التنقيب في قبرص والعدوان على سوريا.. تركيا تنتهك سيادة الدول

التنقيب في قبرص والعدوان على سوريا.. تركيا تنتهك سيادة الدول
- الشرق الأوسط
- الإرهاب
- ثروات
- غاز
- قبرص
- سوريا
- الرئيس الأمريكي
- دونالد ترامب
- رجب طيب أردوغان
- الشرق الأوسط
- الإرهاب
- ثروات
- غاز
- قبرص
- سوريا
- الرئيس الأمريكي
- دونالد ترامب
- رجب طيب أردوغان
تعتبر تركيا الكيان الإرهابي الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، والتي لا تتواني في السيطرة على ثروات البلاد المحيطة بها أو دعمها الصريح والمباشر للإرهاب والاستثمار فيه، ومنه إلى سرقة غاز دولة قبرص، وأخيرا إعلانها الغزو على الشمال السوري، صباح اليوم.
أردوغان يعلن لترامب فشل إقامة منطقة عازلة
في 7 أكتوبر من العام الجاري، أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مكالمة هاتفية له مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، استعرضا خلالها فشل الأخير في تحقيق البيروقراطية العسكرية والأمنية الأمريكية في تنفيذ الاتفاق المبرم بينهما من شهر أغسطس من العام ذاته لإقامة منطقة عازلة على الحدود السورية مع تركيا؛ بخلاف تأكيدهما على عقد قمة في واشنطن الشهر المقبل للتباحث بشأن المنطقة الآمنة في شمال سوريا، بحسب بيان صادر من وكالة الأنباء التركية.
لم يمر على المكالمة يوم واحد حتى أعلنت القوات التركية العبور بواسطة قوات الجيش السوري الحر -المعادي للجيش الوطني السوري- للحدود التركية نحو الشمال السوري، حسبما ذكر مدير الاتصالات بالرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، أحد مساعدي الرئيس التركي.
وستبدأ العملية التركية العسكرية في المنطقة من أجل استهداف قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، بالتعاون مع الجيش السوري الحر، وفقًا لما أوردته سكاي نيوز في نبأ عاجل لها صباح اليوم.
وعقب الإعلان، أوضحت تركيا أن الحرب التي ستخوضها شرق الفرات شمال سوريا أصبحت وشيكه على الأبواب، عقب استكمال استعداداتها العسكرية على الحدود السورية التركية، حيث طلبت قوات سوريا الديمقراطية من التحالف الدولي فرض حظر جوي على المناطق الخاضعة لسيطرتها، كما كتب مركز التنسيق والعمليات العسكرية التابع لقوات سوريا الديمقراطية، في تغريدة له على حسابه الرسمي بموقع التغريدات القصير "تويتر": "لحماية الناس في شمال شرقي سوريا من أزمة إنسانية وشيكة، نناشد التحالف والمجتمع الدولي فرض حظر للطيران، كما حدث بالماضي في العراق"، وفقا لـ"العربية".
الولايات المتحدة تنقل قواتها عن مسار الغزو التركي
ومساء أمس الثلاثاء، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، جوناثان هوفمان، إن بلاده نقلت قواتها بعيدا عن مسار الغزو التركي المحتمل على الشمال السوري، موضحا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تشاور مع وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، مارك ميلي، بشأن الهجوم التركي المحتمل في سوريا، وفند هوفمان في بيانه: "للأسف، اختارت تركيا أن تتحرك من جانب واحد، ونتيجة لذلك، نقلنا القوات الأمريكية في شمال سوريا بعيدا عن مسار التوغل التركي المحتمل لضمان سلامتها، ولم نقم بتغييرات في وجود قواتنا بسوريا في ذلك الوقت".
