م الآخر| حرب الشطرنج .. ليست مجرَّد لعبة

كتب: علي الحبيب بوخريص

 م الآخر| حرب الشطرنج .. ليست مجرَّد لعبة

م الآخر| حرب الشطرنج .. ليست مجرَّد لعبة

في لعبة حرب الشطرنج، لا الملك فيها يحكم ولا الوزير ولا حتى الأحصنة والبيادق، فكل ما يحرِّك لعبة حرب الشطرنج هي أجسام ساكنة بعقول كثيرة الحركة، وكل من بداخل اللعبة هم عبارة عن أدوات متحرِّكة مستخدمة لتنفيذ تعليمات مُحكَمَة من تلك العقول المدمِّرة. غريب أمر هذه اللعبة، لنتمعَّن فيها قليلا، ونحللها: - كل هذه الأدوات المستخدمة في لعبة الشطرنج لا تستطيع مخالفة العقول الجالسة التي تحركهم، وكل الأدوات تنفِّذ كل مخططات تلك العقول، بدون أدنى تفكير حيال صحَّتها من عدمه، ثم نصل في نهاية المطاف إلى "كش ملك" في أحد طرفي الحرب، وكل ذلك طبعا يكون بعد خسائر كثيرة ووخيمة تخسرها المملكتين، بيادق وأحصنة وكل القلعة في هاوية "كش ملك". سأنتقل بك عزيزي القارئ إلى فرضيَّة أريدك أن تنتبه إليها جيِّدًا، وتأكَّد أنَّها مُجرَّد فرضيَّة، لنفترض أن هناك أشخاص حاولوا تنفيذ قواعد لعبة حرب الشطرنج على الواقع بين شعب واحد.. كيف سيكون الموقف عليك؟، حينئذ ستكون مخيَّرًا والخيار سيكون على حسب فهمك وإدراكك للموقف، وهناك من لن يفهمها حين محاولة تنفيذها، فنحن نعلم دائما أن هناك ضحايا للجهل، كما أن هناك ضحايا للعلم أيضًا.. وهذا ما لا أتمنى حدوثه حقيقة. لننتقل إلى اختيارك في حالة أنك أدركت جزءًا من الموقف، ماذا سيكون اختيارك؟، هل ستُشارك في تلك اللعبة كبيدق في قلعة وهميَّة أو وزيرًا تحت أمر عقل يجلس على كرسي ويمليك الأوامر، أو أن تفهمها قبل حدوثها لتكون قارئا مفكِّرًا مناقضًا لقوانين تلك اللعبة الحربيَّة القذرة؟، عن نفسي أفضل أن نفهمها لكي لا نكون مشاركين فيها عند قيام أحدهم بمحاولة تنفيذها على أرض الواقع بين شعبٍ واحدٍ أو شعبين لمصالح لا نعلمها، وعن نفسي أفضِّل أن نكون قرَّاءً مُفكِّرين نناقض كل قوانين تلك اللعبة الحربيَّة القذرة، وأن نحرص على أن لا نشارك فيها ولو برتبة ملك مزيف، فعندها سنهوِي بكل المملكة ببيادقها وأحصنتها ووزرائها إلى الهاوية جرَّاء فكر ليس لنا سنطبِّقه ونأخذ تعليماته من شخص جالس يحتكر كل شيء، ويحتسي قدحًا من الجعة، فبمجرَّد أن أحدنا رضي بذاك التتويج المزيف لمنصب الملك أو الرئيس في لعبة حرب الشطرنج سنكون عندها تبَّعًا ببيادق وكل محتويات المملكة أو الدولة. لكن لنتمهل قليلا فهناك احتمالية حدوث أمر عظيم إذا حدث فستؤسَّس دولة أو مملكة قويَّة غير قابلة للتفكك والانهيار، ولن يستطيع أي دخيل أن يدخل عليهم بفكر تلك اللعبة القذرة لينفذه بِهم عليهم، الأمر العظيم هو أن يعي كل سكان الدولة أو المملكة الواحدة بنظمها وقياديها وعوامها وخواصها ومفكريها وطلابها ومتعلِّميها وكافة شرائحها أن المبدأ الأساسي للرُّقي هو (الشورى)، وأن الإسلام أساس العلم والعلم يعتمد على التشاور والحوار وهما ما يصلح ويثمر، والرأي الواحد المفرد لا يصلح ولا يثمر وهو أساس الجهل وأساس أي دخيل يريد تفكيكهم من الداخل, فليعوا تمامًا عند خروج رأي مفرد جبري بينهم فما هو إلا دخيل عميل يريد البدء بتنفيذ لعبة حرب الشطرنج القذرة داخل تلك الدولة أو المملكة، وحين القضاء على الرأي المفرد بين الشعب الواحد بأن تعزَّز القراءة والثقافة بداخله لتوسيع المدارك والفهم, سيكون الناتج حينئذ: (حصن منيع سيجده الدخلاء حين مجرَّد تفكيرهم باستغلال نقطة الجهل بين الشعوب لاستخدامهم في مصالحهم فهم ببساطة لن يجدوا تلك النقطة). تلك النقطة التي وإن أصفها فلن أجد وصفا يليق بخطورة تلك النقطة إلا أن أشبِّهها بثقب الأوزون الذي يهدد غلاف الأرض الجوي,، فحافظوا على غلافكم الفكري يا دول و يا شعوب وإياكم أن يخترقها بعض الإمَّعة بمخططاتهم ممن يظنُّون أنفسهم أذكياء وهم أساس الجهل. رسالتي: ( إذا وجدت نفسك في معمعة لعبة الشطرنج، فاختر أن تكونَ قارئا ومُفكِّرًا ومناقضا لقوانين تلك اللعبة القذرة .. على أن تكون بيدَقًا أو حصانًا أو ملكًا مزيفا داخل تلك اللعبة الحربيَّة القذرة ). وتأكَّد دائما أن الإسلام يكشف ويناقض كل الجهل والتفكك والرأي المفرد، فأول كلمة نزلت في القرآن الكريم كانت (اقرأ)، وقال تعالى ( وأمرهم شورى بينهم ), وقال تعالى ( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء ). ونصلِّي ونسلم على من أمرنا الله بالصلاة عليه فقال تعالى ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ). اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين, والحمد لله على نعمة الإسلام. _____________________________________________________________ (ملحوظة: الآراء المنشورة في قسم "م الآخر" لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع وجريدة "الوطن"، وإنما تعبر عن آراء أصحابها)