الحياة تعود إلى شارع الصحة فى المطرية بعد القضاء على "الشقة الملعونة"

الحياة تعود إلى شارع الصحة فى المطرية بعد القضاء على "الشقة الملعونة"
«نوافذ مُحطمة، وآثار الطلقات النارية محفورة فى جدران المبنى من الخارج، وتحديداً فى الطابق الثانى «الشقة الملعونة» من العقار المكون من أربعة طوابق بشارع الصحة فى المطرية، آثار النيران كست المبنى من الخارج باللون الأسود، بعد تبادل كثيف لإطلاق النار بين قوات الجيش والشرطة من ناحية ومجموعة إرهابية داخل المبنى من ناحية أخرى مساء 19 من الشهر الحالى.
الحياة عادت إلى طبيعتها فى الشارع بعد مرور يومين على الواقعة، ومعها حركة البيع والشراء فى المحلات التجارية خاصة مكتبة «أبوأشرف» الواقعة أسفل العقار المقصود، وبدأت فى استقبال أولياء الأمور والطلاب مع بداية العام الدراسى، وعاد ضجيج سيارات الميكروباص والتوك توك إلى الشارع من جديد، لكن أفراد الأمن «جيش وشرطة» ما زالوا متمركزين أسفل العقار.
"إسلام": "محدش شك فيهم"
على الجهة المقابلة للعقار وقف إسلام صبحى، 26 عاماً، أحد سكان المنطقة فى الشارع المجاور للمنزل المشئوم، ينظر إلى آثار الهجوم، وقال: «المطرية معروفة إنها مليانة إخوان بس كلهم جيراننا وعمرنا ما شُفنا الكلام ده هنا ولا عمر حد هنا كان مُسلح»، مضيفاً: «إحدى الشقق فى الطابق الثانى كان بها 4 أفراد من الشباب، وكانوا مش بيختلطوا بحد، وكان لبسهم عادى زيّنا، ومحدش فيهم بدقن خالص، عشان كده محدش شك فيهم».
وأكد «إسلام» أن الخطأ الأكبر كان من جانب صاحب الشقة الذى أجرها لهم دون التحرى عنهم، متابعاً بنبرة غاضبة: «المفروض ده يحصل مع أى حد عاوز يأجر شقة فى أى مكان، لأن محدش كان يعرف الناس دى جت منين»، وأشاد الشاب العشرينى بجهود قوات الأمن فى تعقب العناصر الإرهابية ومهاجمتهم لتخليص المنطقة منهم.
وقال «إسلام» إن يوم الهجوم بدأ بحركة غريبة فى الشارع من قبَل قوات الأمن الساعة 5 مساء، وعقب مرور بضع ساعات قامت قوات الأمن بتحذير الجميع بالبقاء داخل المنازل، مع إخلاء العقار المقصود من السكان، عدا شقة الإرهابيين، مضيفاً: «محدش فينا فاهم حاجة، وبعد الإخلاء الإرهابيين حسوا بالموضوع وهما اللى بدأوا ضرب النار واستمر لحد الفجر تقريباً».
رجل خمسينى: "لو عرفنا قبل الشرطة كنا علقناهم"
وقريباً من العقار جلس رجل خمسينى أمام محل يمتلكه، رافضاً ذكر اسمه، وقال: «كانوا أكتر من واحد فى الشقة، لكن اللى كنا بنشوفه فيهم كتير شاب عشرينى وبيوصل البيت فى أوقات مختلفة ومش كل يوم»، مؤكداً أنه اعتقد أن هذا الشاب يسكن فى الشقة التى يتم تأجيرها إلى بعض المغتربين العاملين بشركة الكهرباء، ولكن الحقيقة كانت عكس ذلك وكان يسكن فى الشقة المغلقة منذ فترة بعيدة، وأصحابها سافروا إلى دولة الكويت منذ سنوات، وتابع: «الشيش بتاع الشقة دى عمره ما اتفتح خالص بقاله سنين طويلة».
وأضاف: «لو كنا عرفنا قبل الشرطة الموضوع ده كنا علقناهم ومكناش هنعتقهم خالص، وبعد كده نبلغ الشرطة تيجى تشوفهم متعلقين وتطلع هى تفتش الشقة»، جملة قالها الرجل بصوت مرتفع، مؤكداً أنها المرة الأولى التى يحدث بها مثل هذه الواقعة فى المنطقة، واستطاعت قوات الأمن القضاء عليهم والكشف عن كميات كبيرة من الأسلحة المختلفة كانت موجودة داخل الشقة، متابعاً: «محدش يقدر يتخيل كانوا هيعملوا فينا إيه بالأسلحة دى».