من جهته، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، أمس، عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" إنه لم ولن يتخلى عن الأكراد في سوريا "بأي شكل": "ربما نكون بصدد مغادرة سوريا، ولكن لم نتخل عن الأكراد كونهم أشخاص مميزون ومقاتلون رائعون"، وكرر الرئيس الأمريكي تهديده لأنقرة، قائلاً: "أي قتال غير ضروري من جانب تركيا سيكون مدمرا لاقتصادهم ولعملتهم الهشة للغاية نحن نساعد الأكراد ماليا وبالأسلحة".
أنقرة تواصل خرقها للقوانين الدولية بالمتوسط
ومن سوريا إلى قبرص، أظهرت بيانات "ريفينتيف أيكون" للشحن وجود سفينة حفر تركية ثانية وصلت لإحدى المناطق بالبحر الأبيض المتوسط قبالة ساحل شمال شرق جزيرة قبرص، 8 يوليو 2019، ومن المتوقع أن تبدأ السفينة عمليات الحفر للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي هذا الأسبوع، وذلك بعدما دعا قادة الاتحاد الأوروبي تركيا الشهر الماضي لوقف أعمال التنقيب عن الغاز بالمياه المتنازع عليها حتى لا يتخذ الاتحاد إجراء ضدها بعد ضغوط اليونان وقبرص من أجل التدخل.
وفي 18 يونيو الماضي، كشفت صور نشرها موقع "إميدج سات إنترناشيونال"، سفنا تركية تقوم بالتنقيب عن الغاز بالمنطقة الاقتصادية التابعة لقبرص، وتستمر أنقرة في خرقها للقوانين والمواثيق الدولية، وتعديها على حقوق الجيران.
وعلى إثر ذلك، اشترت قبرص 4 طائرات إسرائيلية مسيرة، وفقًا لوزارة الدفاع القبرصية، وسط توتر في شرق البحر المتوسط مع تركيا بشأن عمليات التنقيب عن الغاز، وقال موقع المعلومات "كاثيميريني سايبروس" إن الطائرات التي طلبتها "نيقوسيا" في ديسمبر 2018 تصل لـ 12 مليون يورو، ويجب أن تسمح "نيقوسيا" بتحسين مراقبة منطقتها الاقتصادية الخالصة، حيث تقوم شركات دولية كبرى باستكشافات بحثا عن المحروقات، بحسب وكالة فرانس برس.
خبير: ستظل تركيا مشتتة في ظل حكم أردوغان
من جانبه، قال الدكتور بشير عبدالفتاح، الخبير في العلاقات الدولية، إن تركيا نصبت نفسها قوة مهيمنة في أقليم الشرق الأوسط وتعتبر نفسها أحدى الدول ذات التأثير عليه.
وأضاف "عبدالفتاح" في تصريحات لـ"الوطن" أن وجود أزمة طاقة في تركيا دفعها للتنقيب عن الغاز في محيط دولة قبرص حتى تعوض النقص المتواجد لديها من خلال السيطرة على أبار النفط حتى وإن كان بشكل غير قانوني، وهو ما سيؤدي في نهاية المطاف إلى اصطدامها بالدول شرق المتوسط مثل مصر واليونان وقبرص.
وأكد الخبير في العلاقات الدولية، أن سوريا لديها مشكلة من إحكام الأكراد لسيطرتهم على شمال سوريا في الخط الحدودي مع تركيا؛ حتى لا يتحد الأكراد السوريين مع الأكراد الأتراك ويقوموا بإنشاء دولة في ذلك المكان الحدودي: "عايزة تمنع الأكراد من تكوين دولة على حدود تركيا وسوريا"، مشيرا إلى أنه في حال تم ذلك الاتحاد فهو الأمر الذي من شأنه تهديد وحدة الأراضي التركية؛ لذا لجأت الأخيرة لضربة استباقية للحيلولة دون سيطرة الأكراد على ذلك الشريط الحدودي الفاصل بينها وبين سوريا.
وتابع: "طول ما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موجود في السلطة ستظل تركيا بهذا التشتيت في العلاقات مع دول الجوار، وبعد انقضاء فترة حكمه أو عزله ستنشغل تركيا بترتيب أوضاعها الداخلية وترك شئون الجوار".