خبير حفريات عن إدراج جبل قطراني بالتراث العالمي: سمعة واعتراف تستحقه

05:02 م | الثلاثاء 15 أكتوبر 2019

دعم وسمعة كبيرة، هو ما تنتظره مصر في حال تم إدراج منطقة جبل قطراني إلى قائمة التراث العالمي باليونسكو، لتصبح بذلك ثاني منطقة تراث عالمي طبيعي في مصر بعد وادي الحيتان والمنطقة المصرية الثامنة المدرجة في قائمة التراث العالمي.

295 عينة يتم عرضها في أول متحف للحفريات وتغير المناخ والموجود في منطقة جبل قطراني، لتعلن وزيرة البيئة أمس أن الوزارة تسعى لإعلانها منطقة تراث عالمي من خلال اليونسكو.

في جبل قطراني تم اكتشاف سلالة أقدم قرد في العالم "قرد الإيجبتوس"

قرد "الإيجبتوس" هو أقدم قرد في العالم، كان قد تم اكتشافه عام 1966 في جبل قطراني التي تشغل الجزء الشمالي من بحيرة قارون، وبحسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات فهي منطقة صخرية من الحجر الجيري تحتوي على حفريات ثديية مهمة عمرها حوالي 3-10 ملايين سنة.

منطقة تستحق أن تكون محمية طبيعية وأن يتم اعتمادها من اليونسكو، لتصبح مثل سابقتها "وادي الحيتان"، ليكون ذلك بمثابة اعتراف دولي يعمل على تشجيع السياحة بإيجاد مقصد مصري جديد على خريطة مواقع التراث العالمية باليونسكو، فمنطقة جبل قطراني بها حفريات كثيرة جدا، ومن أهمها حفرية عمرها 30 مليون سنة لـ جد القردة العليا الموجودة حاليا ومنها الشامبانزي والغوريلا، وذلك بحسب الدكتور هشام سلام، رئيس مركز الحفريات بجامعة المنصورة، في حديثه لـ"الوطن".

من قاع محيط إلى غابة متحجرة، هكذا تطورت منطقة جبل قطراني، كان يسكنها وطاويط وقردة وطيور وفيلة لتصبح بذلك من أغنى المناطق التي تسجل الحقبة التاريخية والتطور البيولوجي منذ 40 مليون سنة، ما دفع وزارة البيئة لعمل متحف مفتوح، يعرض حفائر أصلية منها أسلاف الحيتان وعرائس البحر والتماسيح والسلاحف وحفريات لحيوانات نادرة مثل حيوان الفيوم أو كما يسمى "الأرسينو ثيرم" والأرنب الصخري، بالإضافة إلى أقدم طريق ممهد عرفته البشرية، كما أن في "قطراني" معابد تسجل فترات الفراعنة والرومان، وبحسب "سلام" فإن هذا المتحف تم عمله لتعزيز ملف المنطقة لدى يونيسكو وقبولها كمنطقة تراثية.

واستطرد هشام سلام وهو أحد أعضاء اللجنة التي تقوم بعمل ملف اعماد قطراني، أن المتحف المفتوح للحفائر يعتبر أهم انجاز قام عليه جهاز شؤون البيئة، حيث يسجل رحلة عبر الزمن تعرض رحلة المنطقة في عشر مليون سنة في الفترة بين 40 مليون سنة و30 مليون سنة مضت.

عرفت منطقة جبل قطراني منذ القدم بالحجر الأسود أو البازلت، ومن هنا كانت تسميتها بـ"قطراني"، وبها بحيرة كانت ذات منسوب أعلى عملت على ربط المنطقة بغيرها، فعن طريقها نقل البازلت من محاجر الجبل إلى النيل عبر بحر يوسف ليتسنى استخدامها في أي مكان في مصر.

وبحسب سلام فإنه العام الماضي تم تقديم ملف إدراج المنطقة لليونيسكو ولاقى قبولا حسنا إلا أنه يتم العمل على بعض الإضافات البسيطة به، مشيرا إلى أن تلك الخطوة ستعمل على الترويج لمصر عالميا، حيث عرف مصر كثيرون عند إدراج وادي الحيتان في منطقة التراث العالمي الطبيعي، ما يجعلها تشكل عامل جذب سياحي يطول من مدة إقامة السائح بمصر، بالإضافة إلى أن ذلك يعني أن هناك منظمة عالمية تعترف بتلك المنطقة وتزيد من سمعتها.