"معزة عبدالرسول وحصان هيوارد وردم".. صدف تقود لاكتشافات أثرية

كتب: عبدالرحمن قناوي

"معزة عبدالرسول وحصان هيوارد وردم".. صدف تقود لاكتشافات أثرية

"معزة عبدالرسول وحصان هيوارد وردم".. صدف تقود لاكتشافات أثرية

صدفة قادت لكشف أثري ضخم في الأقصر، ففي خلال رفع "الرديم" بجوار مقابر كبار رجال الدولة في العصور الفرعونية بمنطقة "العساسيف"، عثر العمال في منطقة بعيدة وخارج المقابر، على خبيئة ضخمة لتوابيت ملونة.

والكشف الأثري الجديد من أضخم وأهم الاكتشافات التي جرى الإعلان عنها خلال الأعوام القليلة الماضية، ويضم حتى الآن أكثر من 20 تابوتا آدميا خشبيا ملونا، في حالة متميزة من الحفظ والألوان والنقوش كاملة وما زالوا مغلقين، وتم الكشف عنهم بالوضع الذي تركهم عليه المصري القديم، حيث تم العثور عليهم في خبيئة في مستويين الواحد فوق الآخر.

الصدفة البحتة كانت سببًا في الكشف عن العديد من الاكتشافات الأثرية الكبيرة في مصر، ففي عام 1871، شردت عنزة أحمد عبدالرسول عن القطيع في جبال الدير البحري، وحينما حاول صاحبها استعادتها عثر على البئر التي قادته إلى الكشف عن مومياوات وعتاد جنائزي لأكثر من خمسين فرعون مصري، محققًا أعظم كشف أثري في القرن التاسع عشر، والذي أطلق عليه "خبيئة الدير البحري".

بين حمار وحصان وعنزة.. الحيوانات تقود لأربعة اكتشافات أثرية سابقة  

في عام 1898 خرج الأثري الإنجليزي الشهير هيوارد كارتر راكبًا على ظهر جواده، في نزهةٍ بالدير البحري، وعندما اقترب من الفناء المفتوح للمعبد الجنائزي لأمنحتب الثاني، مؤسس الأسرة الحادية عشرة، تعثرت قدم الحصان وسقط الأثري مكتشفًا البئر المؤدية للدفنة الرمزية للفرعون أمنحتب الثاني، وعثر على أحد أجمل التماثيل الفرعونية ملفوفًا باللفائف الكتانية وكأنه مومياء وليس تمثالاً من الحجر الرملي الأحمر يمثل الفرعون جالسًا، ملتحفًا رداء الاحتفالات المعروف بـ "رداء الحب الأسود"، ويسجل الكشف في كتب التاريخ باسم تمثال "باب الحصان"، تخليدًا لحصان هيوارد، وفقًا لما ذكره الأثري العالمي، زاهي حواس في مقالٍ كتبه لصحيفة "الشرق الأوسط منذ ثلاثة أعوام.

وفي عام 1900 اختفى حمار أحد المواطنين الذي يدعى منصور السيد بينما يقوم بتحميل عربة "الكارو" بالأحجار المتناثرة بمنطقة كوم الشقافة الأثرية بالإسكندرية، حيث سقط الحمار في بئر عميقة ليكشف عن أحد أروع آثار الإسكندرية المعروفة باسم مقابر "الكتاكومب" بكوم الشقافة.

الصدفة قادت إلى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون

وواصل حواس في مقاله: يبدو أن الصدفة هي صاحب الفضل الأكبر على هيوارد كارتر، حيث قادته للمرة الثانية لكشف أثري يعتبر الأهم في القرن العشرين، فحين استمر العمل في موقع مقبرة "توت عنخ آمون" لعشر سنوات ولم يعثروا على شيء، قاد حمار الصبي حسين عبدالرسول، من نفس عائلة مكتشف خبيئة الدير البحري، العمال لمكان المقبرة، حيث كان يعمل الطفل في نقل المياه للعمال على حماره، الذي انحرف عن مساره ابتعادًا عن الضوضاء والأتربة، فوصل إلى مكانٍ قاد الصبي إلى بداية سلالم المقبرة.

