منتج الخزف ينافس الصيني بـ"الفخار": لو مش هتشتريه للاستخدام خليه للذكرى

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

منتج الخزف ينافس الصيني بـ"الفخار": لو مش هتشتريه للاستخدام خليه للذكرى

منتج الخزف ينافس الصيني بـ"الفخار": لو مش هتشتريه للاستخدام خليه للذكرى

أرهقته الأيام وأتعبه الزمان، ولكنه قرر أن يشارك بمنتجاته فى معرض «تراثنا» بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس فى الفترة من ٢ حتى ٦ أكتوبر الحالى، تحت رعاية رئيس الجمهورية بالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات، فهو الذى يعتبر مشاركته واجباً وطنياً ودفاعاً شرعياً عن مهنة أوشكت على الانقراض، وإشارة مهمة لكل من أراد التعرف على فن الخزف والصناعات الفخارية بأن المهنة لا تزال على قيد الحياة، وأن التطور التكنولوجى لم يقتلها، وإنما طغى عليها قليلاً فقط، ولكن جاء يوم نصرتها وإعادة أمجاد مهنة الأجداد.

بمجرد الدخول إلى المعرض تجده واقفاً يشرح للزائرين ماهية المنتجات الخزفية.. فوزى غنيم من أبناء مدينة أشمون بمحافظة المنوفية، بلغ الستين، وقضى عمره ذلك فى صناعة الفخار، تلك المهنة التى ورثها أباً عن جد، وقرر أن يعلمها للأبناء والأحفاد: «المهنة ماتت وتعليمات السيد الرئيس هى اللى هتحييها من تانى ومتأكد إننا هنرجع تانى لوضعنا زمان والكل يشترى منتجاتنا، واللى مش هيشتريها للاستخدام يشتريها للذكرى».

"غنيم": "مشكلتنا كانت التسويق واتحلت بالمعرض ده.. وتعليمات الريّس هترجع الناس يشتروا منتجاتنا تانى"

يقول «غنيم» إن أبناء قريته جميعهم يعملون بهذه الصناعة التى عانت لعقود طويلة من الإهمال والتهميش: «جاى المعرض أمثل قريتى بأكملها، وأتمنى منتجاتنا تعجب الزوار، ونكون سعداء الحظ لو ربنا كرم بحد يمد إيده لينا ويصدر شغلنا بره»، مؤكداً أنه يسعى ومن معه من صانعى الخزف إلى محاولة إحياء المهنة التى انقرضت: «مشكلتنا هى التسويق، والمعرض فتح لنا باب ماكناش نحلم بيه، لأن بقى عندنا مكان نعرض فيه شغلنا ومنتجاتنا، وكل ده من غير ولا مليم، وبعد ما كنا بنعرض فى الأسواق بقينا ندخل معارض دولية».

يحرص صانع الخزف على المشاركة فى المعارض التى تنظمها الدولة: «منتجى فقير ورخيص، يعنى مستحيل كنت أقدر أفرش فى المعرض ده، اللى المتر فيه ممكن يوصل ٥٠٠٠ جنيه، لكن الجهاز وفر لنا المكان وبالمجان، وده هيسهل علينا عملية التسويق».

مهنة صناعة الخزف ومنتجات الفخار تعانى من الكثير من المشكلات أبرزها غياب الصنّاع المهرة، إلى جانب إدخال بعض الأدوات المستحدثة عليها والتى أدت إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج وقلة الطلب عليها، ما دفع كثيرين إلى هجرها: «تكاليف الإنتاج زادت، زمان كنا بنشتغل شغل بلدى، الفرن بيكون من الطين والحرق بيكون من مخلفات الفلاح، قش وحطب وغيره، وده كان تكلفته قليلة والمكسب بيرضينا، لكن دلوقتى كله بقى غاز، يعنى تكلفة عالية، ده غير أسعار المواد الخام نفسها، كل دى عوامل أجبرت ناس كتير إنها تسيب المهنة».

وعن التجهيزات ليوم الافتتاح، يقول «غنيم» إنه يشعر بسعادة غامرة وهو يضع منتجاته لأول مرة داخل المعرض.

على أرفف خشبية ألوانها زاهية وضع العجوز بضاعته بترتيب جذاب، فتعمد وضع نافورة مياه مصنوعة من الفخار أمام الركن الخاص به، فربما تساعده الفكرة على جذب كل من يهوى الصناعات الفخارية: «عندى قلل مشهورة جداً وناس كتير من بره بتطلبها، عندى كمان أدوات طبخ كاملة من أول البرام، وهو إناء فخارى يوضع بداخله الأرز، لحد الزير الضخم لشرب الميه، موجود كمان أطقم حلل»، وعن الأسعار يؤكد أنها فى متناول الجميع: «بتبدأ من ٥ جنيه لحد ١٥٠، وعندى أمل فى اللى جاى، وبعد الاهتمام بينا بدأت أحس إن بكرة هيكون بتاعنا».


مواضيع متعلقة