نشأت الديهي: حوارى مع "جولن" سيؤثر على شعبية "أردوغان".. والمقابلة مكافأة من الله

كتب: أحمد حسين صوان

نشأت الديهي: حوارى مع "جولن" سيؤثر على شعبية "أردوغان".. والمقابلة مكافأة من الله

نشأت الديهي: حوارى مع "جولن" سيؤثر على شعبية "أردوغان".. والمقابلة مكافأة من الله

أثار الحوار المهم الذى أجراه الإعلامى نشأت الديهى، مُقدم برنامج «بالورقة والقلم» عبر قناة «TeN»، مع المعارض التركى البارز فتح الله جولن، ردود فعل واسعة، وحقق انتشاراً كبيراً، حيث تطرق خلاله إلى الأوضاع المتطورة فى تركيا وسياسات الرئيس فيما يخص الشأن التركى، وكذلك سياساته تجاه القضايا الإقليمية مثل الوضع فى سوريا، وتحدث «الديهى» فى حواره لـ«الوطن» عن كواليس الحوار، وتفاصيل الإعداد له، حتى خروجه بذلك الشكل الناجح.. وإلى نص الحوار:

نشأت الديهى: سعيت لمقابلة المعارض التركى على مدار عامين.. ولم يحدد خطوطاً حمراء للحديث معه

ما أبرز كواليس الحوار مع المعارض التركى «جولن»؟

- سعيت لمقابلة فتح الله جولن، لمدة عامين ونصف العام تقريباً، وكنت أتواصل مع موظفى مكتبه وكذلك مع أصدقاء مُشتركين، لكن لم ننجح فى الوصول إليه طوال هذه المدة، لأسبابٍ بعضها سياسى، وأخرى صحية وأمنية، ومؤخراً كانت هناك مُبررات لنا بشأن تكثيف الاتصالات معه، لا سيما بعد كلمة الرئيس التركى فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتطاوله على مصر، إذ وافق مكتبه على إجراء المقابلة التليفزيونية، بينما يتوقف الأمر على حالته الصحية، إن كانت تسمح من عدمه، لكن فى كل الأحوال كان علينا الوجود فى مقر إقامته.

وماذا عن التحديات التى واجهتك خلال إجراء الحوار؟

- حصلت على الموافقة المبدئية، لإجراء الحوار، حيث لا توجد أى موانع سياسية، وجاءنى أحد أفراد مكتبه إلى مقر إقامتى فى «نيويورك»، ولم يُرسل لى العنوان لدواعٍ أمنية، إذ كانت هناك إجراءات مُكثفة وشديدة، فهو فى حماية المخابرات الأمريكية، وفور وصولى إلى المكان بعد ساعتين ونصف تقريباً، وجدته يُقيم داخل مزرعة كبيرة جداً، فى حضن الجبل، وهو مكان مكوّن من مبنى قديم، كان يملكه خلال فترة انتقالاته إلى أمريكا، ومبنى آخر جديد يتسم بالبساطة، فضلاً عن وجود مُصلَّى خاص وعدد كبير من المصاحف، ويغلب على المكان البساطة والنظافة، ولمست فيه الحب الشديد لمصر، وكان هناك ترحاب شديد وضيافة لائقة لنا.

وماذا عن تفاصيل اللقاء الأول مع فتح الله جولن؟

- انتظرته نحو ربع ساعة تقريباً، وفور دخولى عليه فى غرفته، وجدته ينتظرنى واقفاً، وكان مُصمماً أن أجلس على المقعد الخاص به، وأعتقد أنه مُجهز له طبياً، فقد قالى لى: «من الواجب إكرام ضيوفنا»، حيث تبادلنا أطراف الحديث خارج الإطار التليفزيونى، وتحدثنا عن مصر والأزهر الشريف وجماعة الإخوان الإرهابية وكذلك عن سياسات أردوغان والسلام العالمى بشكلٍ عام، حتى استأذنته فى بدء الحوار، بعدما سألته عن وجود أى محاذير أو خطوط حمراء، ليؤكد لى بأن أسأله فيما أشاء، وكان يستغفر الله طوال الوقت، حيث يبدو عليه التقوى والخوف من الله تعالى، ويتحدث من قلبه، فهو شخصية روحية أكثر منه زعيماً سياسياً.