في عام 1997، قاد حمار حارس معبد "الإسكندر الأكبر" لاكتشافٍ أثريٍ كبير، حين لاحظ الحارس أن قدمه سقطت في حفرة بالأرض، وعندما نظر داخلها وجد وجوهًا من الذهب تنظر إليه مبتسمة، وكانت تلك هي بداية الكشف عن وادي المومياوات الذهبية بالواحات البحرية.

وبحسبما جاء في مقال "حواس" أيضا، ففي عام 2012، كشفت أعمال الحفر التي أجراها أحد المقاولين التابعين لوزارة الأوقاف بمنطقة "سوق الخميس"، عن لوحة أثرية من الحجر الجيري ترجع لعصر الدولة الحديثة عبارة عن الجزء الأيمن من مائدة للقرابين، في حالة جيدة من الحفظ، يبلغ ارتفاعها 34.5 سم وعرض 45 سم، بينما يصل سمكها إلى 7.5 سم.

معبد تحتمس الثالث ووادي المومياوات ومدن أثرية

في عام 2014، وأثناء حفر أحد المواطنين في قرية ميت رهينة في تل العزيزية، بالحفر لتركيب "طلمبة" مياه بأرض يملكها، اكتشف لوحة أثرية وبقايا تمثال جرانيت، تبين أنها في معبد للملك "تحتمس الثالث"، وتم استخراج 5 لوحات أثرية من عمق 10 أمتار، بالإضافة إلى تمثال الملك.

في نفس العام 2014، قادت الصدفة مالك أحد العقارات بالإسكندرية لاكتشاف مدينة أثرية كاملة يعود تاريخها للعصر اليوناني والروماني، أثناء قيامه بهدم الفيلا تمهيداً لبناء عقار جديد بشارع زكريا غنيم، بمنطقة كامب شيزار، وسط الإسكندرية، وضمت الآثار التي جرى الكشف عنها أحجاراً عليها نقوش تعود للعصر اليوناني والروماني، وسلالم تشبه مدرجات المسارح الرومانية، فضلاً عن عدد من الكهوف والممرات.

وفي مارس 2017، أعلنت وزارة الآثار المصرية، أنها اكتشفت تمثالا من الألبستر للملكة تي، زوجة الملك أمنحتب الثالث، وذلك أثناء تنقيب البعثة الأثرية الأوروبية في المعبد الجنائزي للملك أمنحتب الثالث بمنطقة كوم الحيتان في البر الغربي بالأقصر.

وفي يوليو 2018، قادت إحدى عصابات التنقيب عن الآثار للكشف عن مدينة أثرية في منطقة أبو قرقاص بمحافظة المنيا، حين تم القبض عليهم أثناء التنقيب فوقها، ووجد بحوزتهم 483 عملة من النحاس والبرونز ترجع إلى القرنين الثاني والثالث، بالإضافة إلى إناء من الفخار يرجع للعصر اليوناني، كما عثر على حفرة 4×5 متر بعمق 5 أمتار داخلها بعض كسر الفخار "ناتج عن أعمال الحفر" والأدوات المستخدمة، واكتشفت مدينة أثرية ترجع للعصر اليوناني الروماني، وبها العديد من المقابر الأثرية المنحوتة في الصخر تمتد إلى حوالي 2 كم بعرض 600 متر، وتتكون من أعمدة وكنيسة رومانية يونانية بها محراب وعامودان وصليب.

تابوت الإسكندرية المثير للجدل

وفي يوليو 2019 كذلك، قادت الصدفة إلى الكشف عن تابوتٍ أثريٍ في منطقة "سيدي جابر" في الإسكندرية، حيث قاد الحفر لبناء أحد العقارات لاكتشافه، وأصبح حديث الصحف العالمية بعدما أثيرت شكوك واحتمالات حول كونه يخص "الإسكندر الأكبر"، وأخرى تتعلق بكونه يحمل بداخله لعنة يمكنها تحويل العالم إلى ظلامٍ دامس لمدة تصل إلى ألف عام حال فتحه، قبل أن تفتح وزارة الآثار المصرية التابوت في بث مباشر على الهواء، ورجح انتماؤه لبداية العصر البطلمي، أي يعود في التاريخ لحوالي 2000 عام. 

 


مواضيع متعلقة