"لم نترك جهة إلا وطلبنا مساعدتها".. لبنان يحترق لليوم الرابع

كتب: ماريان سعيد

"لم نترك جهة إلا وطلبنا مساعدتها".. لبنان يحترق لليوم الرابع

"لم نترك جهة إلا وطلبنا مساعدتها".. لبنان يحترق لليوم الرابع

بين أخبار السيطرة على الحريق بعض المناطق، وتجدد النيران بمناطق أخرى، تشهد مناطق عدة في لبنان حرائق منذ الأحد الماضي، حيث تمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو وصور تشرح لبنان المشتعل، وتتحدث وكالات الأنباء عن العالم عن محاولات إطفاء وقوع ضحايا وإنقاذ آخرين دون حسم أعداد المتضررين وسط حريق مستمر منذ نحو 4 أيام.

وفي صباح اليوم تداول رواد تواصل الاجتماعي خارطة للمناطق التي اندلعت فيها النيران، نشرها موقع "لبنان 24" بعد 3 أيام من الحرائق في لبنان، أظهرت المناطق التي طالتها النيران من الشمال حتى الجنوب.

وتجددت حرائق لبنان في بلدة مزرعة الضهر بإقليم الخروب، بفعل حركة الرياح التي هبت صباح اليوم، أما في أراضي بلدة مشتى حمود العكارية تمكن عناصر الدفاع المدني من تطويق الحريق والسيطرة عليه وإخماده قبل تمدده إلى الأراضي المجاورة والمشجرة.

وحسب "العربية دوت نت" يقبع لبنان من شماله إلى جنوبه هذه الأيام تحت تأثير موجة حارة، بدأت الأحد وما زالت مستمرة حتى اليوم، بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات فوق الموسمية، وصلت ظهر الاثنين إلى ما يقارب الـ40 درجة، بحسب ما أورد موقع weather of lebanon عبر حسابه على فيس بوك، فالحرارة العالية أدت إلى اندلاع حرائق في مناطق مختلفة من البلاد، وكذلك لعبت الرياح دورا كبيرا بامتداد النيران والقضاء على مساحات واسعة من الأراضي.

القصة الكاملة لحرائق لبنان

نقلت أمس الوكالة الوطنية للإعلام عن المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، اندلاع نحو 103 حرائق في مناطق لبنانية عدة، بينما اندلعت حرائق أخرى في مناطق لبنانية وسورية عدة، والتهمت النيران مساحات واسعة من الأراضي ما أدى إلى مصرع 3 أشخاص على الأقل، وتوسعت رقعة النيران بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرياح الشديدة ولم تتمكن فرق الدفاع المدني من إخمادها في ظل إمكانيات محدودة.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأنّ النيران التهمت مساحات واسعة من الأراضي في لبنان وسوريا، وتزامن اندلاعها مع ارتفاع في درجات الحرارة ورياح شديدة، ما خلف 3 قتلى على الأقل، حسب "فرانس برس".

وتركزت الحرائق التي لم تتمكن فرق الدفاع المدني من إخمادها طيلة الليل، في منطقة الشوف وإقليم الخروب جنوب بيروت بشكل خاص. وتوسعت رقعة النيران بفعل سرعة الرياح الساخنة، وفق الوكالة. وغطت سحب الدخان جراء الحرائق مداخل بيروت والشوف وصيدا جنوبا.

الحريري: لم نترك جهة إلا واتصلنا بها لمساعدتنا في إطفاء حرائق لبنان

ومن جانبه أكد رئيس الحكومة سعد الحريري إجراء اتصالات مع عدد من الدول للمساعدة في إطفاء الحرائق التي تجتاح لبنان، موضحا: "لم نترك جهة إلا واتصلنا بها للمساعدة، وأجرينا اتصالات بالأوروبيين الذين سيرسلون وسائل مساعدة خلال 4 ساعات".

مساعدات من دول الجوار

يستعين لبنان بطائرات من دول في المنطقة لإخماد سلسلة حرائق مستمرة منذ الأحد، في وقت بدت فيه السلطات عاجزة عن احتواء الأزمة في ظل إمكانيات محدودة.

أرسلت قبرص طائرتين شاركتا مع طوافات للجيش اللبناني في عمليات مستمرة لإخماد الحرائق، حسب ما ورد في بيان للجيش.

وأكد الجيش الأردني في بيان الثلاثاء أنّ الملك عبدالله الثاني وجّه بإرسال طائرتين للمساهمة في إخماد الحرائق في لبنان.

وأفادت الوكالة الوطنية للاعلام بأنّ 4 طائرات بتقنيات متطورة ستصل إلى المطار من اليونان والأردن للمساعدة في عمليات الاطفاء، ونقلت وسائل إعلام محلية أنّ طائرات تركية ستصل أيضا.

وأحصى الدفاع المدني اللبناني اندلاع أكثر من 100 حريق، لم تتمكن فرقه من إخمادها طيلة الليل الإثنين، قبل أن تتوسع رقعة النيران بفعل سرعة الرياح، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية. وتراجعت حدّة الحرائق نسبيا مساء الثلاثاء بعد تطويق عدد منها وبدء تساقط الأمطار في مناطق متفرقة.

منظمة جرينبيس: سواء أكانت هذه الحرائق مفتعلة أم لا فهي تتغذى من تغير المناخ

وذكرت منظمة جرينبيس في بيان: "سواء أكانت هذه الحرائق مفتعلة أم لا، فإنّ قوتها وسرعتها الاستثنائيتين يتغذيان من تغير المناخ". وأفادت عن "موجة الحر غير العادية وارتفاع درجات الحرارة في أكتوبر تسببت في جفاف التربة وإيجاد الظروف الملائمة لنشوب حرائق غير مسبوقة وانتشارها بهذه السرعة".

حرائق في سوريا

وفي سوريا، اندلعت عشرات الحرائق منذ الاثنين في محافظات طرطوس واللاذقية (غرب) وحمص (وسط)، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا"، وتمت السيطرة على الجزء الأكبر منها.

وفي محافظة طرطوس، نشب أكثر من 100 حريق منذ الاثنين، وفق ما نقلت وكالة "سانا" عن المحافظ صفوان أبوسعدي الذي أشار إلى السيطرة على معظم الحرائق. ولفت إلى تزامنها مع موسم جني الزيتون.

أما في حمص، فقال المحافظ طلال البرازي إنّ الأضرار "اقتصرت على الماديات ولا سيما الأشجار في بعض المناطق الحرجية وشبكات الكهرباء التي تمر من هذه المنطقة الجبلية" ذات الطرق الوعرة، حسب فرانس برس.


مواضيع متعلقة