عضو "التفاوض": الملف سيبقى عالقاً لاختلاف المصالح

كتب: محمد حسن عامر

عضو "التفاوض": الملف سيبقى عالقاً لاختلاف المصالح

عضو "التفاوض": الملف سيبقى عالقاً لاختلاف المصالح

يرى فراس الخالدى، عضو هيئة التفاوض السورية، أن هناك تهدئة تمت فى «إدلب» لإفساح المجال أمام العملية السياسية بعد التوافق على تشكيل لجنة صياغة الدستور، مضيفاً، فى حوار عبر الهاتف لـ«الوطن» أن «ملف إدلب» سيبقى عالقاً لاختلاف المصالح والإرادات إلى جانب المنطقة الكردية. وحذر «الخالدى» من خطورة المضى قدماً فى أى عملية داخل المدينة، معتبراً أنها ستفجر صراعاً أقسى وأمر.

إلى أى مدى ستنعكس التفاهمات بشأن اللجنة الدستورية على الوضع فى «إدلب»؟

- أى انفراجة فى هذا المسار ستنعكس على الصعيدين العسكرى والميدانى، وأعتقد أن لدينا ثوابت عملية، وهى أن أطراف «إدلب» التى تخضع لاتفاق «أستانة» و«سوتشى»، تستطيع الدفع بالدوريات المشتركة التركية الروسية إلى بعض المناطق فى المدينة لتكون منطقة منزوعة السلاح الثقيل، وهى المنطقة من تلة الكبانة فى جبل الأكراد بالساحل السورى إلى «خان شيخون»، ولا أعرف هل سيكون هناك توجه للتصعيد واستخدام لهذه النقاط أم لا؟ لكنى أثق تماماً أنه تمت التهدئة فى تلك المنطقة لإفساح المجال للعملية السياسية.

 فراس الخالدى: أى تحرك عسكرى داخل المدينة سيفجر صراعاً أقسى وأمرّ

لكن هذا فى الوقت الحالى، ماذا عن مصير «إدلب» على المدى البعيد؟

- هناك ملفان عالقان فى الأزمة السورية نظراً لاختلاف المصالح والإرادات، «إدلب» والمنطقة الكردية، أى شمال شرق سوريا وشمال غربها، وفى حالة مضى أى طرف لتنفيذ ما يريده سواء فى شمال شرق أو شمال غرب، فإنه سيدخل فى صراع دولى. الوضع الحالى على الأرض سيئ فى سوريا، هناك 6 جيوش على الأرض، وهى جيوش مختلفة فى اللغة والشكل واللون والإرادة، وإذا تم الانطلاق نحو العملية السياسية، فإن أى حركة داخل «إدلب» ستفجر صراعاً أكبر وأقوى وأقسى وأمر فى سوريا.

وماذا عن الجانب الروسى فى هذه العملية؟

- الجانب الروسى إذا استمر فى عمليته فهو يضع نفسه فى مكان خطر جداً، لأن استمراره سيكون بمثابة استفزاز للشعور السنى وإهانته، ولا أظن أن الروس بحاجة لهذا الموضوع أو أن الروس يخططون لفتح صراع مع السنة. استمرار الاتجاه نحو «إدلب» بنفس الطريقة يعنى اتساع مساحة الأعداء على مستوى العالم بالنسبة للروس، لأن هزيمة السنة بهذا الشكل لن تجعل الأمور تسير بشكل جيد، إذا وضعنا فى الاعتبار الدعم الروسى لإيران فيبدو أنه داعم للمكون الشيعى والعلوى وتدخل فى صراع أوسع، ما يتسبب فى صراع «سورى - سورى» حقيقى طائفى غير موجود حتى اللحظة بالشكل الفج، وصراع مع روسيا فى مواجهة الإسلاميين، وهذا برأيى روسيا لا تريده، ولذلك شكل الصراع فى المرحلة المقبلة سيكون مختلفاً.

كيف سيكون مختلفاً برأيك؟

- هل سيدخل الأتراك لتطبيق ما اتفق عليه؟ لا أعرف، لكن الصراع سيكون مختلفاً.

ماذا عن الحكومة السورية الرسمية؟

- الحكومة تسعى حالياً لتعطيل العملية السياسية وإطالة أمدها وعدم الانخراط فيها، ونحن علمياً لسنا سذجاً، وندرك اليوم أن الذى استطاع أن يأخذ أكثر من 20 شهراً للتوافق حول تشكيل اللجنة الدستورية يمكن أن يأخذ 20 سنة للتوافق والتفكير فى مسألة الدستور فى شكله، ولكن خلال 20 شهراً ما استطاع انتزاع مسألة ترؤس اللجنة أو مسألة تعديل الدستور القائم أو كتابة دستور جديد، وهذا الأمر ليس انتصاراً لطرف على حساب آخر، وإنما نريد أن يستثمر ذلك لمصلحة الشعب السورى ولمصلحة سوريا من أى مكان كان.

ما رأيك فى حديث الحكومة عن إرجاء الخيار العسكرى بشأن «إدلب» لإتاحة المساحة للتوافق والتفاوض السلمى؟

- برأيى أن الحكومة السورية تدرك أن الخيار العسكرى هو الذى دمر البلاد، وهو الذى جلب الاحتلال إلى سوريا، كل ما أتمناه لعقلاء السلطة أن يصلوا لمرحلة العقلانية ويدخلوا فى عملية سياسية من أجل سوريا، وبالعكس يعملون على تذليل العقبات، لأن من يحمى أبناءهم هى سوريا الموحدة التى توفر الحقوق للجميع.


مواضيع متعلقة