اللى مالوش ضهر يتسند على عبدالحليم حافظ: شايل كتير.. وهفضل أشتغل لحد ما أموت

اللى مالوش ضهر يتسند على عبدالحليم حافظ: شايل كتير.. وهفضل أشتغل لحد ما أموت
على الرغم من تشابه اسمه مع اسم العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، فإنه لم يكن له نفس حظه من الشهرة أو السعادة، «بائع بطيخ» فى أحد أسواق منطقة شبرا هو عمله الذى يحصل من خلاله على قوت يومه، ويوفر المال اللازم لعمليات زوجته المريضة، إلى جانب تقديم بعض المساعدات لأبنائه.
يسكن «عبدالحليم» فى عزبة أولاد علام فى الدقى، مع زوجته منذ أكثر من 45 عاماً، يراها «الدنيا والآخرة» بالنسبة له، لذا عندما مرضت كان الأمر بالنسبة له كارثة، لم يقو على احتمالها سوى بالمزيد من العمل لتوفير المال المناسب لإجراء أكثر من عملية، بالإضافة إلى شراء الأدوية المطلوبة: «على الرغم من أن الصيت عن العاملين فى مجال بيع الفاكهة، أنهم أغنيا، وبيلعبوا بالفلوس لعب، إلا إنى مكنتش منهم للأسف، كنت محوش شوية فلوس على جنب علشان لو حبيت أقعد فى البيت بعد جواز العيال وأستريح من البهدلة والمرمطة، لكن بعد مرض زوجتى، خلانى صرفت كل اللى كنت محوشه عليها فى الجرى على المستشفيات والعمليات وتقديم طلبات للعلاج على نفقة الدولة».
حاول الحصول على معاش ولكن لم يفلح فاستمر فى العمل رغم تعبه
يبلغ «عبدالحليم» 68 عاماً، ومع كل تجعيدة يرسمها على وجهه، كان يختبر مسئولية جديدة فى الحياة، خصوصاً بعد تجاوزه الـ60 عاماً: «لما وصلت الـ60، رحت وزارة التضامن، وطالبت بمعاش، وكان عندى أمل أنهم يوافقوا، علشان أرتاح فى البيت شوية، خصوصاً أن زمان كنت بشتغل فى المعمار ومتأمن عليا، لكن لما حصلت لى حادثة، بقيت أدفع التأمينات مرة ومرة، والنتيجة أنهم رفضوا أن يطلعوا لى أى معاش، وأدركت وقتها أن الشقا اتكتب عليّا، رغم أنى كبرت فى السن، وزى أى واحد محتاج أرتاح، خصوصا بعم ما جوزت ولادى التلاتة».
يصمت «عبدالحليم» للحظات، ثم تنقبض ملامحه وهو يحكى خبر استقباله لمرض زوجته بالضغط والسكر والصدر والروماتيزم والقلب: «ساعتها عاهدت نفسى إنى هأفضل اشتغل لغاية آخر نفس فى عمرى، علشان بس أقدر أوفر لها العلاج المناسب، والأدوية اللى هيا عايزاها، أصل هى استحملت معايا كتير، وشافت أيام ما يعلم بيها إلا ربنا، فجازتها إنى أراعيها لما تكبر، ولما لقيت فلوس العمليات المطلوبة زى عملية القسطرة أكبر من ميزانيتى بقيت أجرى فى كل مكان فى وزارة الصحة علشان أطلع لها قرار على نفقة الدولة، أصل أنا بتكسف أطلب حاجة من ولادى».
لم يتوقف «عبدالحليم» لحظة عن تقديم المساعدات لأبنائه، فابنه الصغير الذى يعمل ديلفرى، ترك العمل مؤخراً، ولم يعد قادراً على دفع الإيجار خصوصاً أنه متزوج وعنده طفلان، فكان الحل من وجهة نظره أن يأتى ابنه وزوجته وأبناؤه للإقامة معه مرة أخرى، رغم أن سكن عبدالحليم عبارة عن «أوضتين»: «أنا كان نفسى أديله مبلغ يقدر يساعد بيه نفسه، لكن ما باليد حيلة، كل اللى قدرت أعمله، أنى أطلب منه أنه ييجى يعيش معايا، وأهى لقمة هنية تكفى مية، والحمد لله أنه كان مكفى بيته وولاده فترة، أن الواحد يلاقى لقمة العيش دلوقتى مش بسهولة، وأنا كأب دورى مش بس بيقف على الصرف، لأ ده أنا عمود البيت، اللى الكل المفروض يتسند عليه، وقت حاجته».