"رُب إصابة نافعة".. محمود بطل سباحة ونجم كرة بـ"قدم واحدة"

"رُب إصابة نافعة".. محمود بطل سباحة ونجم كرة بـ"قدم واحدة"
- قدرات خاصة
- ذوي الاحتياجات الخاصة
- بطولات ذوي الاحتياجات
- مسابقة أسبوع شباب الجامعات
- أسبوع شباب الجامعات
- محمود عبد الحميد
- قدرات خاصة
- ذوي الاحتياجات الخاصة
- بطولات ذوي الاحتياجات
- مسابقة أسبوع شباب الجامعات
- أسبوع شباب الجامعات
- محمود عبد الحميد
"مفيش عجز هيوقفني".. تعبير جاء على لسان محمود عبد الحميد، ويظن الكثيرون للوهلة الأولى أنه يحمل المبالغة، لكن التغير الذي حدث في حياته بعد تعرضه لحادث أدى لبتر قدمه، هو ما يجعله يشعر بحالة رضا وأنه وجد الكثير من العوض في إنجاز رياضي ودراسي وروحاني بالإضافة إلى دعم الأصدقاء والعائلة.
محمود عبد الحميد، 22 سنة، المقيم بناهية في الجيزة، والذي اتخذ منذ صغره من السباحة هواية، لكن حادث سيارة منذ 6 سنوات أدى إلى بتر ساقه اليمنى، جعله يظن أن حياته قد انتهت ولن تعود إلى طبيعتها، ففي البداية وجد في الحركة باستخدام عكازين أمرا مرهقا، كما اعتقد أنه لا سبيل للعب كرة القدم فضلا عن النزول إلى حمام السباحة، "فجأة كل حاجة شوفتها صعبة ومش هعرف اعملها وخصوصا لما كان فيه مشاكل في البتر ودخلت العمليات مرتين علشان نصلح أول عملية.. فضلت 8 شهور مش بعمل حاجة غير العمليات"، وذلك بحسب محمود في حديثه لـ"الوطن".
محمود: فكرت الإعاقة هتوقفني بس كملت أحسن من الأول
صدفة جمعت الشاب العشريني بصديق تحدث أمامه عن مسابقة أسبوع الجامعات الرياضية لذوي الاحتياجات الخاصة، مقترحا عليه الاشتراك، لكنه وجد أن العودة للتمرين بعد 6 سنوات من الانقطاع هو أمر صعب، وتزداد صعوبته مع وجود بتر في القدم، خصوصا أن الوقت ضيق "قبل البطولة بشهرين زميلي قالي وكنت شايف إنه مستحيل، كلمت مدرب وبدأ ينزلني الحمام وأول أسبوعين كان صعب جدا لكن مع الوقت قدرت أتعلم تاني".
ضغط المياه على القدم قد سبب شد في العضلات، لكن المدرب قام بتدريبه على توزيع اعتماده بين ذراعيه أكثر من الأقدام، فكثف الشاب التدريب كي يكون جاهزا لتخطي صعوبة السباحة الحرة لمسافة 50 مترا في نهايتها الفوز بأول بطولة يفتح الأمل لبطولات كبيرة أخرى، حيث يروي محمود، "كنت مركز طول ما أنا في البسين إني أوصل لخط البداية وأكسب الميدالية رغم إن مدربي قالي ماتركزش على الميدالية، إحنا عايزين نجرب المرة دي ونفوز المرة الجاية".
انضمام محمود لفريق كرة القدم بالعكازات
فرحة كبيرة لم يصدقها البطل عندما قل له المدرب عقب خروجه من حمام السباحة بأنه قد حصل على الميدالية الفضية، فهو لم يفكر قبل 6 أعوام أن الهواية قد تأتي بجوائز "زي ما بيقولوا رُبَّ ضارة نافعة، كنت قبل الحادثة بتمرن وخلاص ومش في دماغي حاجة لكن دلوقتي بقى عندي ميدالية وأب وأم مشجعين وأصدقاء بيدعموني يخلوني أحلم ببطولة العالم لذوي الاحتياجات".
الفوز في مسابقة أسبوع شباب الجامعات، فتح له باب كان قد اعتقد أنه أغلق بلا رجعة، حيث تواصل معه فريق المعجزات لكرة القدم كي ينضم إليهم، ليعود إلى ممارسة الساحرة المستديرة التي كان يعشقها، ممسكا بعكازه الذي أصبح سبيله لتحقيق الأمنيات.
"الرضا والقرب من ربنا كنز والسعي والاجتهاد"، هما خلطة محمود لجعل المحنة منحة، فقبل الحادثة كان محمود يعمل مساعدا في إحدى الصيدليات، مما جعله يتمنى أن يصبح طبيبا صيدلي، لكن صعوبات ما بعد الحادثة لم تسعفه كي يحقق حلمه، فقرر الالتحاق بمعهد تحاليل طبية، وأثناء ذلك كان قد أتم حفظ القرآن الكريم، ليتابع دراسته بعد التخرج في المعهد، ملتحقا هذا العام بالسنة الثانية بكلية الدراسات العربية والإسلامية بجامعة الأزهر بعد أن أحب اللغة متمنيا أن يلتحق بقسم اللغة العربية "مش فاكر حياتي قبل الحادثة..بشتغل في صيدلية برضو زي زمان وبدرس في جامعة الأزهر اللي عرفتني على المسابقة".