مسئول في "الاتحاد اللبناني": وفاة "عبدالناصر" كانت انتكاسة للنضال العربي.. ولبنان اتشحت بالسواد

مسئول في "الاتحاد اللبناني": وفاة "عبدالناصر" كانت انتكاسة للنضال العربي.. ولبنان اتشحت بالسواد
قال الدكتور أحمد مرعى، نائب رئيس حزب الاتحاد العربى الاشتراكى، إن هناك 4 تشكيلات سياسية فى لبنان حتى الآن ما زالت تحمل لواء وأفكار الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وتحيى ذكرى وفاته سنوياً بالمهرجانات الشعبية، والندوات السياسية والفكرية، إضافة إلى الاحتفال بذكرى ثورة يوليو المصرية، لافتاً إلى أن الناصريين فى لبنان تيار عريض، والجماهير اللبنانية تفاعلت مع عبدالناصر ومشروعه التحررى.. إلى نص الحوار:
أحمد مرعى: مشروع "جمال" صان البلد من محاولات إلحاقه بالسياسات الغربية
كيف تأثر الشعب اللبنانى بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر؟
- لبنان الذى قاوم محاولات فك روابطه القومية عبر إنشاء ما يسمى بدولة لبنان الكبير، بقرار من الجنرال «غورو» عام 1920، ظل شديد التمسك بانتمائه العربى وتفاعله مع قضايا الأمة رداً على محاولات عزله عن محيطه العربى، وفصله عن سوريا، وإدخاله بالفلك الغربى، ومن هذا المنطلق تفاعل الشعب اللبنانى مع عبدالناصر ومشروعه التحررى، ورأت فيه القيادة العربية القادرة على صياغة مشروع وحدوى عربى، يُعيد للأمة تماسكها وينهى حالة الانقسام الذى فرضه الغرب دون إرادتها، فتفاعل اللبنانيون بكل أطيافهم مع معارك «جمال»، وناصروه فى العدوان الثلاثى، ومقاومته للتحالفات الأجنبية، وتأميمه قناة السويس، ومساندته ثورة الجزائر، ودفاعه عن القضية الفلسطينية، ورفض محاولات المساس بموقع ناصر وقيادته عقب عدوان 67، وكان أجمل تعبير عن حب الجماهير اللبنانية لـ«جمال» هو يوم رحيله فى سبتمبر عام 1970، حين هبت جموع الشعب اللبنانى فى مسيرات جنائزية عمت مختلف الدولة، واتشحت مدن بيروت وطرابلس وصيدا والبقاع بالسواد حزناً على غياب القائد العربى الكبير، الذى بادلته الحب بالوفاء لمسيرته القومية التى لن ينطفئ وهجها وتمثل المشروع الوحيد القادر على إعادة الأمة إلى نهضة تحررية مستقلة، تصون لبنان من محاولات إلحاقه بالسياسات الغربية.
أحزابنا تأثرت بفكره التحررى القومى.. ولدينا 4 تشكيلات سياسية تحمل لواءه حتى الآن
كيف تأثرت الأحزاب التى نشأت بأفكار «ناصر».. وهل حملت لواءه؟
- الأحزاب الوطنية فى لبنان تأثرت بـ«ناصر» وفكره التحررى، وانعكس هذا التأثر على مناهجها الفكرية، وأدخلت الفكر القومى كما حدده جمال عبدالناصر، فى صلب إيمانها العقائدى، واصطدمت بالقوى اللبنانية التى كانت تعمل تحت ولاءات غربية، وتريد أن يكون لبنان مناهضها للوحدة عام 1958، وحاولت ربط لبنان بمشروع «أيزنهاور»، والأحلاف الغربية، وأسقطت تلك الأحلاف، وتأثراً بـ«جمال» نشأت منذ الستينات من القرن الماضى، تشكيلات سياسية ناصرية تؤمن بالحرية والاشتراكية والوحدة التى بلورها النضال العربى تحت قيادته.
ما أهم تلك التشكيلات؟
- نشأت بالفعل عدة أحزاب وتشكيلات سياسية ناصرية، منها الطليعة العربية وهى التشكيل الناصرى الذى أنشأه جمال كإطار قومى وله فرع فى لبنان، لكن ظل عمله سرياً، وكلف الرئيس يوم ذاك الشئون العربية بمتابعته، ثم حركة الناصريين المستقلين المرابطين، وتحالف قوى الشعب العامل، ووحدة النضال العربى، والاتحاد الاشتراكى العربى.
والحقيقة أن التيار الناصرى عريض ومؤثر، وهو أفعل وأقوى من الأحزاب الناصرية التى لم تستطع تأطير هذا التيار، وفى هذا الصدد لا بد من الإشارة إلى العوامل العديدة التى ساهمت فى شرذمة التشكيلات الناصرية، خوفاً من حجم تيارها وما تحمله من مشروع تحررى عربى مستقل، وبدا أيضاً من الملاحظ أن القوى الناصرية افتقدت إلى دوره فى تدعيم حركة النضال العربى وأطرها التنظيمية، وبالمناسبة جرت عدة محاولات لتوحيد القوى الناصرية فى لبنان أبرزها فى أوائل 1970، ونجحت فى البداية، لكن سرعان ما دخلت عوامل عديدة وأفشلتها.
هل هناك تشكيلات مستمرة حتى الآن؟
- حتى الآن، هناك 4 تشكيلات ناصرية أساسية، هى حزب الاتحاد وهو امتداد للاتحاد الاشتراكى العربى، وله نائب فى البرلمان ووزير فى الحكومة الحالية، والتنظيم الشعبى الناصرى له أيضاً نائب فى البرلمان والمؤتمر الشعبى، وهو امتداد لاتحاد قوى الشعب العامل، والمرابطون، والاتحاد الاشتراكى العربى التنظيم الناصرى.