تناقض أمريكي ولامبالاة تركية.. جيش أردوغان يستعد لانتهاك الشمال السوري

كتب: محمد الليثي

تناقض أمريكي ولامبالاة تركية.. جيش أردوغان يستعد لانتهاك الشمال السوري

تناقض أمريكي ولامبالاة تركية.. جيش أردوغان يستعد لانتهاك الشمال السوري

في ظل إشارات متناقضة من الإدارة الأمريكية تجاه التدخل التركي في شمال سوريا، لا تزال أنقرة تستكمل استعداداتها لشن عملية عسكرية هدد بها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان الأكراد.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمر أمس، الجنود الأمريكيين بالانسحاب من المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا بعد اتصال هاتفي مع أردوغان، في خطوة يرى المعارضون أنها تخليًا عن القوات الكردية التي كانت حليفًا رئيسيًا لواشنطن في معركتها ضد تنظيم داعش الإرهابي، إلا أنه وبعد ضغط التنديد الدولي وانتقادات داخلية، عدل الرئيس الأمريكي موقفه من خلال تغريدة عبر موقع تويتر، حيث هدد بتدمير الاقتصاد التركي إذا قامت أنقرة بأي أمر يعتبره غير مناسب.

رد نائب الرئيس التركي فؤاد أوكتاي على تهديد ترامب، اليوم، محذّراً من أن "تركيا ليست دولة تتحرّك بناء على التهديدات"، مضيفًا في خطاب بأنقرة: "مثلما شدد رئيسنا على الدوام، ستحدد تركيا دائمًا مسارها وستتصرف بنفسها"، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".

وأوضح مسؤول أمريكي كبير أن قرار ترامب سحب قوّات أمريكية متمركزة في سوريا قرب الحدود التركية لا يشمل سوى نحو 50 إلى 100 جندي فقط من أفراد القوّات الخاصة "سيتمّ نقلهم إلى قواعد أخرى" داخل سوريا.

وعلى الجانب الآخر، شن الجيش التركي، اليوم وأمس، سلسلة غارات على مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع التركية. وبحسب الوزارة، فإن سلاح الجو التركي نفذ غارات أدت إلى مقتل "12 انفصاليا"، وهي العبارة التي تستخدمها سلطات أنقرة لتوصيف عناصر حزب العمال الكردستاني.

باحث في العلاقات الدولية: تصريحات ترامب عنترية ولا يفعل شيئا

وعلق بهاء محمود الباحث في العلاقات الدولية، قائلًا إن إدارة الرئيس الأمريكي ترامب من الواضح أنها غير متفقة على الآلية التي يتم التعامل بها في هذا الجزء السوري، لأن استراتيجية الرئيس الأمريكي تدور حول عدم استخدام القوات العسكرية في أي من المناطق، مضيفًا: "يحاول ترامب التقليل من هذه الفكرة إلى حد ما طالما ليس هناك أي من الأطراف يدفع تمويل لتلك القوات".

وأضاف محمود، لـ"الوطن"، أن ترامب لا يرى أن هناك عائد من القوات الأمريكية على الاقتصاد الأمريكي فلماذا يدفع لها، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي في ظل الإيمان الكبير بأن الكرة أكثر في ملعب الدب الروسي، مستطردًا: "روسيا هي المتحكمة أكثر في سوريا".

أما عن تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فقال إنها "تصريحات عنترية" ولكن في الواقع فإن الرئيس الأمريكي لا يفعل شيئًا، مشيرًا إلى التدخل التركي في منطقة "عفرين" السورية، فآنذاك لم يتدخل الرئيس الأمريكي، وتابع: "فعندما تشن عملية أخرى في سوريا، فمن المتوقع ألا يضغط الرئيس الأمريكي ضغطًا كبيرًا من شأنه أن يجبر تركيا بالتراجع عن موقفها في سوريا".

وقال محمود: "إذا كانت تركيا لديها تخوف من التحركات الأمريكية لم تكن تتحرك من الأساس، فهي تتحرك الآن ولا تعبأ بأي مسؤول آخر، سواء كانت إيران أو روسيا أو غيرهم".

وعن احتمالية تنفيذ العملية العسكرية التركية في الأراضي السورية، قال الباحث في العلاقات الدولية، إنه أمر وارد جدًا ولكن سيكون هناك رد ومن المحتمل أن يكون من قبل القوات الكردية بحيث سيتم تسليحها عن طريق الدول الصديقة والشقيقة أو المتحالفة معها، سواء كانت تلك الدول دول أوروبية أو غيرها، أو حتى الولايات المتحدة الأمريكية.

واستطرد: "ولكن أن تساعد الولايات المتحدة الأمريكية بقوات فهذا أمر مستبعد إلى حد كبير، فلا مانع من تقديم المساعدات للأكراد حتى يكونوا طرف للعملية، ولا مانع أن يكون هناك أيضًا تحالف بين الأكراد والنظام السوري نفسه وهذا حدث في أكثر من موقف، وكان هناك بودار تعاون بينهم لأن الطرفين مؤمنين بأن تركيا عدو لهم".


مواضيع متعلقة