9 سنوات من الغياب.. السودان يعود لأحضان الأمم المتحدة "بالزغاريد"

كتب: عبدالرحمن قناوي

9 سنوات من الغياب.. السودان يعود لأحضان الأمم المتحدة "بالزغاريد"

9 سنوات من الغياب.. السودان يعود لأحضان الأمم المتحدة "بالزغاريد"

"السودان الجديد الذي يتبنى الحكم الرشيد والديمقراطية لا يشكل تهديدا لأي بلد في العالم".. كلمات خرجت من رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، بينما يقف على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والسبعين، ليعلن بها انتهاء قطيعة دامت منذ عام 2010، بين السودان والأمم المتحدة.

وكانت آخر مشاركة للسودان في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الخامسة والستين، لتدخل بعدها في عزلة بسبب سياسات الرئيس السابق عمر البشير التي أدت إلى إصدار مذكرة اعتقال دولية بحقه وعدد من أركان نظامه بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

لم تتوقف آثار سياسات البشير على القطيعة مع الأمم المتحدة بسبب مذكرة اعتقاله، بل وصلت إلى إدراج اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ليظل ملازمًا لها طوال عشرات السنين، في وقت أصر نظام البشير على اتباع سياسة أدت لمزيد من العزلة الدولية.

وفي عام 2017، فقد السودان، رفقة خمس دول أخرى من بينها ليبيا، حق التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب عدم سداد المستحقات السنوية، حيث تحتاج الدول الأعضاء إلى دفع مبلغ معين لتحتفظ بحق التصويت، ما لم يكن ذلك ناتجا عن ظروف خارجة عن إرادتها.

خطاب حمدوك التاريخي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في ظهوره الدولي الأول، طالب خلاله الولايات المتحدة الأمريكية برفع اسم بلاده من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وأكد على التزام الخرطوم بكل المواثيق الدولية واحترام المبادئ الأساسية للتعاون بين الشعوب وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، لافتا إلى أن "الحكومة الانتقالية بأن العلاقات بين الدول تبنى على المصلحة المشتركة".

السودانيات في الوفد الرسمي في الدورة الرابعة والسبعين لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة لم يتمالكن أنفسهن في اللحظة التاريخية التي صعد خلالها رئيس الوزراء على منصة الأمم المتحدة، واستقبلن خطابه بالزغاريد، في سابقة هي الأولى من نوعها، أن تتعالى وتنطلق أصوات الزغاريد في أروقة الأمم المتحدة.

وتكتسب مشاركة السودان أهمية خاصة تتاح من خلالها الفرصة لشرح التطورات الأخيرة والدور المأمول من المجتمع الدولي في دعم جهود السودان لترسيخ أسس الديمقراطية والسلام والاستقرار الاقتصادي والتنمية المستدامة وهي الأهداف التي يحرص وفد السودان على تحقيقها خلال مشاركته في هذه الدورة، التي تعلن عودة السودان للمجتمع الدولي.


مواضيع متعلقة