مشاهدات: "لما بنتولد" تجربة جديدة في السينما المصرية بمهرجان الجونة

مشاهدات: "لما بنتولد" تجربة جديدة في السينما المصرية بمهرجان الجونة
- لما بنتولد
- مهرجان الجونة
- الجونة السينمائى
- فيلم لما بنتولد
- أمير عيد
- لما بنتولد
- مهرجان الجونة
- الجونة السينمائى
- فيلم لما بنتولد
- أمير عيد
ينطلق شعاع الضوء الأبيض، يقع على الشاشة الضخمة الصماء المقابلة له، وما هي إلا ثواني معدودة لينطلق سحر لم يفقد بريقه، مزيج من المشاعر وليد تلك اللحظات يخالج المتفرج ينتزع ضحكاته ودموعه وأفكاره، والليلة الثانية على التوالي استمر سحر السينما في الدورة الثالثة من مهرجان الجونة، الذي شهدت عرض 22 فيلمًا على 6 شاشات مختلفة، ومن أبرز الأفلام التي عرضت أمس "لما بنتولد" للمخرج تامر عزت.
"كامل العدد" هكذا اختار الجمهور استقبال فيلم "لما بنتولد" للمخرج تامر عزت، في عرضه العالمي الأول، ويعد الفيلم المصري الروائي الطويل الوحيد المعروض ضمن المهرجان، ولكن في قسم الاختيار الرسمي- خارج المسابقة، حمل سيناريو الفيلم توقيع السيناريست نادين شمس التي رحلت قبل أعوام من تصوير الفيلم، وهو ما حول المشروع من فيلم يرغب المخرج في تنفيذه، إلى فيلم يجب تنفيذه، وذلك كما وضح في كلمته التي سبقت عرض الفيلم على مسرح المارينا، والتي كشف أيضا من خلالها عن إهداء الفيلم للسيناريست الراحلة.
"لما بنتولد" تجربة جديدة في السينما المصرية، قد نقف حائرين أمام تصنيفه فيلم غنائي، ولكنه لا يعتبر ذلك بالمعنى المتعارف عليه، يقوم أمير عيد مغني فرقة "كايروكي" في أول تجاربه السينمائية، بدور الراوي في الفيلم ولكن عن طريق الغناء، بجانب دوره كأحد أبطال القصص الثلاث التي يدور حوالها الفيلم، حيث يعرض حياة 6 شخصيات لا يجمعهم سوى الحب والخيارات المصيرية الصعبة.
القصة الأولى أبطالها عمرو عابد وابتهال الصريطي، زوجان متحبان رغم الظروف المالية الصعبة، فـ "أمين"، يقوم بدوره عمرو عابد، الذي يعمل في صالة رياضية هو العائل الوحيد لأسرته المكونة من والدته وجده وشقيقه بالإضافة إلى زوجته.
وأمام الحاجة والعوز يجد نفسه مضطرا إلى الرضوخ وقبول صفقة تقتضي إقامة علاقات جنسية مع سيدات لديهن ظروف خاصة مقابل مبلغ من المال، في القصة الثانية تقع الفتاة المسيحية "فرح"، سلمى حسن، في حب الشاب المسلم "أسامة" صدفة صغيرة تخلق بينهما مشاعر كبيرة، وأمام رفض المجتمع تواجه قصة الحب حكم الإعدام، ليكون الحل الوحيد أمامهما هو السفر والزواج في الخارج، ولكن تتراجع "فرح" في اللحظة الأخيرة.
أما القصة الثالثة هي لـ "أحمد"، الذي يقوم بدوره أمير عيد، شاب من أسرة ثرية يدير الشركة المملوكة لوالده رجل الاعمال، وفي الوقت نفسه مفتون بالموسيقى والغناء الذي يجد فيهما قيمته الحقيقية، وأمام رفض والده لما يفعله لا يسعه سوى التمسك بحلمه، وعندما يتلقى عرض من فرقة عالمية بالعزف معهم في جولة موسيقية تستمر عام يجد نفسه مضطرا إلى اتخاذ قرار صعب في السفر وترك والده.
لا يعطينا الفيلم إيجابات حاسمة في النهاية، هل سيترك "أمين" العمل في الدعارة، هل ستخاطر "فرح" بالزواج من حبيبها وتتحمل جميع العواقب، هل سيسافر "أحمد" بالفعل، كل تلك الأسئلة ستدور في ذهنك بعد ما يقرب من ساعتين هي مدة عرض الفيلم، ولكن من الأكيد أن الفيلم يقدم مزيجا سينمائيا مختلفا، نوع غائب عن السينما المصرية من سنوات طويلة وسط أفلام المطاردات وتجارة المخدرات، كان بمثابة نسمة هواء رقيقة وسط حر أغسطس الحارق، رومانسية ومشاعر جميلة في قالب غنائي مميز.
في التجربة التمثيلية الأولى لـ أمير عيد لم ينتظر منه الجمهور الكثير بالنسبة للأداء التمثيلي، وهو أيضا لم ينجح في خلق بصمة خاصة به في الفيلم، لتكون القصة الثالثة هي الأضعف في الفيلم.