مؤسس طب الحالات الحرجة: "أنقذ حياة" هدفها البحث عن الضحايا المحتملين للسكتة القلبية والموت الفجائي

مؤسس طب الحالات الحرجة: "أنقذ حياة" هدفها البحث عن الضحايا المحتملين للسكتة القلبية والموت الفجائي
- شريف مختار
- مؤسس طب الحالات الحرجة
- مبادرة أنقذ حياة
- الصحة
- أمراض القلب
- السكتة القلبية
- شريف مختار
- مؤسس طب الحالات الحرجة
- مبادرة أنقذ حياة
- الصحة
- أمراض القلب
- السكتة القلبية
قال الدكتور شريف مختار، مؤسس طب الحالات الحرجة، ووحدة رعاية الحالات الحرجة بكلية طب قصر العينى، التى تعتبر أول مدرسة علمية تخرج فيها العديد من الأسماء الكبيرة فى هذا المجال، إن مبادرة «الحد من الموت المبكر للشباب»، أو «أنقذ حياة»، هدفها البحث عن الضحايا المحتملين بالموت المفاجئ، خاصة أن مشكلة توقف القلب المفاجئ خارج المستشفيات، تشغل حيزاً متميزاً من اهتمام الهيئات الطبية والصحية، وأضاف فى حوار لـ«الوطن»، أن هناك صعوبة للقيام بعملية الإنعاش من قبل المحيطين لعدم كفاية برامج التدريب، التى تقتصر حالياً على الأطباء، بينما يجب أن تمتد لتشمل كل أطباء الامتياز والمهن المساعدة طبياً، مشيراً إلى أنهم وفروا، من خلال المبادرة، فرص تدريب لطاقم التمريض بالمستشفيات. ووصف «مختار» المبادرة الرئاسية «100 مليون صحة» للكشف عن فيروس سى، بـ«المذهلة» التى لا ينكرها إلا جاحد، مشيراً إلى أن منظومة التأمين الصحى الجديدة خطوة جيدة وعلى المواطنين حسن استغلالها.
د. شريف مختار: تواصلنا مع وزارة الصحة لمساعدتنا فى المبادرة لكنهم مهتمون بالطوارئ أكثر
حدثنا عن مبادرة «الحد من الموت المبكر للشباب»؟
- المبادرة هدفها البحث عن الضحايا المحتملين بالموت المفاجئ، لأننى لا أستطيع إجراء علاج وقائى إلا بعد عمل مسح بحثى لأماكن معينة يتركز فيها الشباب، وإجراء فحص بقية أفراد الأسرة من الدرجتين الأولى والثانية، للتعرف على عوامل الخطر المعروفة كالضغط والسكر، والتدخين، والسمنة المفرطة، بالإضافة إلى الفحص الدورى لصغار السن، بجانب التوجه إلى الأندية الرياضية، خاصة التى يكثر فيها بذل مجهود عضلى شديد من قبل الشباب، ويتم إخضاعهم لفحص ظاهرى، ورسم إكلينيكى، ورسم قلب، «إحنا منعرفش حجم المشكلة فى مصر قد إيه»، فطريقة البحث والتقصى فى مصر موقوفة منذ وقت طويل، وشهادات الوفاة تُكتب بطريقة روتينية، فضلاً عن أن محاولة استقصاء الأسباب عن طريق مخاطبة أسر المتوفى تحتوى على جزء عاطفى، لذلك فالاعتماد على الإحصائيات وشهادات الوفاة أمر غير مُجدٍ، إلا أن أمريكا اعتمدت على الإحصائيات الموثقة فى التعرف على الموت المفاجئ للشباب، وتوصلت إلى أن 1 فى الألف «بيحصلهم سكتة قلبية»، وعرضة للموت المفاجئ.
