كيف تعامل الإسلام مع ظاهرة الشائعات؟.. الإفتاء توضح الطريقة وطرق العلاج

كيف تعامل الإسلام مع ظاهرة الشائعات؟.. الإفتاء توضح الطريقة وطرق العلاج
- الشائعات
- الإرجاف
- مواقع التواصل الإجتماعي
- تعامل الإسلام مع الشائعات
- فيس بوك
- دار الإفتاء
- حرب الشائعات
- الشائعات
- الإرجاف
- مواقع التواصل الإجتماعي
- تعامل الإسلام مع الشائعات
- فيس بوك
- دار الإفتاء
- حرب الشائعات
تشهد الدولة المصرية خلال الفترة الماضية، حربا شرسة، تستخدم فيها الشائعات والأكاذيب بطريقة فجَّة، وأصدرت دار الافتاء المصرية، تقريرا، حول "حكم الإسلام في ترويج الشائعات بما لها من آثار مدمرة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، وطريق علاجها شرعا، والسلوك الإسلامي القويم إزاءها".
وقالت الدار في تقريرها، الذي نشرته عبر موقعها الرسمي: تضافرت النصوص الشرعية من الكتاب والسنة على حرمة المشاركة فيما يعرف في العصر الحديث بترويج الشائعة التي تعني نشر الأكاذيب والأقاويل غير المحققة والظنون الكاذبة من غير أن يتثبت المرء من صحتها، ومن غير رجوع إلى أولي الأمر والعلم والخبراء بالأمور قبل نشرها وإذاعتها حتى وإن تثبت من صحتها، مما يثير الفتن والقلاقل بين الناس، ووصف- تعالى- ما يسمى الان بترويج الشائعات بالإرجاف، وهو ترويج الكذب والباطل بما يوقع الفزع والخوف في المجتمع".
وأضافت الدار: أصل الإرجاف من الرجف وهو الحركة، فإذا وقع خبر الكذب فإنه يوقع الحركة بالناس فسمي إرجافا. وقد نبهنا الله - تعالى- إلى أن كثيرا من الظنون يجب اجتنابها ابتداء وإهدارها تماما من غير تبيين ولا تعيين ولا تحقق، بل يجب اجتنابها ابتداء وجملة واحدة، ولا شك أنه يدخل فيها تلك الظنون التي تثير الفتن والقلاقل وتوقع بين الناس، مؤكدا سبحانه على أن هناك من الظنون ما هي إثم، ناهيا عن تتبع الظنون بما يوجب التجسس على الخلق وتتبع عوراتهم ومعايبهم واغتيابه
وتابعت: كما يندرج ترويج الشائعات تحت النهي عن "قيل وقال"، فأخرج البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال"، ويدخل في "قيل وقال": الخوض في أخبار الناس، وحكايات ما لا يعنيه من أحوالهم وتصرفاتهم، فضلا عن الترويج للأكاذيب والأضاليل وما يثير الفتن.
وأشارت إلى أن مروج الشائعة لو أدرك عظم الجرم الذي يفعله بسبب الاثار المدمرة للإشاعة على المجتمع لما تهاون بصنيعه قط، وقد أخرج البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم"، ولا شك أن ترويج الشائعات يندرج تحت تلك الكلمات التي لا يلقي لها بالا فيدخل بها صاحبها للأسف في سخط الله - تعالى-، ويهوي بها في جهنم والعياذ بالله.
وقد حذرنا - صلى الله عليه وآله وسلم- أن يتحدث المرء بكل ما سمع، فإن من يتحدث بكل ما سمع سيقع في الكذب وترويج الباطل، لأنه يحدث بكل ما سمع دون تثبت أو تحقق، فأخرج أبو داود في "سننه" والحاكم في "مستدركه" عن أبي هريرة - رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع"، وصححه ابن حبان وغيره.
وأكدت الدار أن علاج الشائعات إنما هو بوأدها في مهدها قبل تفاقمها والامتناع عن إذاعتها، وحتى مع التثبت من صحة شائعة ما فإن ذلك لا يعني المسارعة في نشرها والإرجاف بها وإذاعتها وإفشائها، بل لا بد من الرجوع في شأنها إلى أولي الأمر وأهل العلم والخبراء بها قبل التحدث فيها حتى لا يكون نشر مثل هذه الشائعات- حتى وإن صحت في حقيقة الأمر- وبالا على المجتمع أو تسهيلا للجرائم أو مثارا للاضطراب، فأمرنا - عز وجل- برد الأمور سواء من الأمن أو الخوف إلى أولي الأمر والعلم أولا قبل إذاعتها والتكلم فيها، حتى يكون الكلام فيها وإذاعتها عن بينة وتثبت وتحقق من شأنها، ونبهنا- تعالى- إلى أنه متى لم ترد الأمور قبل إذاعتها إلى الرسول وإلى أولي الأمر والعلم فإن ذلك يكون اتباعا للشيطان .
وقالت الدار: علاجها إذا وصلت إلى الإنسان هو التحقق والتثبت وعدم المسارعة فيها، ثم بعد التثبت منها عليه أن يرجع في شأنها إلى أولي الأمر والعلم والخبرة، لا المساعدة على ترويجها، قال - تعالى-: "يا أيها الذين امنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".وكما نهى الشرع الحكيم عن إذاعة الشائعات والإرجاف في الأرض نهى - تعالى- عن سماعها فقال - تعالى- ناعيا هذا الخلق على بعض اليهود "ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم اخرين"، ونعى- سبحانه- على الذين يسمعون للمرجفين والمروجين للشائعات والفتن، فقال - تعالى-: "لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين".
ونوهت، أنه وبالإضافة إلى ما سبق فإن المولى - عز وجل- يرشدنا إلى السلوك الإسلامي القويم عند رواج شائعة خطيرة ما، وذلك في ثنايا معالجة القران الكريم لحادثة الإفك، والتي تعتبر أخطر شائعة تم ترويجها في عهد النبوة، وأولى خطوات السلوك الإسلامي القويم إذا راجت شائعة ما خطيرة "وجوب حسن الظن بالنفس وبالغير، التحقق ومطالبة مروجي الشائعة بأدلتهم عليها والسؤال عمن شهدها، عدم تلقي الشائعة بالألسن وتناقلها.
وذكرت أن من بين السلوك القويم أيضا: "عدم الخوض فيما ليس للإنسان به علم، ولم يقم عليه دليل صحيح، عدم التهاون والتساهل في أمر الشائعة واعتبارها أمرا هينا وهي عند الله عظيمة، لما فيها من الوقوع في أعراض الناس وإثارة الفتن والإرجاف في الأرض"، وأشارت في السياق ذاته إلى أن الله- تعالى- إذا وردت إلى مسامعنا شائعة ما، أن نقول: "ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم".