"البوتشيا".. ریاضة جدیدة تحقق أحلام أبطال الشلل الدماغي في لعب الكرة

05:55 م | الخميس 10 أكتوبر 2019

كرة إسفنجیة بغطاء من الجلد لا یتخطى محیطها الـ 270 مللیمترا ووزنها 275 جراما، تحمل بین طیاتها أحلام كثیر من لاعبي الشلل الدماغي الذین لم تمكنهم قدراتهم البدنیة من المشاركة في لعب كرة القدم أو اليد، لتأتي ریاضة البوتشيا وتفتح الآفاق لمن لم تمكنه إصابته من تمریر الكرة، حیث تم اختراعها بأشكال مختلفة تناسب مستویات الإصابة المختلفة لمرض الشلل الدماغي.

كرة رئیسیة بیضاء هي "الكرة الجاك"، يقوم كل لاعب بمحاولة أن تقترب كراته الـ6 الزرقاء أو الحمراء من تلك البيضاء، وهي لعبة فردیة وزوجیة وجماعیة، في 4 أشواط، وتأخذ اللعبة 4 مستویات تتعلق بالتصنیف الطبي لكل لاعب، وذلك بحسب محمد بیومي رئیس اللجنة الفنیة لریاضة البوتشيا بالاتحاد.

المستوى الأول للاعبین ذوي الشلل الدماغي غیر المؤثر بصفة قویة على الحركة ثم المستوى الثاني الذي یستطیع أن یمسك فیه اللاعب الكرة بیده، والمستوى الثالث یكون اللاعب لدیه إعاقة أخرى بجانب الشلل الدماغي كإصابات العمود الفقري وضمور العضلات، أما المستوى الرابع فهو المستوى المخصص لذوي التصنیف الطبي الشدید وفیه یكون اللاعب یعاني من التشنجات وإصابة في العضلات بما لا یسمح باستخدام یده في رمي الكرة ولذلك یتم تخصیص منحدر ولاعب مساعد يتلقى تعليمات اللاعب ذو الشلل الدماغي لرمي الكرة على المنحدر، دون أن ينظر المساعد إلى ساحة الملعب أو "المحكمة" كما يسمونها، متلقيا تعليمات حول زاوية المنحدر وارتفاعاته من اللاعب الأساسي، وقد يربط اللاعب حزام معدني به عصا يتم ربطه على رأسه إذا منعته إصابته من إمساك الكرة بين يديه، ليقوم بدفع الكرة على المنحدر.

محمد بيومي: رياضة البوتشيا تمكن اللاعب من ممارسة الكرة بدون استخدام يد أو قدم

عرف بیومي عن اللعبة منذ عامين، وظل یتابع مقاطع فیدیو متعددة ویقرأ عن ریاضة البوتشيا، ودرب علیها لاعبین یعرفهم بشكل ودي ومجانا، وتابع لـ "الوطن": "أعرف ولد في سنة تالتة إعدادي شایف نفسه عبء على أهله ومش قادر یحقق حاجة، حتى مایعرفش یتحرك على السریر لوحده، وبیحس إنه غیر مفید وبمجرد أن عرف أن یقدر یشترك في لعبة جدیدة مش عایز ینام علشان یتعلم كل حاجة عنها زي بدیل عن كرة القدم"، مضيفا أنه یسعى حالیا لعمل اتحاد ریاضي للعبة البوتشيا للمشاركة في بطولات الاتحاد العالمي للریاضة، كما سیتم عمل بطولات متتالیة لاختیار المنتخب المصري لریاضة البوتشيا.

حبه لكرة القدم منذ كان صغیرا عندما لم تمكنه قدراته الصحیة سوى على الزحف قبل قیامه ببعض العملیات التي مكنته نوعا ما من الحركة ولكن بصعوبة، جعلت سمير هشام، من حدائق القبة، یقبل بشغف كبیر على ریاضة البوتشيا عندما أصبح عمره الآن 11 عاما لتحقیق جزء من حلم الطفولة، والذي عرف عن لعبة البوتشيا فقط قبل بضعة أیام من مشاركته في البطولة الأولى مارس الماضي.

كان نفسه يلعب كورة لكن إصابته في 3 أطراف منعته.. سمير: البوتشيا عوضتني

كثف سمير طاقته لمذاكرة اللعبة مساء وصباحا وفي يومين تمكن من معرفة شروطها والخطوات والتركیز بشكل جید، ورغم إصابته في 3 أطراف إلا أنه بتركیزه الشدید نجح في أن تكون یده الیمنى وحضور ذهنه محركين جیدين لكراته في المساحة المحددة وفي أقرب نقاط من الكرة البیضاء، واستطاع أن یتخذ قرارات صائبة بوقف اللعب واستكماله في أوقات ممتازة حتى تمكن من الفوز بالمیدالیة الذهبیة، لیضیف نجاحا جدیدا لنجاحات السباحة بكونه بطل الجمهوریة، "أنا بحب السباحة وبحب الریاضة عامة ونفسي أبقى بطل عالم في البوتشيا وتعوضني عن كرة القدم.

هند حازم: البوتشيا بتفكرني بلعبة البلي بتاع زمان

" ذكريات لعب "البلي" في الشارع، هي ما جعلت هند حازم، 33 عاما، خریجة كلیة الآداب قسم الإعلام، ترى في البوتشيا تعويضا عما لحق بها بعد إصابتها بالشلل الرباعي "أول ما عرفت عن البوتشيا قررت إني لازم أتعلمها لأنها ریاضة مخصصة للي عندهم ضعف في إیدیهم، وبتفكرني بالبلي بتاع الشارع والبولنج وكرة القدم، وحسیت إن اللعبة اتعملت لحالتي بعد إصابتي بالشلل الرباعي في حادثة من 24 سنة وإن شاء االله أبقى بطلة جمهوریة فیها زي السباحة "، لافتة إلى أنها تعرفت على اللعبة بعد أن قابلت منتخب العراق الذي زار مصر العام الماضي، لتأمل أن تكون أحد أعضاء منتخب البوتشيا المصري للمشاركة في بطولات عالمیة.

آية الله تدربت على تحكيم البوتشيا: تصوير الفيديو جزء من عمل المحكمين ويمكن الرجوع للفيديو

كانت من أول المحكمين الذين تعلموا قواعد البوتشيا في مصر، آیة الله مجدي، إداري فریق الاحتیاجات الخاصة بنادي النصر "لعبة لها قانون دولي، وهي لعبة مش بتعتمد قوي على الحركة إنما على استخدام العقل والذكاء"، وتابعت: تحكیم البوتشيا ينقسم لأكثر من دور، واقتصر دورها في أول مشاركة فعلیة على تصویر المباراة بالفیدیو حیث إنه یمكن الرجوع للتصویر للفصل في النقاط أو إعادة الكرات إلى أماكنها في حالة اصطدام أحد الحكام بها، كما أن اللعبة تستلزم وجود محكمین یقومون بمراقبة المباراة من الخارج، بالإضافة لمحكمي النقاط وحكم المضرب الذي یحدد تبادل الأدوار بین اللاعبین، وأعربت آیة عن أمنیتها بأن تصبح محكما دوليا لریاضة البوتشيا.