لم يكن لدينا إحصائية شاملة عن الموت المفاجئ.. وشهادات الوفاة تعتمد على الكلام النمطى مثل "هبوط حاد فى الدورة الدموية"
ومن أين جاءت فكرة المبادرة «أنقذ حياة»؟
- أطلقت عليه المشروع القومى لمواجهة توقف القلب، خاصة أن مشكلة توقف القلب المفاجئ خارج المستشفيات، تشغل حيزاً متميزاً من اهتمام الهيئات الطبية والصحية ليس فقط لدراما الموت المفاجئ، ولكن لإمكانية إنقاذ المريض وعودته إلى حياته الطبيعية إذا تم التدخل سريعاً من قبل المحيطين به، فيما يعرف باسم Bystander CPR، ومعدل الحدوث فى البالغين 1/1000، وفى الرياضيين 1/50.000، ومعدل الحدوث تحت سن الـ18 1/2000.
وفى بلد كبير مثل مصر، مساحته مليون كيلومتر مربع وعدد سكانه 90 مليون نسمة ويضم 28 محافظة، تكمن الصعوبة لعدم وجود إحصائيات دقيقة عن حجم المشكلة وأعداد المرضى المعرضين للإصابة بالسكتة القلبية، خاصة مع توخى الدقة فى تقارير الفحص الإكلينيكى عند استخراج شهادة الوفاة، مع الاكتفاء بذكر العبارة النمطية «هبوط مفاجئ بالدورة الدموية»، علاوة على صعوبة القيام بعملية الإنعاش من قبل المحيطين، لعدم كفاية برامج التدريب التى تقتصر حالياً على الأطباء بينما يجب أن تمتد لتشمل كل أطباء الامتياز والمهن المساعدة طبياً (التمريض والفنيين، والأخصائيين) كما يجب أن تمتد أيضاً لتشمل مجموعات منتقاة من الأشخاص الذين يملكون القدرات والذكاء الكافى للقيام بدور By stander CPR، وكذلك عدم كفاءة وكفاية برامج التوعية، التى يجب أن تهدف إلى حث أفراد الأسرة من محتملى التعرض للإصابة بحكم التاريخ العائلى على الفحص الشامل بوسائل التشخيص الحديثة من تصوير ودراسات كهروفسيولوجية أو دراسات جينية، كما يجب أن تهدف إلى حث الفئات المختلفة على الالتحاق ببرامج التدريب على الإنعاش.
ندرب الأطباء على عمليات التدخل السريع لتكون نسبة نجاة المريض أعلى.. والدقيقة الواحدة تساوى 7٪ من إمكانية الإنقاذ
ومتى انطلقت المبادرة؟
- انطلقت المبادرة فى عام 2014، ونشر الدكتور خالد منتصر مقالة توضح جوانب البحث عن الضحايا المحتملين، كالمسح الإحصائى، والجانب التشخيصى المسئول عن رسم القلب، وموجاته الصوتية، فضلاً عن الشق التدريبى لتدريب الأطباء على عمليات الإنعاش، لأنه فى عمليات التدخل السريع تكون نسبة نجاة المريض وعودته للحياة الطبيعية أسهل، فكل دقيقة تمضى نفقد 7% من إمكانية عودة المريض للحياة الطبيعية.
أتمنى تكثيف فرص التدريب لإنعاش القلب الأساسى ووضع أجهزة تنبيه فى الأماكن الرئيسية كمحطات المترو
وماذا عن عمليات تدريب الأطباء؟
- نظراً لأن سيارات الإسعاف تستغرق وقتاً طويلاً للوصول إلى مكان المريض بسبب الازدحام المرورى، فلا بد أن يكون هناك أطباء مدربون على عمليات إنعاش القلب الأساسى، وفى هذا الإطار افتتحنا الكلية المصرية لأطباء العالم للتدريب، وتمنح شهادات مصرية وأخرى معتمدة من نقابة الأطباء، وهيئة التعليم الطبى.
وهل يقتصر التدريب على الأطباء فقط؟
- لا.. وفرنا فرص تدريب لأطقم التمريض بالمستشفيات، ودربنا 1200 ممرض من مستشفى قصر العينى، بجانب تدريب المهن الطبية المساعدة كالقسطرة، وفنيى الأشعة، فضلاً عن تدريب بعض الأفراد فى الهيئات والمؤسسات والمصانع، الذين لديهم القدرة العلمية والجسمانية للتعامل مع المرضى، لأن الطرق التقليدية لإسعاف المريض كـ«النفخ فى فمه والتدليك» تؤجل منحه قُبلة الحياة.
