها "محمد نفسه ينجح ويتشهر زي محمد صلاح ويشوفه".


مواضيع متعلقة