في ذكرى ميلاده.. لماذا رفض "هيكل" منصب وزارة الإعلام والثقافة في 1975؟

كتب: إلهام زيدان

في ذكرى ميلاده.. لماذا رفض "هيكل" منصب وزارة الإعلام والثقافة في 1975؟

في ذكرى ميلاده.. لماذا رفض "هيكل" منصب وزارة الإعلام والثقافة في 1975؟

توافق اليوم الإثنين، الذكرى الـ 96 لميلاد المفكر والكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل (1923-2016)، والذى لمع نجمه بعد ثورة يوليو 1952 في مجال الصحافة ودوائر صنع القرار الكبرى.

كان شاهدا عن قرب على كثير من الأحداث المؤثرة، ليس فقط على مستوى مصر والدول العربية، بل وعلى المستوى الدولي أيضا.

ارتبط اسمه بشكل خاص باسم الرئيس جمال عبد الناصر، بينما مرت علاقته بالرئيس السادات بالعديد من التغيرات، منها عرض وزارة الإعلام والثقافة على هيكل في 1975، وتعرضه للسجن على يد نظام السادات في 1981، ضمن عدد كبير من سجناء الرأي في ذلك الوقت، وسجل "هيكل" كواليس هذه الأحداث في مقالاته وكتبه، ومنها كواليس رفضه لمنصب الوزارة في 1975.

عرض وزير الداخلية على هيكل منصب الوزارة فرفض لأسباب سياسية

في 1975، عرض ممدوح سالم، وزير الداخلية، والذي كان مكلفا لتشكيل الحكومة آنذاك، على هيكل وزارة الإعلام والثقافة، وهو المنصب الذي بموجبه يكون هيكل نائبا لرئيس الحكومة، إلا أنه أعتذر عن عدم قبول هذا المنصب، وأورد أسباب ذلك في كتابه "لمصر لا لعبد الناصر".

وقال في مقدمة الكتاب: "في الساعة 6 من مساء يوم 11 أبريل 1975، في مكتب ممدوح سالم وكان وزيرا للداخلية ومكلفا بتشكيل وزارة جديدة تخلف وزارة الدكتور عبد العزيز حجازي، التى قرر السادات فجأة أنه يريد تغييرها".

وأوضح: "دعاني السيد ممدوح سالم، ليعرض علي الاشتراك في وزارته، نائبا لرئيس الوزراء ومختصا بالإعلام والثقافة، وسمعت عرضه الرقيق كاملا، بما فيه تصوره لمهمة وزارته، وآماله فيما تستطيع تحقيقه، واتفاقه مع الرئيس السادات على مجلس للسياسات العليا يرأسه رئيس الجمهورية، ومعه رئيس الوزراء و5 نواب لرئيس الوزراء، أنا بينهم، وأنهم يعملون كفريق رسم ومتابعة سياسات الدولة بسلطة كاملة".

ويرفض "هيكل" المنصب، موضحًا: "أبديت له أسباب اعتذاري، وأبديت له أسبابي مفصلة في حوار استغرق ساعتين كاملتين"، مفصلا الأسباب: "كانت هناك أسباب متعلقة بالسياسات الداخلية والخارجية للحكم، وهي سياسات لا أوافق عليها، وبالتالي لا أستطيع أن أوافق عليها، وبالتالي لا أستطيع أن أنفذها أو أعبر عنها".

وأضاف: "وكانت هناك أسباب متعلقة بطبائع السلطة والحكم في مصر وقتها، وقلت للسيد ممدوح سالم، إنني أرى أن بداية حملة على جمال عبد الناصر، هي حملة جائرة وظالمة، وأنا لا أستطيع أن أوافق عليها، فضلا على أن أشارك فيها، ولو حتى بطريق غير مباشر، ولسوف أجد نفسي شريكا في هذه الحملة، أو لم أشأ، إذا أنا قبلت منصب نائب رئيس الوزراء للإعلام والثقافة".

أما ما حدث بعد ذلك، فيروي في كتابه "لمصر لا لعبد الناصر": "ومرت أسابيع وشهور والحملة على جمال عبد الناصر تتزايد وتشتد يوما بعد يوم، ولا تعرف حدًا تقف عنده، بل وتستبيح كل الحدود: التارريخ والأمانة والأخلاق والشرف جميعا".

ويفسر "هيكل" الأمر: "كان واضحًا أن هذا كله يجري لحساب قوى وأطراف، بعضها يعرف ما يفعل، وبعضها لا يعرف"، مستطردا: "ويوما بعد يوم، كنت أشعر أكثر وأكثر بالضيق والاستفزاز، فقررت أن أكتب مجموعة مقالات تحت عنوان "لمصر لا لعبد الناصر"، وكانت هذه المقالات التي جمعتها بين دفتي كتاب يحمل العنوان نفسه.


مواضيع متعلقة