مسرح الطفل بين الواقع والمأمول

محمد غنيم

محمد غنيم

كاتب صحفي

طفل اليوم هو شاب الغد ورجل المستقبل، وتقدم الأمم وارتقاؤها ونهضتها يبدأ من الاهتمام بالطفل وتنشئته نشأة صحية وتعليمية وثقافية سليمة، ومن هنا يجب على جميع الجهات المعنية والتي تتعامل مع الطفل أن تتضافر جهودها في الاهتمام بهذه العجينة اللينة التي يمكن تشكيلها بسهولة وبطريقة مثلى، فهو ورقة بيضاء تكتب فيها كل ما هو مفيد ويرسم فيها كل ما هو فعال ومبتكر، يتم ذلك إذا توافرت العوامل المساعدة على الابتكار والإبداع والعمل على تنميتها منذ الصغر وهذا سيساعد على اكتشاف مواهب في مختلف المجالات، وتأتي أهمية مسرح الطفل بكونه مظهرا حضاريا يرتبط بتقدم الأمم ورقيها وهو ليس وسيلة متعة وترفيه فقط لكنه وسيلة من وسائل التنوير والتثقيف والتعليم، فمسرح الطفل يلعب دورا مهما في تكوين شخصية الطفل ونضوجها فهو وسيلة اتصال مؤثرة في تكوين اتجاهات الطفل وميوله.

وترجع نشأة مسرح الطفل إلى أصول فرعونية من خلال ما يعرف بمسرح الدمى، كما أشارت بعض الرسوم المنقوشة على الآثار الفرعونية إلى حكايات وتمثيليات حركية موجهة للصغار.

أما بالنسبة لمسرح الطفل بالعالم العربي فكانت مع بدايات حكايات خيال الظل وهو شكل من أشكال مسرح العرائس ومن بعدها ظهر فن القراقوز، فالأطفال كانوا يشاهدون هذه الفنون التي تحقق لهم المتعة والتسلية وتمزج الواقع بالخيال.

والأعمال المسرحية التي تقدم للأطفال لا بد وأن تكون مناسبة للمرحلة العمرية للطفل ويكون بها عنصر التشويق والفكاهة والإضحاك دون افتعال أو إقحام على الفكرة، وتكون الفكرة مناسبة لعقل الطفل وتفكيره، أي احترام عقلية الطفل إلا جانب غرس قيم الفضيلة والمحبة والتسامح والهوية الوطنية وتنمية حاسة التذوق الفني لدى الطفل.

فعلينا الاهتمام بالمسرح المدرسي في المراحل التعليمية الأولى وذلك بتدريب الأطفال على يد المختصين في المجال المسرحي بعناصره المختلفه من تمثيل وإلقاء وكتابة وإخراج وديكور وموسيقى، بالإضافة إلى إقامة ورش مسرحية تحثهم على الابتكار والإبداع الفني، ولا ننسى مسرحة المناهج التعليمية لما لها من دور كبير في تبسيط المادة التعليمية وبالأخص مواضيع القراءة بمنهج اللغة العربية ومادة التاريخ.

فالمسرح هو أبو الفنون ومدرسة تعليم وتثقيف وتنوير.

                                                             محمد غنيم

                                      عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين