قيادي "فتح": "عبدالناصر" علَّم أفريقيا الثورة واعتبر القضية الفلسطينية "أمن قومي مصري"

كتب: سمر نبيه

قيادي "فتح": "عبدالناصر" علَّم أفريقيا الثورة واعتبر القضية الفلسطينية "أمن قومي مصري"

قيادي "فتح": "عبدالناصر" علَّم أفريقيا الثورة واعتبر القضية الفلسطينية "أمن قومي مصري"

قال الدكتور أيمن الرقب، القيادى بحركة فتح، أستاذ العلوم السياسية، إن حركة فتح من أكثر الفصائل الفلسطينية تأثراً بفكر الرئيس جمال عبدالناصر، خاصة أنه رعاها عند انطلاقها، وكان محتضناً لوجودها فى القاهرة، وساعد فى إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية، مشيراً إلى أن هناك شوارع فلسطينية كبيرة ما زالت تحمل اسم «عبدالناصر» وفاء له، علاوة على مدارس ومستشفى كبير فى خان يونس تأسس فى عهده، فى حين تُعقد الندوات فى ذكرى وفاته، فنعم الفلسطينيون فى عهده بالكثير.. إلى نص الحوار:

"الرقب": صاحب فكرة "منظمة التحرير".. وحركتنا الأقرب إلى الناصرية

هل تأثرت فلسطين بجمال عبدالناصر؟ وهل هناك فصيل سياسى متأثر به؟

- الزعيم جمال عبدالناصر، بالنسبة للفلسطينيين، كان رمزاً بمعنى الكلمة، فنجد الأجيال التى عاشت فى عهده والأجيال التالية لها تضع صور عبدالناصر فى منازلها، فقد كان له إسهامات فى إنشاء الحركة الوطنية الفلسطينية، فهو رعى حركة فتح، وكان محتضناً لها فى القاهرة، ودافع عنها عند انطلاقتها عام 1965، وساعد فى إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية وهو صاحب الفكرة، وساهم فى وجود اعتراف عربى بها، وبالتالى أصبح عبدالناصر، ليس فقط مقاتلاً قاتل فى الفلوجة دفاعاً عن فلسطين، وإنما اعتبر أن القضية الفلسطينية قضية أمن قومى مصرى، وحتى اليوم تعتبر القضية الفلسطينية قضية أمن قومى مصرى، وأول من تأثر بفكر جمال عبدالناصر فى فلسطين هو حركة فتح، ثم لاحقاً البعثيون فى سوريا والعراق، لكن حركة فتح كانت تعتبر جمال عبدالناصر وأفكاره جزءاً من الفكر العام الذى لا يتبنى أيديولوجية محددة، وإنما تبنى أيديولوجية الشعب والثورة، فقد رسخ المفاهيم الثورية من خلال رؤيته فى تشكيلات الثورة، ورؤيته لبناء المجتمع، وكتابه فلسفة الثورة، من الكتب الرئيسية التى كانت تُدرَّس فى حركة فتح، ونحن فى فلسطين فخورون به، وشاهدت بنفسى صوراً كبيرة معلقة بمقرات أحزاب كبيرة فى أفريقيا، منها الحزب الوطنى فى جنوب أفريقيا، وعندما سألتهم عنها، قال لى حينها رئيس الحزب، إن جمال عبدالناصر هو من علم كل أفريقيا الثورة، وبالتالى جمال عبدالناصر كان له الكثير من الإسهامات فى فلسطين وتحديداً بالنسبة لحركة فتح، ودعم الشهيد أبوعمار، وسهل له فترة طويلة خلال وجوده فى مصر، وتدخل عندما وقعت أحداث جرش وعجلون فى الأردن، وكان حراكه قبل أن يتوفى ببضعة أشهر لحماية الفلسطينيين، وكان له دور فى إقناع لبنان باستيعاب الفلسطينيين وإخراجهم من الأردن حقناً للدماء العربية، وهو من أسس لفكرة أن القضية الفلسطينية قضية أمن قومى مصر وعربى.

مدارس وشوارع ومستشفى فى خان يونس تحمل اسمه.. وصوره تزين بيوتنا جميعاً

ما المظاهر الباقية لوفاء الفلسطينيين لجمال عبدالناصر حتى اليوم؟

- هناك بعض المدارس التى تحمل اسم الرئيس الراحل، ويوجد مستشفى كبير تأسس فى عهده، فى خان يونس يحمل اسمه، وهناك شوارع أطلق عليها اسم «عبدالناصر»، ونادراً ما يوجد منزل بدون صورة الزعيم عبدالناصر، وفى منزلى على سبيل المثال هناك صورتان لعبدالناصر، حيث كان والدى متأثراً به، فقد كان رمزاً للحالة الثورية العربية، وأسس لمرحلة جديدة فى المنطقة ونشر فكراً ثورياً تحررياً، فترة عبدالناصر لم تقل عن الثورة الفرنسية فى أوروبا، لكن للأسف ظروف كثيرة من ضمنها احتلال إسرائيل لمصر، ونكسة 67، كان لها آثار كبيرة فى عدم انتشار الفكر الناصرى فى المنطقة، قرأت كثيراً من أفكار عبدالناصر، بعد انتصاره فى ثورة 52، وهى الانكماش للداخل وبناء مصر حديثة، لكن كانت عينه أيضاً على تحرير المنطقة من السرطان الذى وجد بها، لذلك تغيرت الرؤية بعد 67، كانت الرؤية بضرورة إنهاء احتلال إسرائيل لفلسطين، لأنه أدرك أن بناء الداخل لا بد أن يسبقه إنهاء احتلال إسرائيل.

هل هناك حرص فلسطينى على إحياء ذكرى ميلاد أو وفاة عبدالناصر؟

- فى ذكرى وفاته يتم تنظيم فعاليات لإحياء ذكراه، لأنه كان يوم نكبة لنا، فما سمعته عندما كنت طفلاً صغيراً حين وفاته فى فلسطين وقطاع غزة كان كبيراً، حيث خرج الناس يبكون حاملين نعوشاً رمزية، للمشاركة فى وداعه، وفى ذكرى وفاته تعقد ندوات للحديث عن مسيرته وتاريخه وما قدمه للفلسطينيين.


مواضيع متعلقة