ما مكاسب "داعش" من العدوان التركي على سوريا؟

11:52 م | الأربعاء 09 أكتوبر 2019

تحذيرات ومخاوف عديدة من عودة تنظيم "داعش" الإرهابي للظهور من جديد، نتيجة العدوان التركي الذي تشنه قوات رجب طيب أردوغان على شمالي شرق سوريا، حيث تتمركز قوات سوريا الديمقراطية، التي ربما يمثل انسحابها من مناطقها وضعفها عودة جديدة للتنظيم مرة أخرى، حسبما يرى الكثير من القادة والمحللين.

تحذيرات من عودة داعش بعد العدوان التركي على سوريا

المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، مصطفى بالي، قال في تغريدة له إنه يوما ما عندما تستخدم تركيا مقاتلي داعش الأسرى كتهديد لأوروبا والعالم تماما كما استخدمت اللاجئين السوريين، سنذكّر الذين وثقوا بتركيا بأن صمتهم كان السبب الرئيسي وراء ذلك.

وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أصدر بيانًا، أكد فيه أن تركيا تخاطر بمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة، وعودة نشاط تنظيم داعش، وهو ما توافق بشأنه السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، المؤيد لترامب من خلال تغريدة قال فيها إن هذه الخطوة ستضمن عودة ظهور تنظيم داعش.

كرم سعيد: قوات سوريا الديمقراطية تحرس 10 آلاف مقاتل داعشي و70 ألفا من أسرهم

الدكتور كرم سعيد، خبير الشؤون التركية، قال إن القوات التركية تركز قصفها على نقاط تمركز قوات سوريا الديمقراطية، التي تقف بمثابة "الحارس" على مخيمات بها 10 آلاف مقاتل لداعش منهم ألف مقاتل أجنبي و70 ألف آخرين من أسرهم، لذلك ستكون أحد التداعيات الخطيرة للعدوان خروج ولاية داعش مرة أخرى للنور.

وأضاف في حديثه لـ"الوطن" أن انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من مناطق تمركزها سيكون بيئة خصبة لنمو داعش من جديد وعودتها بشكل قوي في المنطقة، وهي العودة التي ربما تنكوي تركيا نفسها بسببها، نتيجة زوال الحاجز الموجود بين الدواعش والحدود التركية، مؤكدًا أن داعش ستعود في تلك الحالة لأماكنها القديمة وتعبر الحدود كما يحلو لها.

"عناصر داعش ستستغل العدوان التركي على سوريا وستخرج منه بأفضل المكاسب الممكنة"، حسب رؤية أحمد كامل بحيري، الباحث المتخصص في شؤون الإرهاب والحركات الإسلامية، لافتًا إلى أن أسر مقاتلي داعش وعائلاتهم تتواجد منذ فترة طويلة في مخيم تحرسه قوات سوريا الديمقراطية.

بحيري: العدوان التركي يعيد داعش للباغوز ودير الزور والعراق

وأضاف بحيري لـ"الوطن" أن العدوان التركي سيجعل المخيم بلا حراسة، ما يمنح الفرصة لمقاتلي داعش وأسرهم للهروب والانضمام للتنظيم في مناطق البادية والرقة وعودته مرة أخرى، لافتًا كذلك إلى أن ضعف قوات سوريا الديمقراطية نتيجة العدوان التركي ستقوي التنظيم حتمًا وتساعده على تنظيم صفوفه وتدعيم قواته.

وأكد خبير الجماعات الإرهابية أن التنظيم سيعود مرة أخرى بقوة إلى مناطق الباغوز والرقة ودير الزور والبادية، كما أنه سيكون من المتاح أمامه الانتشار بقوة والعودة للعراق مرة أخرى عن طريق الحدود الكردية التي ستكون مفتوحة أمامه بعد الانسحاب الأمريكي وضعف قوات سوريا الديمقراطي، بالإضافة إلى إمكانية انتشاره في عدة دول أخرى منها تركيا نفسها.