وماذا عن الشق العلاجى فى المبادرة؟
- الشق العلاجى هو المسئول عن ثبوت احتمالية إصابة المريض بـ«الشريان التاجى»، أو خلل فى كهربائية القلب، لذلك شملت عمليات التدريب، تدريب الأطباء على هذا الجانب بشكل جيد.
إلى أى مدى كانت النتائج الأولية للمبادرة؟
- بعد إجراء دراسة استطلاعية فى أماكن مختلفة على الضحايا المحتملين، تبين أن أكثر العوامل المفاجئة للموت المبكر، هى خطر الشريان التاجى، ودليل ذلك هو أن امرأة مسنة فقدت أربعة من أبنائها بعد إصابتهم بسكتة قلبية مفاجئة، والابن الخامس مصاب بأمراض وراثية فى عضلة القلب، فأجرينا عليه مجموعة من التحاليل بواسطة جهاز الموت المفاجئ، واكتشفنا أن موت أشقائه الأربعة، بشكل مفاجئ جاء نتيجة لإصابات فى الشريان التاجى.
فئة المسنين أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والشريان التاجى.. وأنشأنا وحدة الحالات الحرجة لتقديم خدمة طبية ذات مستوى رفيع لكل المواطنين
وهل تختلف نسبة الإصابة بالمرض من فئة لأخرى؟
- نعم.. لأن فئة المسنين فى الغالب تعانى من أمراض تضخم القلب، وخروج الشريان التاجى من مكان غير مكانه الأصلى، أما الفئة الأصغر فيظهر عليها مرض الموت المبكر فى شكل أعراض تقليدية، ولو توصلنا إلى تاريخ أسرى يثبت الإصابة بسكتة قلبية لهذه الفئة نفحص الأسرة كلها.
هل هناك تخوف من الناس للخضوع لفحوصات المبادرة؟
- نحن نهيب بالذين يصابون أو أحد من أقاربهم بنوع من السكتات القلبية، أو غيرها من الأمراض المتعلقة بالقلب كتضخم الشرايين، بألا يتحرجوا من التوجه للكشف، والخضوع للفحوصات الطبية الدقيقة للاطمئنان على سلامتهم.
كيف تم تنفيذ المبادرة فى المحافظات؟
- بدأنا بدراسة استطلاعية شملت نحو 8786 فرداً، وطلبنا منهم ملء استمارة، فى الأندية، والمصانع، والجامعات، والمؤسسات الأخرى، ونظمنا قوافل طبية شملت عين الصيرة والفسطاط، وانتهينا من هذه الدراسة عام 2016، أما عن الدراسة الفعلية، فاخترنا نحو 1300 فرد من محافظات بنى سويف، والوادى الجديد، وأسوان إضافة إلى منطقة النوبة، وجار استكمال عمليات الفحص فى المنوفية.
هل يمكن فحص محافظات الجمهورية بالكامل؟
- لا.. يصعب تعميم المبادرة على كافة المحافظات، لاختلاف التركيبة السكانية والتوزيع الجغرافى لكل محافظة.
وماذا عن مصادر تمويل المبادرة؟
- تم تمويل المبادرة من قبل مؤسسة مصر الخير، والبنك الأهلى، إلا أننا لا نزال بحاجة إلى تمويل أكثر، بسبب تكلفة تنظيم القوافل الطبية للمحافظات من أماكن مبيت ونقل، وكذلك التحاليل التى يتم إجراؤها على المريض، بالإضافة إلى أن تدريب الأطباء يحتاج لمبالغ مالية كبيرة.
ما الذى تأمله لمستقبل المبادرة؟
- أتمنى تكثيف فرص التدريب لإنعاش القلب الأساسى، ووضع أجهزة تنبيه فى الأماكن الرئيسية كمحطات المترو للتعريف بالمبادرة.
