خبراء: «النضوب» يعيد هندسة صراعات الشرق الأوسط

خبراء: «النضوب» يعيد هندسة صراعات الشرق الأوسط
كانت منطقة الشرق الأوسط على مدار عقود مضت هى بؤرة الصراع حول النفط فى المنطقة على ثلثى الاحتياطى الثابت من نفط العالم، لكن تراجع قيمة النفط فى السنوات المقبلة قد يعيد هندسة الصراع فى الشرق الأوسط.
وقال الدكتور سمير راغب، مدير المؤسسة العربية للدراسات، لـ«الوطن»، إن «الاقتصادات التى لا تعتمد على البترول ستكون الأكثر قوة فى الشرق الأوسط فى مرحلة ما بعد النفط، لكن ستكون الأكثر قوة الاقتصادات التى كان لديها عوائد نفطية جيدة واستفادت منها مثل الإمارات، من خلال مشروعات البنية التحتية والعلمية وتنويع الاستثمارات، مضيفاً أن هذا سيكون له انعكاس على خريطة الصراعات فى الشرق الأوسط وإعادة هندستها.
"راغب": أمريكا تنسحب من المنطقة
واعتبر أن الانسحاب الأمريكى من المنطقة يرتبط بقيمة احتياجها للنفط، عكس السياسة التى كانت موجودة بعد حرب أكتوبر 1973، أى وجود أمريكا بالقرب من منابع النفط، لكن هى الآن أكبر منتج للنفط فى العالم، مشيراً إلى أن مصر لن تتأثر كثيراً بمسألة الانتقال إلى مرحلة ما بعد النفط، لأنه ليس عاملاً رئيسياً فى اقتصادها على مر تاريخها، وبالتالى مصر أقل تأثراً، ولديها مصادر طاقة طبيعة أخرى يمكنها الاعتماد عليها وتوليد الطاقة كالبحار والأمواج وطاقة الريح.
وقال الدكتور طه على، الكاتب والمحلل السياسى، إن مرحلة ما بعد النفط، ستؤثر بالضرورة على شكل الصراعات الإقليمية فى الشرق الأوسط، التى طالما كان تأمين الموارد النفطية هو الهدف الرئيسى فى المقام الأول، وهو ما يعنى تراجع دور النفط كأحد محددات ودوافع الصراعات الدولية، لكن ذلك لن يكون فى المدى القريب أو المتوسط، نظراً للثراء الهائل للمنطقة العربية بهذا المورد المهم فى محددات الاقتصاد العالمى وهو «البترول».
"على": يزيد أطماع تركيا وقطر فى الفترة المقبلة
وأضاف «على» لـ«الوطن» أنه من غير المتوقع أن تتراجع الأهمية الجيوستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط، ففيها أهم ممرات الملاحة العالمية كقناة السويس، وخليج عمان، ومضيق هرمز، ما يجعلها فى بؤرة الاهتمام العالمى، كما أنه من غير المتوقع أن تتراجع الأهمية الجيوستراتيجية لمصر على خريطة العلاقات الدولية، خاصة بعد التوسعات التى استحدثتها الدولة على قناة السويس وزيادة طاقتها الاستيعابية، ورفع قدراتها التنافسية، بالإضافة إلى الاكتشافات المتزايدة للغاز فى المياه الإقليمية المصرية، وتنامى مؤشرات إنتاج الغاز المصرى، ما يجعل مصر فى بؤرة الاهتمام العالمى، رغم اقتراب حقبة ما بعد النفط»، مشيراً إلى أن أطماع بعض القوى الإقليمية فى السيطرة على موارد المنطقة من الغاز، مثل تركيا، وقطر، يجعل آفاق الصراع فى المنطقة ممتدة.