كان يتحدث من قلبه ويستغفر الله طوال الوقت.. وحوارى سيؤثر على شعبية "أردوغان" بعد كشف مفاجأة أنه ليس من أصل تركى

تعتقد أن هذا الحوار له تأثير سلبى على أردوغان وشعبيته؟

- أعتقد أنه سيؤثر على شعبيته بشكلٍ كبير، حيث إن «جولن» تحدث عن 3 محاور، كانت بمثابة قنابل موقوتة، منها أن «أردوغان» ليس من أصل تركى، وأن قلبه لا يحمل سوى الحقد والحسد للجميع، لا سيما تجاه المواطنين الذين قدموا له مُساعدات قبل وصوله إلى الحكم، وأنه لا يقبل النصيحة من أحد ولا يرى إلا نفسه. وأعتقد أنه بات مهزوزاً بعد هذا الحوار، وستكون هناك تداعيات على الداخل التركى وكذلك حزب العدالة والتنمية، خلال الأيام القليلة المُقبلة.

المقابلة مكافأة من الله وخطوة كبيرة فى مشوارى الإعلامى.. والمنصات الإخوانية ستُقلل من قيمة الحوار وتتهم "جولن" بالخَرَف وتدافع عن الرئيس التركى

وما توقعك لردود فعل المنصات التابعة لجماعة الإخوان بعد هذا الحوار؟

- أتصور أن المنصات التابعة لـ«الإخوان» سوف تُقلل من قيمة الحوار، وحديثه، وسوف يتهمون «جولن» بالخرف، فهم لا يتحدثون بالمنطق، وهذه الجماعة «مسعورة»، كما أن «جولن» بالنسبة للأتراك قيمة أخلاقية شديدة، وأتوقع أن هذه المنصات سوف تُدافع وتبرر عن كون «أردوغان» ليس من أصل تركى، لكن سأواصل تفجير مفاجآت عدة فى برنامجى «بالورقة والقلم» عن هذا المحور بالتحديد، وأعتقد أن «جولن» قد رمى حجراً ضخماً فى بحيرة راكدة.

"جولن" شخصية روحية أكثر منه زعيماً سياسياً.. ويتمنى زيارة مصر فور تعافيه صحياً.. ووصف الرئيس "السيسى" بأنه "رجل بركة وصالح ويعمل لصالح شعبه"

وهل دعوت «جولن» لزيارة مصر؟

- بالتأكيد، دعوته لزيارة مصر، وهو وعدنى، لأنها بمثابة أمنية وحلم كبير له، وفور تعافيه صحياً سيزور القاهرة، كما أنه دعا للرئيس عبدالفتاح السيسى، ووصفه بأنه «رجل بركة وصالح ويخاف الله، ويعمل لصالح شعبه».

وماذا عن أبرز ردود الفعل التى تلقيتها بعد الحوار؟

- سعيد جداً بردود الفعل التى تلقيتها من كل دول العالم تقريباً، وأغلبها كان اتصالات مباشرة، من أمريكا وألمانيا، وكذلك من مواطنين من سوريا والعراق، وأغلبها رسائل مبهجة وأسعدتنى بشكلٍ كبير، لأنها من أشخاص شعرت بظلمٍ شديد من أردوغان، والحلقة كانت بمثابة برد وسلام على صدورهم جميعاً.

كيف تقيّم حوارك مع «جولن» من الناحية المهنية؟

- أعتبرها مكافأة من الله، وأنا راضٍ بشكلٍ كبير، لأننى كنت أرغب فى لقاء هذا الرجل، على المستوى المهنى والشخصى والسياسى والفكرى، وأعتبرها خطوة من أهم خطوات مشوارى الإعلامى، وبالتأكيد هناك انفرادات ضخمة خلال الحلقات المُقبلة.


مواضيع متعلقة