"الإفتاء" تفند حقوق الطفل في الإسلام

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسي

"الإفتاء" تفند حقوق الطفل في الإسلام

"الإفتاء" تفند حقوق الطفل في الإسلام

جعل الفقه الإسلامي تشريعات الأسرة نصب أعين الائمة الكبار، وعلى رأس تلك التشريعات حقوق الطفل.

ونشرت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي تقريرا يحمل عنوان "حقوق الطفل في الإسلام".

وقالت الدار في تقريرها: "للطفل في الإسلام حقوقا وواجبات، وكل ما يؤدي مصلحة للطفل ويدفع عنه مفسدة فهو حق له، ومن ذلك الإعتداء عليه بالايذاء فالأصل في الشرع حرمة الإيذاء بكل صوره وأشكاله؛ وقد أكد الفقهاء على هذا المعنى؛ فالضرب في هذه الأيام خرجت الان عن هذه المعاني التربوية، وأصبحت في أغلب صورها وسيلة للعقاب البدني المبرح بل والانتقام أحيانا، وهذا محرم بلا خلاف". 

وأوضحت أن العلماء قالوا إن "ضرب الصبي لا يجوز أن يكون بالسوط والعصا ونحوهما، بل يكون باليد فقط تعبيرا عن اللوم وإظهارا للعتاب، ولا يجوز أن يكون بقصد الانتقام بل التأديب، ونصوا على أنه يجب عليه أن يتقي المقاتل ويبتعد عن الأماكن الحساسة التي يشعر الضرب فيها بالمهانة، كالوجه والرأس والنحر والفرج والقفا؛ ولا يجوز أن يكون الضرب مبرحا ولا مدميا ولا مؤذيا، كما نص بعض الفقهاء على أنه لا تجوز الزيادة على ثلاث ضربات؛ لما روي أن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال لمرداس المعلم: «إياك أن تضرب فوق الثلاث؛ فإنك إن ضربت فوق ثلاث اقتص الله منك".

تابعت: "الطفل في الإسلام له حقوق لا ينبغي للاباء أن يفرطوا فيها، وبعض هذه الحقوق من الواجبات، وبعضها من السنن والاداب، وينبغي إعطاء هذه الحقوق للأبناء حتى يؤدي الأب ما افترض الله عليه، ويترك في الدنيا ولدا صالحا يدعو له، كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عند أبي نعيم في "الحلية" أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: «حق الولد على والده أن يحسن اسمه، ويعلمه الكتاب، ويزوجه إن أدرك.

ولذلك ينبغي اختيار الزوجة اختيارا دقيقا؛ لأنها عنصر أساسي في تربية الولد؛ روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: «تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك»، وروى الترمذي عن أبي حاتم المزني قال: قال صلى الله عليه واله وسلم: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد كبير.

من حقوق الطفل: أن يغرس فيه الإيمان بالله، ورسله، وكتبه، واليوم الاخر، حتى يتربى على عقيدة صحيحة، ويعد حفظ الدين، وتعليم قواعد الإيمان، والتدريب على عبادة الله وطاعته، والتخلق بالأخلاق الكريمة والسلوك الحسن، وتأسيس تعظيم الله عز وجل، ومحبة رسوله صلى الله عليه واله وسلم في نفوس الأطفال: كل ذلك من أشد حقوق الأطفال على الوالدين، وهو مما يسعد به الأطفال والوالدان في الدنيا والاخرة؛ قال تعالى: ﴿يا أيها الذين امنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة﴾.

من حق الطفل على والديه- وجوبا- تأديبه وتربيته؛ لأن إهمال هذا الحق يؤدي إلى فساد الطفل وضياعه عند الكبر، ولذلك روى الترمذي عن سعيد بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: «ما نحل والد ولدا من نحل أفضل من أدب حسن»، وقد كان النبي صلى الله عليه واله وسلم يعلم الصغار ويؤدبهم بلطف ولين؛ ففي "الصحيحين" عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن الحسن بن علي رضي الله عنهما أخذ تمرة من تمر الصدقة وجعلها في فيه، فقال له النبي صلى الله عليه واله وسلم: «كخ كخ» ليطرحها، ثم قال: «أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة».

وللطفل الحق في الحضانة، والحضانة هي تربية الطفل في المدة التي لا يستغني فيها عن أمه، فالأم لها الحق في حضانة الطفل في هذه الفترة؛ يدل على ذلك ما رواه أبو داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن امرأة قالت: يا رسول الله، إن ابني هذا كان بطني له وعاء، وثديي له سقاء، وحجري له حواء، وإن أباه طلقني، وأراد أن ينتزعه مني، فقال لها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: «أنت أحق به ما لم تنكحي».

وله الحق في النفقة عليه حتى يبلغ، فألزم النبي صلى الله عليه واله وسلم والد الطفل بالإنفاق عليه؛ ففيما روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال: «اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول».

وله الحق في الإرث إذا انفصل عن أمه حيا؛ فقد روى أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: «إذا استهل المولود ورث».

وللطفل اليتيم الحق في الحفاظ على ماله، وهذا الحق منوط بكفلاء اليتامى والأولياء والأوصياء على اليتامى، فيحفظونها عليهم ويسلمونها لهم عند رشدهم؛ قال تعالى: ﴿وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن انستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم﴾. 

وروى النسائي في "السنن الكبرى" وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال: «اللهم إني أحرج على حق الضعيفين: اليتيم، والمرأة»، وهذا اليتيم له حق الرعاية الاجتماعية؛ فيجب على الدولة ومؤسسات المجتمع كفايته والعناية به؛ فروى الترمذي وأبو داود عن سهل الساعدي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه واله وسلم: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا»، وأشار بأصبعه السبابة والوسطى".


مواضيع متعلقة