هل تم التنسيق بين الوزارات الأخرى لتنفيذ المبادرة بشكل أوسع؟
- نعم.. تواصلنا مع وزارة الصحة وطالبنا بتسهيل مهمة الدخول للمستشفيات ومساعدتنا من قبل أطباء الاستقبال، لأنهم المحطة الأولى للرعاية، التى يصل إليها المريض بعربة الإسعاف، سواء كان فى حادث أو غيره، أو فى حالة حرجة ويمكن إنقاذه أو فشلنا فى إنقاذه، وكان هدفى أن نتعاون مع مديرى المستشفيات، ولم يكن هناك تعاون مثمر مع وزارة الصحة، ولكنهم مهتمون بالطوارئ أكثر من الرعاية الحرجة، لكننى حصلت على خطاب من الوزارة وقع عليه مدير مكتب وزير الصحة، وليس هو، فى عام 2015، لتسهيل مهامى، وكنت أريد من أطباء الاستقبال أن يملأوا الاستمارة الخاصة بمبادرة «أنقذ حياة» لكى نستطيع أن نستكمل البحث والدراسة وإنقاذ العديد من الضحايا المحتملين.
وما الفرق بين الطوارئ والحالات الحرجة؟
- الطوارئ أن يكون المريض فعلياً تمت إصابته بحالة خطيرة، أما الحالات الحرجة ومبادرتنا هى دراسة تنبؤية بمن هم عرضة للإصابة بالموت المفاجئ، أو جلطة فى القلب أو حدوث أى مضاعفات مفاجئة له.
من خلال عمليات البحث وفقاً للمبادرة، من هم أكثر الفئات المعرضة للإصابة بالسكتة القلبية؟
- وجدنا أن من لهم تاريخ مرضى فى العائلة، أو من توفر لديه عوامل الخطورة، أو لديه أحد الأشخاص مات فجأة فى عائلته دون مقدمات، فهم أكثر عرضة للموت المفاجئ، بالسكتة القلبية، فمثلاً أى شخص فى عائلته أقارب من الدرجة الأولى مات فجأة، فلا بد أن يقوموا بفحص شامل، أو يأتى لنا ونتكفل بالفحص، ومن لديهم تاريخ أسرى لا بد أن نبحث عن عوامل الخطورة التى لديهم، مثل الضغط، والسكر والسمنة المفرطة، وهى أمور تجعله أكثر أمناً وإنقاذاً لحياته، ونقوم بتوعيته من عوامل الخطورة، كالتدخين ولا بد من ضبط مستوى السكر والضغط أيضاً، وممارسة الرياضة. وهدفنا من الدراسة معرفة وتحديد فئة مرضانا، مثلاً نجد البعض من المعرضين للموت المفاجئ الذين لا يأكلون طعاماً صحياً، أو يتزوجون من العائلة، فعلينا أن ننبهم لخطورة ذلك، فنحن نريد أن نغير نمط الحياة لمن هم من الممكن أن يكونوا ضحايا محتملين للموت المفاجئ.
طورنا أجهزة الوحدة واعتمدنا نظام الذكاء الاصطناعى لأول مرة ولدينا طلاب من الخارج فى الدراسات العليا ولم نعد نقدم الخدمة العلاجية بالمجان
وماذا عن دور وحدة الحالات الحرجة فى قصر العينى وإلى أين وصلت حالياً؟
- الوحدة تم إنشاؤها لتقديم خدمة طبية ذات مستوى رفيع، لكل المواطنين على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية من الخفير إلى الوزير، وفى نفس الوقت هى وحدة تدريبية وبحثية وعلمية، تعمل لتدريب الكوادر على تخصص جديد لم يكن موجوداً فى مصر وليس له شعبية، دائماً الناس كانت تتجه إلى الإنعاش والإفاقة، إلا أن الرعاية الحرجة تكون فى حالة تتعرض خلالها صحة المريض للخطر كحادث أو غيره إذا لم يحدث التدخل السريع والفعال، وهنا نوعية من التدريب تحتاج إلى نوعية معينة من الأطباء تتميز بسرعة الاستجابة وعدم الخوف من مواجهة الخطر، وقمنا بتأسيس الوحدة فى عام 1982، على هذه الفلسفة، وأصدرت عدداً من الأنشطة البحثية، وأصبحنا نواجه جميع الأزمات، وعلى رأسها الأزمات القلبية، وأصبحنا خط الدفاع الأول للأزمات القلبية، فالمريض عندما يأتى مصاباً بمقدمات الذبحة، فيدخل على القسطرة فوراً، وهذا لم يكن يحدث من قبل فهى رعاية غير مسبوقة، بوجود جميع الأجهزة فى نفس مكان أسرة الرعاية الحرجة، وأفضل مجموعة أجهزة التنفس، ووحدة أبحاث الصدمة، والضربات السريعة، ودراسات كهروفسيولوجيا القلب وعمليات الكى، مع الضربات المهددة للحياة.
