"حق المريض الأصم يعبر عن تعبه".. مبادرة طلاب طب لتعلم ونشر لغة الإشارة

"حق المريض الأصم يعبر عن تعبه".. مبادرة طلاب طب لتعلم ونشر لغة الإشارة
- اليوم العالمي للغة الإشارة
- لغة الإشارة
- الصم والبكم
- ذوي الاحتياجات الخاصة
- اليوم العالمي للغة الإشارة
- لغة الإشارة
- الصم والبكم
- ذوي الاحتياجات الخاصة
أصابعهم العشرة هي أداتهم الوحيدة للتعامل اليومي، بها ينقلون ما لا تنطقه أفواههم، ويفهمون ما لا تسمعه أذانهم، يتحاورون فيما بينهم في عالمهم الخاص الذي لا يخترقه إلا من أجاد لغتهم، وما دون ذلك يواجهون صعوبات شتى تتكرر يوميا في مشاهد مختلفة، داخل عيادات الأطباء أو حين الرغبة في شراء شيء ما، حتى في متابعة البرامج اليومية عبر شاشات التليفزيون.
وانطلاقا من الإحساس بمعاناة ملايين الصم في مجتمعنا، ورغبة في توفير أساسيات الحياة لهم، انخرط نحو 100 طالب بكلية الطب جامعة الأزهر بالقاهرة، في تعلم مبادئ وأساسيات لغة الإشارة، حملوا مسؤولية نشرها والتوعية بأهميتها بين زملائهم ومعارفهم داخل وخارج الكلية، ووفقا لمريم عمرو طالبة الفرقة الخامسة بالكلية، وأحد مؤسسي المبادرة، تخلل ذلك زيارات عدة لدور رعاية الصم للاندماج بينهم ونقل ما يشعرون به للمجتمع.
أشهر قليلة مرت على مبادرة "سامعين سكوتك" التي انطلقت قبل 3 سنوات، وسرعان ما بدأت لغة الإشارة تنتشر بين طلبة طب الأزهر بجامعة القاهرة، وفي روايتها لـ"الوطن" أكدت مريم أنّ الفكرة لاقت ترحيبا كبيرا من الطلاب، وسرعان ما انتقل صداها إلى مختلف كليات الطب بمصر على مستوى محافظات الجمهورية.
مسؤوليتهم تجاه المريض التي تعلموها منذ اليوم الأول لهم بالكلية، دفعتهم إلى التعمق في دراسة لغة الإشارة وعدم الاقتصار على معرفة مبادئها فقط، وحسب تعبير الطالبة مريم، تعلموا- باعتبارهم أطباء المستقبل- كيفية التعامل مع المريض الأصم: "من حق المريض يتفهم كويس من الطبيب، من غير وجود مرافق معاه احتراما للخصوصية"، حسب تعبيرها.
المبادرة تكفل للمريض حق التعبير عن مرضه للطبيب المعالج له
كل ما يخص شكاوى المرضى، مثل الألم في مكان ما أو الإحساس بأعراض مختلفة، أتقنها جيدا طلبة طب الأزهر بالقاهرة، وعملوا على نشرها على أوسع نطاق بين زملائهم في كليات الطب بمصر، من خلال حملات توعية أونلاين عبر فيس بوك، حتى وصل صدى المبادرة إلى محافظات مختلفة، وبدأت كل كلية تطبيقها فيما بينهم عبر حملات خاصة بهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وفقا للطالبة مريم أحد الطلاب المنفذين للمبادرة.
أسرة كاملة من الصم والبكم، كانت أول مواجهات مريم مع مجتمع الصم في الواقع، خلال فترة تدريبها بإحدى الصيدليات الكبرى، شعرت خلالها بقيمة المبادرة التي شاركت في تنفيذها بكليتهم، وحسب وصفها، ساعدني ما تعلمته من الإشارة في التعامل مع أفراد الأسرة كلما جاءوا لشراء دواء ما.
الدكتور محمود لاشين مسؤول مشروع حقوق الصم والتابع للجمعية العلمية لطلاب الطب على مستوى الجمهورية، أكد أن المشروع بدأ بفكرة بسيطة، وهي أنهم كأطباء يتعرضون يوميا لحالات مختلفة من المرضى، منهم من يعاني من الصم ومن هنا تأتي الصعوبة في معرفة شكواهم أو وصف العلاج الأنسب ليهم، فبدأ تعميم مشروع تعليم طلبة كليات الطب في 25 كلية على مستوى الجمهورية أساسيات لغة الإشارة التي تمكنهم من التعامل مع المريض الأصم.
يتعلم طلبة الطب في كليات مصرفي مشروع Let the Sign Shine أساسيات لغة الإشارة وحسب حديث لاشين لـ"الوطن" يتعمق كل منهم في دراسة المصطلحات الطبية المتعلقة بتخصصه إلى جانب تعلمهم لما يسعد الصم وما يضايقهم، وبعد انتهاء التدريب يتولى الطلاب نشر اللغة بين زملائهم والأشخاص المحيطين بهم.
ويحيي العالم اليوم الدولي للغة الإشارة، اليوم تحت شعار" حقوق لغة الإشارة للجميع "للتوعية بأهمية لغة الإشارة وحقوق تلك الفئة في التعامل والتعايش في المجتمع بشكل طبيعي.