مسئول سورى: سنستردها "سلماً أو حرباً"

مسئول سورى: سنستردها "سلماً أو حرباً"
شدد الدكتور عبدالقادر عزوز، المستشار الإعلامى للحكومة السورية، على أن استعادة الدولة السورية السيطرة على «إدلب» مسألة حيوية، سواء كان ذلك بمسار سلمى أو مسار عسكرى، ولفت، فى حوار لـ«الوطن»، إلى أن الحكومة السورية ترى فى الوقت الحالى أن هناك تفاهمات تجرى، وأنها تعطى فرصة لتلك التفاهمات.
"عزوز": هناك تفاهمات سلمية حالياً.. ونرى إعطاءها الفرصة قبل أن نتعامل عسكرياً
لماذا يبقى الوضع فى «إدلب» وكأنه مجمد رغم تأكيدات الجيش بضرورة استعادتها؟
- مما لا شك فيه أن الدولة السورية حريصة على استعادة «إدلب» بكافة الوسائل العسكرية والسلمية، لكن فى الوقت الحالى من الواضح أن هناك تفاهمات تجرى بشأن وضع «إدلب»، والحكومة السورية ترى فى الوقت الحالى ضرورة منح فرصة لإمكانية استعادة السيطرة على المدينة عبر مسار سلمى يقوم على الاتفاقيات والتسوية والتريث قليلاً فى المسار العسكرى، وأود التأكيد هنا على أن استعادة السيطرة على «إدلب» وإعادتها إلى سيطرة وسيادة الحكومة الشرعية فى سوريا هى مسألة حيوية ولا تنازل عنها على الإطلاق سلماً أو حرباً.
وهل للمسار التوافقى مؤشرات نجاح؟
- العملية السياسية بشكل عام على مستوى سوريا ككل ومستقبلها تشهد تقدماً ملحوظاً، خصوصاً عندما يتم الحديث عن اتفاق جرى بين «الأمم المتحدة» والحكومة السورية فى إطلاق أعمال اللجنة الدستورية، هذا من جهة. أما إذا كان المقصود ما يتعلق بـ«إدلب»، فإنها ليست عملية تسوية سياسية، وإنما هى تسوية على أساس موضوع وقف إطلاق النار، باعتبار أن الأمر الطبيعى فى المعركة فيما يتعلق بالإرهاب أن يتم دحر هذه العناصر الإرهابية واستعادة الأراضى التى كانت تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية وأن تعود للدولة وأن تفرض الدولة سيطرتها وهيبتها عليها، وبالتالى العملية السياسية والتسوية السياسية تشهد تقدماً من خلال ما ظهر عن اللجنة الدستورية.
ماذا عن وضع الفصائل الموجودة حالياً؟
- التنظيمات الإرهابية فى «إدلب» أصبحت معزولة فى آخر معاقلها وواقعة تحت الحصار وتم تطويقها من جميع الاتجاهات من الأطراف المعنية بالأزمة السورية، وهذا يأتى فى إطار الجهد الذى قامت به الدولة لعزل وحصار هذه الفصائل، وهذا أمر من شأنه تسهيل عملية التفاوض والتوافق بشأن «إدلب»، لأن الخيارات باتت محدودة لدى هذه الفصائل الإرهابية.
لكن كيف سيتم التعامل مع هذا الشتات من المقاتلين الذين تم تجميعهم فى «إدلب»؟
- كثير من هؤلاء الإرهابيين الأجانب ينتسبون إلى التنظيمات الأكثر تطرفاً والأكثر إرهاباً، مثل «القاعدة»، الذى تمثله فى سوريا جبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام وما يسمى بالحزب الإسلامى التركستانى وغيرهم، هؤلاء الإرهابيون الأجانب ترفض دولهم استقبالهم، وبالتالى فإن المعركة لو انطلقت عسكرياً، فإن هؤلاء مجرمون إرهابيون ومن حق الدولة السورية أن تحاكمهم وتقاضيهم على ما ارتكبوه واقترفوه من جرائم على أراضيها.
إلى أى مدى ترتبط التسوية بشأن «إدلب» بمسألة إقامة منطقة آمنة تريدها تركيا بالتفاهم مع أمريكا؟
- الدولة السورية لا تعترف بأى اتفاق بين تركيا وأمريكا، فهى قوى احتلالية ولا يحق لها أن تبرم أى اتفاق يدخل ضمن أعمال السيادة السورية، فى الوقت ذاته، فإن «إدلب» بالنسبة لنا هى مكان تجمع فيه الإرهابيون من كل أصقاع الأرض من جهة، وهؤلاء تلقوا دعماً من كثيرين، خصوصاً من الجانب التركى تسليحاً وتدريباً ومعلومات ودعماً فنياً ولوجيستياً. ومشروع المنطقة الآمنة مشروع احتلال مرفوض، ومن حقنا مواجهته بكل السبل المشروعة كغزو واحتلال بما يقره القانون الدولى، وبالتالى «إدلب» شىء والمنطقة الآمنة شىء آخر.
متى يمكن القول إن الحكومة السورية يمكنها الذهاب إلى عمل عسكرى؟
- كما قلت إن مسألة عودة المدينة إلى سيطرة الحكومة الشرعية مسألة حيوية لا تراجع عنها، لكننا نرى حالياً توافقات ونود أن نعطيها الفرصة، وعلى أى حال الدولة السورية لن تلجأ للعمل العسكرى إلا عندما تفقد الأمل نهائياً فى مسار التوافق السلمى.