وماذا تأمل لهذه الوحدة فى المستقبل؟
- بمرور الوقت أصبح هناك إقبال للشباب على هذه الوحدة، لانتباههم للفلسفة التى أنشئت من أجلها، خاصة أن قصر العينى مدرسة لتخريج الكوادر، فبوابة المرور لعالم «الحالات الحرجة» عادة يبدأ من مدرسة قصر العينى للحالات الحرجة، وأصبح لدينا توسع، وتلاميذ الوحدة أنفسهم اكتسبوا القدرة على المبادرات، فمثلاً لدينا «الدكتورة عليا» التى تبنت مشروع «الإيكنو»، وهو مثل جهاز القلب الصناعى لدعم الدورة الدموية والتنفسية، عن طريق تحويل مسار الدم إلى جهاز خاص به، وبدأنا بجهاز واحد، حتى أصبح لدينا عدة أجهزة ووحدة كاملة، وحالياً نحاول عن طريق القلب الصناعى أن نطور أنفسنا، ولدينا وحدة مسح ذرى، ولم تكن موجودة فى عالم «الرعاية الحرجة»، وما آمله أن تستمر الشعلة متقدة، والأطباء الصغار حاملين للراية.
تواجهنا صعوبات منها استمرار التمويل خاصة أننا بدأنا بدعم حكومى.. والوحدة بنيت من أموال دافعى الضرائب المصريين
وما الصعوبات التى تواجه الوحدة؟
- تواجهنا عدة صعوبات أحياناً، منها استمرار التمويل، خاصة أننا بدأنا بدعم حكومى كامل، والوحدة بنيت من أموال دافعى الضرائب المصريين، وكانت تتلقى دعماً من وزارة المالية كل عام، ووزارة التعاون الدولى والاستثمار، سواء للأجهزة أو المستلزمات، وبمرور الوقت يتم النظر لنا نظرة أننا كالصناديق الخاصة وأننا نعامل معاملة الصناديق الخاصة، على أننا مؤسسة ربحية، وغير منتجة، لكننا فى الحقيقة نعالج المرضى، إلا أنهم قالوا لنا أى فلوس تحصلون عليها لا بد أن يكون لنا نسبة منها، لكن برغم ذلك ما زلنا مكملين فى الطريق، ونتغلب على تلك الصعوبات بطريقة أو بأخرى، كما أننا قمنا بتطوير الأجهزة، لأن الأجهزة التى بدأنا بها كانت منذ عام 1982، كما أننا أدخلنا نظام الكمبيوتر والسيستم فى كل أعمال الوحدة، وأدخلنا نظام الذكاء الاصطناعى لأول مرة قبل الآخرين، وأعددنا بروتوكولاً مع وزارة الاتصالات، ولدينا كل المعلومات الشاملة عن حالة المصابين، ولذلك رسائل الماجستير والدكتوراه المسجلة عندنا زادت، لأن الوحدة كوحدة بحثية، أصبحت نموذجاً من نماذج التميز، ولدينا وفود خارجية تأتى لنا لعمل الدراسات العليا معنا.
