فنانون يحولون منازل وجدران البرلس لـ"بانوراما فنية توثق حياة الأهالي"

كتب: سمر عبد الرحمن

فنانون يحولون منازل وجدران البرلس لـ"بانوراما فنية توثق حياة الأهالي"

فنانون يحولون منازل وجدران البرلس لـ"بانوراما فنية توثق حياة الأهالي"

يتجمعون في نفس المكان للعام السادس على التوالي، فهم 40 فناناً تشكيلياً يمثلون 18 دولة مختلفة حول العالم، يأتون لمدينة البرلس بمحافظة كفر الشيخ، في مهمة تطوعية في نفس هذا التوقيت منذ 6 أعوام، يحولون شوارع المدينة وبيوتها ومراكبها للوحات فنية تًسر أيعن الناظرين، يرسمون بأناملهم لوحات فنية رائعة تُحاكي الطبيعة وتعبر عن جمال المكان المُطل على البحر الأبيض المتوسط، يلونون مراكب "الصيد" التي يستخدمها الأهالي في حرفتهم منذ آلاف السنوات، كما يعيدون بلوحاتهم جمال الطبيعة والفن للشارع، يشاركهم الأطفال والفتيات والسيدات، يعيشون ويتعايشون مع الأهالي وكأنهم أصحاب بيت لمدة 15 يوماً.

رئيس الملتقى: بنعيد الفن للشارع ونكتشف مواهب الأطفال

الفنانون التشكيليون، جاءوا قبل أيام قليلة إلى مدينة البرلس، ليرسموا جداريات فنية على المنازل في "ملتقى البرلس السادس لرسم الجداريات"، الذي تقيمه مؤسسة الفنان عبدالوهاب عبدالمحسن للثقافة والفنون والتنمية، في المدينة، وتهدف من خلاله لاكتشاف مواهب الأطفال من أهل المدينة، فضلأً عن تحويل المنازل والجدران والمراكب لجداريات فنية، يعبرون فيها عن حياة "الصيادين"، في كل عام يحولون منازل المدينة للوحات فنية مختلفة، تحمل رسومات كثيرة تتنوع وتحاكي الطبيعة، فرسم الفنانون مراكب الصيد وأدواته، كما رسموا صيادين أثناء صيدهم للأسماك، وأبدعواً في رسم المرأة البرلسية، أثناء مساعدتها لزوجها وهي تحمل طفلها، تساعده وتتقاسم معه الهموم، كما يحولون شوارعها وجدران مبانيها إلى بانوراما فنية جميلة، ولوحات فنية بديعة، يعيشون وسطهم وكأنهم منهم، يقيمون ندوات وينظمون فقرات فنية صباحية وليلية لأهالي المدينة، ويشارك عشرات من طلاب كليات التربية النوعية والفنون الجميلة بمختلف جامعات مصر.

"أنا فرحان وبقضي أوقات سعيدة، والملتقى بيكون فرصة يُعيد للفن روح الفرجة، بنرسم وبنلاحظ أن الأطفال مشدودة أبصارهم لتلك الرسومات فبنخليهم يشاركونا لحظاتنا ورسوماتنا، الفنانون يحملون ثقافة ورؤية يعبرون عما بداخلهم ويحاكون الطبيعة والبيئة، وبنعمل حالة إثراء وجدان أطفال البرلس، وتعليمهم أهمية الفن في صياغة وتشكيل الوجدان وتجميل حوائط مدينة البرلس"، هكذا عبر الدكتور الفنان عبد الوهاب عبد المحسن، رئيس الملتقى، مؤكداً أنه هدف لتسويق مدينة برج البرلس كمنطقة سياحية بخلق مناخات جديدة للسياحة المصرية تسلط الضوء عليها، وجذب فئات مختلفة من جنسيات متعددة للتفاعل مع المنطقة والاطلاع على جمالها، والتواصل بين الفنانين المصريين والأجانب وتقديم موضوعات مستمرة ومستلهمة من تاريخ وتراث المنطقة، كما يهدف لخلق فرص عمل جديدة من خلال الجذب السياحي للمنطقة، حيث يشارك في الملتقى نخبة من كبار الفنانين الدوليين والمصريين وشباب وفتيات من أعضاء مراكز الشباب بمديرية شباب كفرالشيخ، وكليات الفنون من جامعات مصر.

"الأطفال عيونهم مشدودة لخطوطك وألوانك، وهذا سبب قوي لمشاركتهم التلوين والرسم، المدينة مكان يستوحى منه الاستلهام والخلق والإبداع، فهي ملهمة للفنانين، من خلال الطبيعة الساحرة والبحيرة والبحر والنخيل والرمال، ومكان للتنوع الغني الملهم للإبداع، والفن مش مجرد رسومات لكنه تعبيراً عن واقع يعيشه الأهالى"، عبارات قالها رئيس الملتقى معبراً عن سعادته بتواجده داخل المدينة الساحرة، موضحاً أن الفنانون يحاكون الأهالي همومهم وأفراحهم، يشاركونهم يومياتهم وأدق تفاصيل حياتهم، فيكونوا سعداء بالـ15يوماً الذين يقضونهم داخل كل شارع ومنزل وحارة بالمدينة.

"بيكتشفوا المواهب عند أطفال البرلس، وهي محاولة ابتكار حرفة لها علاقة بحالة البيئة، حيث تشتهر مدينة برج البرلس بصناعة المراكب بكل أنواعها وأحجامها، ويتبقى في الورش الكثير من بقايا الأخشاب التي من الممكن أن تتحول إلى هدايا ولوحات رسمها الأطفال كعمل فني جميل مرسوم بتلقائية، ويكون مصدر رزق، بالإضافة إلى تجميل مدينة البرلس ونشر الوعي الفني والتذوق من خلال تجميل الجدران"، بهذه الكلمات عبر الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه، محافظ كفر الشيخ، عن أهداف الملتقى، مؤكداً أنه هذا العام مختلف عن الأعوام السابقة، فهو مهتم بتنمية الثقافة والتراث الشعبي والنهوض بعادات وتقاليد المجتمع كما أنه مهتم أيضاً بالتنمية من خلال تنفيذ مشروع زراعة أسطح المنازل بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي تدريجياً، كما يهدف لخلق فرص عمل جديدة من خلال الجذب السياحي للمنطقة.


مواضيع متعلقة