مدير "الأوروبى لدراسات الإرهاب": "تنظيم بن لادن" لن يعود إلى سابق قوته

مدير "الأوروبى لدراسات الإرهاب": "تنظيم بن لادن" لن يعود إلى سابق قوته
قال الخبير السياسى جاسم محمد، مدير المركز الأوروبى لدراسات الإرهاب والاستخبارات، إن تنظيم «القاعدة» لن يعود إلى قوته ولن يتحالف مع «داعش»، ومن الصعب عودة التنظيمين إلى سابق عهدهما.
وكشف «جاسم» فى حوار لـ«الوطن» عن أسباب تراجع تنظيم القاعدة فى الفترة الأخيرة وأبرزها مقتل أسامة بن لادن ونقص التمويل، اللازم لتنفيذ العمليات الإرهابية، مشيراً إلى أنه لا يمكن الوصول إلى اتفاق بين طالبان والولايات المتحدة الأمريكية.
ونوه بأن أيمن الظواهرى لا يملك الكاريزما اللازمة، وليس قيادة مركزية، وأصبح ظاهرة صوتية، موضحاً أن «داعش» لا يزال يحتل الأولوية ويعيش على وهج وإرث دموى كبير، إلى نص الحوار:
جاسم محمد لـ"الوطن": "داعش" لا يزال يحتل الأولوية ويعيش على إرث دموى كبير
كيف ترى مستقبل تنظيم «القاعدة» فى ظل هزيمة «داعش»؟
- من خلال التقارير والتحليلات، ظهر الكثير من الآراء التى تقول إن تنظيم القاعدة سيكون هو البديل بعد خسارة تنظيم «داعش» الإرهابى فى العراق عام 2017، لكن المتابع لأحداث وتطورات تنظيم «القاعدة»، يجد أنه حتى بعد الهزيمة، ما زال «داعش» يحتل الأولوية ويعيش على وهج كبير وعلى إرث دموى جهادى يعيش عليه أكثر من «القاعدة».
ويمكن تصنيف تنظيم القاعدة بأنه أصل الأيديولوجية المتطرفة، وهو أصل السلفية الجهادية المتطرفة، وتشعبت منه التنظيمات الأخرى، لكن هنا يجب أن نشير إلى أن أيديولوجية الجماعات السلفية قائمة فى الأصل على التنظيمات الإخوانية وتنظيرات سيد قطب وحسن البنا، لكن تنظيم القاعدة هو من روج لهذه الأيديولوجية السلفية الجهادية، وتبناها تنظيم «النصرة» و«داعش».
وأرى أن تنظيم القاعدة ما زال خلف الستار، وأيمن الظواهرى لم يعد تنظيمه مركزياً، ولا توجد عمليات لإعادة التنظيم، وبتقييم التنظيمات يمكن مراجعة العمليات التى نفذها أى تنظيم، نلاحظ أن ما يجرى فى أفغانستان وما يجرى فى أفريقيا، وما يجرى فى منطقة الشرق الأوسط ما زال تنظيم داعش هو من يتصدر الواجهة رغم أن هناك إجماعاً بأن تنظيم «داعش» أصبح تنظيماً غير مركزى، ولكن تنظيم القاعدة أيضاً تنظيم غير مركزى، ومع هذا توجد مناطق ينشط فيها «داعش» داخل أفغانستان، ونجح هذا التنظيم فى أن يكون فى الواجهة ونفذ عمليات إرهابية رغم تراجعه فى سوريا والعراق، وأمام هذا المشهد الجهادى أجد أن القاعدة ما زالت خلف تنظيم «داعش».
"القاعدة" أصل التنظيمات المتطرفة.. لكنه أصبح "تنظيماً صوتياً" وأزمة التمويل تصعّب العودة للساحة
ما أسباب تراجع تنظيم القاعدة فى السنوات الماضية؟
- التنظيمات المتطرفة تعتمد على عامل التمويل، وعلى مدى قدرتها فى تنفيذ عمليات إرهابية، وإذا راجعنا المشهد الآن فإن تنظيم القاعدة لا توجد لديه عمليات إرهابية كبيرة وتراجع، وحتى تنظيم «داعش» تراجع نسبياً، فالعمليات الواسعة اختفت، والجماعات المتطرفة، بشكل عام عندما يكون هناك تمويل، تنفذ عمليات إرهابية وعندما تكون عمليات إرهابية يحصل التنظيم على التمويل من الأطراف الداعمة، من يقدم المال يريد الإرهاب، وهذا يعنى أنه حتى تنظيم «القاعدة» يشهد تراجعاً فى التمويل، وربما نقص التمويل هو الأساس فى تراجع تنظيم القاعدة.
كما أن أجهزة الاستخبارات الإقليمية والدولية والحكومات بذلت جهوداً فى محاربة التنظيمات المتطرفة وأثرت على البنى التحتية لها، وعلى هيكلية هذه التنظيمات، حتى تنظيم «داعش» أعاد هيكلته، وتنظيم «القاعدة» تحول إلى ظاهرة صوتية، أى أن الظواهرى يظهر فى رسالة صوتية، وهذا يعنى أن التنظيمات فى حالة تراجع بسبب جهود الحكومات، لكن هذا لا يعنى نهاية التطرف ولا نهاية الإرهاب.
"الظواهرى" لم تعد لديه الكاريزما اللازمة لقيادة مركزية
هل مقتل أسامة بن لادن كان نقطة تحول فى ضعف تنظيم «القاعدة» بسبب ضعف القيادة؟
- مقتل أسامة بن لادن 2011 فى باكستان كان نقطة تحول، ليس فقط بسبب كاريزما بن لادن وخسارة التنظيم هذه الكاريزما، ولكن لأن الاستخبارات المركزية الأمريكية نجحت فى الحصول على وثائق وأوراق بن لادن، وهذا يعنى أن هناك تفكيكاً للبنى التحتية لهذا التنظيم وللقيادات، هذا هو العامل الرئيسى الذى خسره تنظيم القاعدة، كما أن التحالف الدولى فى محاربة تنظيم «داعش» والتنظيمات المتطرفة كان له دور فى تراجع تنظيم «القاعدة».
هل هناك مؤشرات عن قرب عودة تنظيم القاعدة؟
- لا يوجد أى مؤشرات، كان هناك حمزة بن لادن كوجه جديد للقاعدة، ولكن حمزة تم قتله بعد أن كاد أن يكون هناك نوع من الكاريزما فى التنظيم، وتمت تصفيته، وهذا يعنى أننا أمام تنظيم «غير مركزى»، فلا توجد مركزية فى التنظيمات، ونستطيع أن نقول إننا الآن أمام إرهاب بلا قيادة، ويقوم على الأيديولوجية المتطرفة، فتنظيم القاعدة خسر الكاريزما وخسر التمويل وخسر قياداته، وعودة التنظيم باتت صعبة، وحتى تنظيم «داعش» لا يمكن أن يعود مثلما كان فى السابق.