هل لا تزال الوحدة تقدم الخدمة العلاجية بالمجان؟
- لا لم نعد نقدم الخدمة العلاجية بالمجان تماماً، لكننا ندعم العلاج فى حالات قرار التأمين الصحى أو «الكومسيون»، ونتحمل الثلث، وهناك الكثير من المرضى يتلقون الخدمة ويعجزون عن الدفع، وهو ما يشكل مديونية على الوحدة، لكننا فى النهاية نستطيع أن نتغلب على ذلك بالجهود الذاتية وغيرها من التبرعات، نحن نعمل بالخسارة ولم نحقق أرباحاً، خاصة أن ما يأتى للوحدة يدخل فى شراء أجهزة ومعدات جديدة، ولم نحقق مكاسب.
مبادرة "100 مليون صحة" مذهلة ولا ينكرها إلا جاحد.. ومنظومة التأمين الصحى الجديدة خطوة جيدة وعلى المواطنين حسن استغلالها
وكيف ترى المبادرة الرئاسية 100 مليون صحة للكشف عن فيروس سى؟
- أؤكد أن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى، 100 مليون صحة للكشف عن فيروس سى، تبعث على الإعجاب ومذهلة، لأن هذا لأول مرة يحدث فى التاريخ، أن تعالج شعباً بأكمله وتفحصه من مرض معين، خاصة أن هذا الفيروس كان يعتبر سُبة اجتماعية، فكنا نجد أى شخص ذاهب إلى الخارج يطلب منه أن يأتى بشهادة تؤكد أنه خال من فيروس سى، على اعتبار أنه مرض وبائى ومن الأمراض المستوطنة، لكن ما فعلته القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى ومواجهة هذا الخطر يعد جرأة وشجاعة، للحفاظ على صحة شعب بأكمله، وتم هذا بنجاح، والناس كلها تجاوبت، خاصة أنها كانت مجانية تماماً، ولم تكلف المواطن شيئاً، أنا واحد من الناس التى شاركت فى المبادرة، برغم أننى طبيب وأستاذ إلا أننى ساهمت بالمشاركة كنموذج وأن يكون لى شهادتى، وشجعت أفراد أسرتى على المشاركة، فهى مبادرة لا ينكرها إلا جاحد.
وما المبادرات الأخرى التى تطالب بإطلاقها على غرار 100 مليون صحة؟
- مبادرة الحفاظ على صحة المرأة، خاصة فى أمراض مثل سرطان الثدى، وفقدان السمع، وهناك عدة مبادرات تحتاج إلى اقتحام وجرأة وهو ما تفعله القيادة السياسية، وهى من أهم الإنجازات التى نرد بها على من يرددون بعض الأسئلة الساذجة «الفلوس بتروح فين؟»، الحقيقة إنها بتروح فى مثل هذه المبادرات لأنها مكلفة للغاية، كما أننا عندما نخرج بمبادرة 100 مليون صحة إلى أفريقيا أيضاً فهو أمر مهم جداً، فمصر لها مكانة كبيرة عبر التاريخ، أما عن «الحالات الحرجة»، فأتمنى بعد أن أصبحت متداخلة مع كل التخصصات أن يكون هناك مزيد من التعاون والتدريب المتبادل للأطباء، وهو ما نحاول تعميمه، دون أن تحدث هيمنة من تخصص على تخصص آخر، والخطوة التى يمكن أن تتخذها الدولة هى دعم الخدمات العاجلة، وتأهيل وحدات الرعاية المركزة وعدم النظر إليها على أنها وحدات إنعاش فقط.
وما تقييمك لمنظومة التأمين الصحى الجديدة؟
- خطوة جيدة، ولكنها حتماً ستواجهها صعوبات، لأنها تحتاج إلى ميزانية كبيرة جداً، فنحن فى معدل الصعود لأننا فى محاولات تجريبية، بدأناها ببورسعيد، لكن لا بد أيضاً أن يكون هناك تعاون من قبل المواطنين، ولا يستفيد من المنظومة غير المستحق، حتى لا يأخذ فرصة غيره، وعلى الناس ألا تسىء استخدام هذه المنظومة حتى تستفيد بأقصى درجة ممكنة حتى ولو على حساب المشروع، فمنظومة التأمين الصحى سيجد المريض الرعاية العاجلة فى الطوارئ بشكل جيد، وأتوسم أن تنجح المنظومة وهى ستأخذ سنوات.