"الوطن" داخل منزل "الجد الهارب من الحرب": "كذب وقلة أدب"
"الوطن" داخل منزل "الجد الهارب من الحرب": "كذب وقلة أدب"
فجأة ودون سابق إنذار أصبح الرجل البالغ من العمر 90 عاماً، والذي يعاني من أمراض عدة منها "ألزهايمر"، حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مُدعين أنه هرب من الجيش وسُجن، صورة وتعليق على أحد جروبات "فيسبوك" حملت عبارة "جدي ربنا يديله الصحة..هرب من الجيش وقت الحرب واتسجن سنة"، نشرها شخص يُدعى سمير رجب، وتداولها آلاف المواطنين على الرغم من عدم صحة التعليق الذى صحب الصورة، فصاحبها هو مختار موسى أحمد المغازى، الذى بلغ من العمر أرزله، وأحد أبناء مدينة بيلا في محافظة كفر الشيخ.
لم يكتف رواد "فيسبوك" بنشر صورة العجوز القديمة التى نشرها أحد المواقع فى عيد الفلاح عام 2014، لكن صحبتها مئات التعليقات الساخرة من الرجل البريء، ليستاء منها أولاده الـ8 وأحفاده الـ17، مقررين اتخاذ كل الإجراءات القانونية ضد من تداول صورة والدهم المُسن، والتشهير به على غير الحقيقة، فالرجل الذى قضى تجنيده فى القوات المسلحة عام 1952 لم يهرب كما ادعى صاحب المنشور "الساخر"، لتبدأ عائلته في سرد له ما حدث ليُصاب بحسرة تُضاف إلى ما به من حسرات بسبب الآلام المختلفة.
ابنته: أشخاص شهروا به وسنقاضي كل من أساء
على سرير بسيط داخل منزل بحي رخا بمدينة بيلا، يجلس الحاج مختار، غير عابئ بما يحدث حوله، بسبب تقدمه في العمر وإصابته ببعض الأمراض المزمنة، لكنه يعي ما يفعله أحفاده الذين تجمعوا صغاراً وكباراً حوله من وقت سماعهم ما قيل عنه، يحاولون مداعبته بأساليب مختلفة، يخففون من هول الصدمة واصفين من روج الأكاذيب بـ"الكذاب"، لم يستطع التحدث كثيراً لكنه رد على ابنته التي شرحت له ما تعرض له قائلاً: "كذاب وقليل الأدب".
وروت رشا مختار المغازى، ابنة المُسن، قصة ما حدث قائلة: "سمعت واحد قالي على أبويا الفلاح البسيط إنه هرب من الجيش وما خدمش واتسجن، وأنه ادعى إنه على صلة قرابة، إحنا ما نعرفوش ولا نعرف حد في الشرقية ولا المنوفية، بيقولوا عليه دكتور، هنرفع عليه قضية تشهير إن شاء الله، والدي مش صغير علشان يتريقوا عليه، ويخلى الناس تتريق، ازاى يتريقوا على رجل حافظ القرآن ومش بيسيب ولا فرض، والدى حضر الملك فؤاد وعمل توكيل للرئيس السيسى، علشان كدة عاوزاه يقابل أبويا، ولو الريس عاوز تاريخ أي شخصية في مصر يسأل أبويا وهو هيقوله على طول، أبويا ما حضرش حرب الاستنزاف ولا النكسة".
أضافت ابنة المُسن: "في واحد كان منزل الصور وبيقول عمى خليفة، يعنى خليتوا الراجل جدو وخليفة، دا أبويا، أنتوا عاوزين تشهروا بينا ومش لاقين حاجة تقولوها، وصورته كانت نازلة في عيد الفلاح فى عام 2014، أنتو هتألفوا على مزاجكم، أبويا كان بيعمل توكيل للسيسى، وسنتخد الإجراءات القانونية ضد من شهر بوالدى، عاوزين حقى أبويا، كلمنا المحامين علشان نرفع قضية".
على مقربة من الرجل المُسن، تجلس حفيدته ميسون المغازى، البالغة من العمر 9 سنوات، غير مُدركة معانى ما يُقال على جدها، كل ما تفهمه، أن أشخاصاً شهروا بصورة لجدها على "فيس بوك"، لتقول "الناس دي مش كويسة، جدى أطيب شخص فى العالم، رجل بسيط وكنا بنحفظ القرآن على صوته، رجل بيصلى وبيلاعبنا، هما ليه شتموه، أنا مش عارفة إيه حصل لكن جدى ما يستاهلش غير كل حاجة حلوة، قلبه طيب وكلنا بنحبه".
رشا: أبويا فلاح بسيط وعاوزة حق التشهير به.. وأتمنى الرئيس السيسي يقابله
بكلمات ليست كثيرة، تمتم عم مختار، المسن ضحية "التشهير والكذب"، قائلاً: "ليه عملوا كده، دا ولد كذاب، أنا ما عنديش لقب خليفة، أنا اسمى مختار، وهو قليل الأدب وما ترباش"، لم يستطع الرجل التحدث بأكثر من ذلك لتقدمه فى العمر، بينما برر أحفاده وابنته التى تلازمه، أن حالته الصحية متدهورة منذ سنوات عدة، لم يستطع معها تذكر ما حدث، لكنه يتمتع بذاكرة فولاذية عن التاريخ والشخصيات التى عاصرها، بداية من الملك فؤاد انتهاءً بالرئيس الحالى عبد الفتاح السيسى، الذى صًمم الرجل على عمل توكيل وتفويض له ليقود هذا البلد، "عملت تفويض للريس علشان ينقذ البلد دى، ومستعد أنزل وأعمل تفويضات تانية علشان ولادى وأحفادى".
وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، صورة للرجل التُقطت عام 2014 أثناء عمله تفويضا وتوكيلا للرئيس عبد الفتاح السيسى، وتوجيه رسالة له، صحبها تعليقاً ساخراً جعل منه حديث السوشيال ميديا خلال الساعات الماضية، ما جعله ضحية السوشيال ميديا.
