"أردوغان" يعلن إنشاء منطقة آمنة لـ"اللاجئين" شمال سوريا.. وخبير دولي: لن تنجح

كتب: محمد حسن عامر

"أردوغان" يعلن إنشاء منطقة آمنة لـ"اللاجئين" شمال سوريا.. وخبير دولي: لن تنجح

"أردوغان" يعلن إنشاء منطقة آمنة لـ"اللاجئين" شمال سوريا.. وخبير دولي: لن تنجح

أعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، أمس، عن منطقة آمنة داخل الأراضى السورية بطول 444 كم وعمق 32 كم.

وقال «أردوغان»، على هامش اجتماع القمة السابعة لـ«المجلس التركى»، للدول الناطقة بالتركية بالعاصمة الأذرية «باكو»: «الدعم المقدم حتى اليوم لقرابة 4 ملايين من طالبى الحماية فى بلدنا معروف، ونفقاتنا تجاوزت 40 مليار دولار، وقلت لجميع القادة تقريبا: هلمُّوا لنعلن شمال سوريا منطقة آمنة، الكل قال جميل، ولكن عند تقديم الدعم لم يخرج ولا قرش من جيوبهم».

وأضاف: «إننا الآن نعلن إنشاء منطقة آمنة بطول 444 كم من الغرب إلى الشرق وبعمق 32 كم من الشمال إلى الجنوب، سيعود إليها اللاجئون الذين فى بلدنا».

خطة الرئيس التركى ستشعل المنطقة بسلسلة صراعات جديدة

ويأتى الإعلان التركى بشأن المنطقة الآمنة كأحدث تطورات العدوان العسكرى على شمال سوريا الذى بدأ فى التاسع من أكتوبر الجارى، بداعى تطهير المناطق الشمالية من الأكراد، الذين تصفهم «أنقرة» بالإرهاب، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

من جهته، قال خبير العلاقات الدولية الدكتور أيمن سمير، فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»، إن خطة «أردوغان» لن تنجح، مضيفاً: «لأن المساحة التى يتحدث عنها بها سكان، والسكان الذين هجَّرهم لن يقبلوا ترك أراضيهم وبيوتهم لسكان آخرين، ومن يريد أردوغان توطينهم هم اللاجئون السوريون الموجودون فى تركيا وتعدادهم نحو 3.5 مليون وهؤلاء ليسوا من الشمال وإنما من إدلب ومناطق أخرى، وأغلبهم لهم ميول أيديولوجية».

وقال «سمير»: «إضافة إلى ذلك، تهجير البشر وإحلال آخرين محلهم جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، ولا يمكن أن يتقبلها المجتمع الدولى، قد يقبل المجتمع الدولى أى تصرُّف إلا مسألة إحلال وتبديل سكان مكان سكان بكل تعمُّد وإصرار».

وحول مسألة إمكانية تغاضى دول أوروبية عن نقل اللاجئين إلى شمال سوريا بدلاً من إدخالهم إلى أوروبا، كما يهدد «أردوغان»، قال «سمير»: «بعض الدول الأوروبية ترى فى ذلك مصلحة لكن ليس الكل، بالعكس هناك رفض أوروبى كبير لما يخطط له أردوغان، وأيضاً الدول الأوروبية عندما فتحت حدودها للمهاجرين واللاجئين فى 2015 كان الموضوع بالنسبة لها حالة إنسانية استثنائية، لكن عندما سيستغل الأمر لبعض الأهداف السياسية لن تسمح بذلك». ولفت خبير العلاقات الدولية كذلك إلى أن الدول الأوروبية اتخذت مجموعة من الإجراءات أغلقت بها ممرات الهجرة واللجوء، فضلاً عن إمكانية التنبؤ بتلك الهجرات ومن ثَم منعها.

"سمير": المنطقة ستكون آمنة للإرهابيين وليس للمدنيين

واعتبر «سمير» أن هذه المنطقة ستكون «آمنة» لكنها آمنة للإرهابيين وأصحاب الفكر المتطرف المرتبطين بمشروع «أردوغان» من مختلف الجنسيات وليس سوريا فقط، هذه المنطقة ستكون لتأمينهم. وتابع: «وإذا كانت تسمى منطقة عازلة، فإنها ستكون كذلك بالنسبة لأردوغان، فهو يريد أن يعزل أكراد جنوب تركيا عن أكراد شمال سوريا والعراق باللاجئين العرب». وأضاف: «وأعتقد أن هذا الأمر سيتسبب فى سلسلة من الحروب والصراعات، لأن هذا التصرف التركى سيغذى المشاعر القومية بين الأكراد وغيرهم، سواء فى تركيا أو سوريا أو إيران أو العراق أو أرمينيا، وستحدث مصادمات فى دول عربية بين الأكراد والعرب، أو الأكراد والتركمان، وبالتالى إشعال المنطقة بسلسلة صراعات جديدة لن تنتهى».


مواضيع متعلقة