بـ"فشار وبالونات".. معلمة تعيد الحياة لحضانة أزهرية في 45 يوم

كتب: نهال سليمان

بـ"فشار وبالونات".. معلمة تعيد الحياة لحضانة أزهرية في 45 يوم

بـ"فشار وبالونات".. معلمة تعيد الحياة لحضانة أزهرية في 45 يوم

45 يوما كاملة كانت كفيلة لتحوّل مها سمير البحيري (30 عاما)، حال فصل رياض الأطفال بالمعهد الأزهري بقرية عرب الرمل بالمنوفية، من "4 جدران متهالكة وسبورة غير صالحة للكتابة"، إلى مكان لائق يجذب الأطفال ويحببهم في الدراسة، واستقبل اليوم طلاب رياض الأطفال مرة أخرى بعد انقطاعهم عن الدراسة به لسنوات.

 

منذ مطلع الفجر، كانت مها موزعة بين تجهيز نجليها للذهاب إلى مدارسهم، وبين إعداد هدايا تستقبل بها طلابها الجدد في الفصل الذي أعادت له الحياة في أول أيام الدراسة: "حضرت بلالين وفشار وألعاب زي هدايا للأطفال عشان يحبوا الحضانة وييجوا بكرا مبسوطين".

 

قبل شهرين انتقلت مها للعمل بالمعهد، وكتبت منشورا عن فتح أبواب التقديم عبر صفحتها على فيس بوك، فوجدت أولياء الأمور عازفين عن التقديم لأطفالهم في الفصل الذي لم يتقدم له سوى 5 طلاب من أفراد عائلتها.

بدأت المُدرِّسة الثلاثينية رحلة لتغيير المفاهيم بعد أن وصلتها آراء عن رفض أولياء الأمور إلحاق أبنائهم بالفصل، لخوفهم من كون المناهج مختلفة وأصعب من الدراسة في التربية والتعليم، وعدم القدرة على التحويل لأبنائهم إلى التعليم العام، بدأت بتجميل الفصل الذي أصبح عدد طلابه 35 تلميذا: "الناس كانت شايفة التعليم العام أسهل وفيه اهتمام، كانوا عايزين يقدموا في حضانات حكومية ودي قليلة عندنا، لكن ارتباط الحضانة بالتعليم الأزهري خلى البعض يفكر إنهم مش هيقدروا يسيبوها بعد كده".

مها: عدد أطفال الفصل زاد من 5 لـ35 بعد ما شافوا الشكل الجديد

في مدارس التعليم العام المجاورة للمعهد الأزهري، كانت الحضانات في حال أفضل ومزودة بوسائل تعليمية، ما جعل مها تتفق مع مدير معهدها على إعادة تأهيل الفصل ليصبح مناسبا وجاذبا للأطفال، فتحمس المدير للفكرة وخصص مبلغا ماليا: "المدير كتر خيره أحسن من مديرين تانيين بيقولوا وإحنا مالنا، كملت على الفلوس وروحت اشتريت دهانات وورق لوحات وورق فوم واستيكرات ونضفنا الحيطان وادهنت بألوان مبهجة تناسب سن الأطفال".

 

اقتطعت مدرسة رياض الأطفال بالمعهد الأزهري من إجازتها الصيفية شهرا ونصف الشهر، قضتها بين الإشراف على أعمال تنظيف الجدران ودهانها، وعمل أشكال ووسائل تعليمية مثل الكائنات البحرية وحيوانات المزرعة والحروف باللغة العربية والإنجليزية: "الطفل دلوقتي كل ما هيبص في ناحية هيشوف حاجة من بيئته أو حاجة أول مرة يشوفها أو هيتعلم حاجة جديدة".

تقول مها لـ"الوطن" إنّها أقنعت أولياء الأمور بأنّ الدراسة في حضانة المعهد الأزهري لن تختلف كثيرا عن رياض الأطفال بمدارس التعليم العام، إلا في إضافة حفظ جزء عمَّ: "كل فترة كنت بنزل بوست على فيس بوك أقول للناس تقدم معانا وألاقي استفسارات كتير وتخوفات ورسايل كتير، أفضل أناقشهم وأعرفهم إنّهم ممكن يحولوا بعد الحضانة للمدرسة العامة، وإننا هندرس نفس المنهج لحد ما العدد زاد وبقى معايا 35 طفل".

"مها": أقنعت أولياء الأمور إن الدراسة في المعهد مش مختلفة عن الدراسة في التعليم العام

"الديسكات مرصوصة على شكل حرف U أو مربع ناقص ضلع".. تلك هي وسيلة المدرسة الثلاثينية للتغلب على تأخر وصول "الترابيزات" التي يلتف حولها الأطفال كنظام تفاعلي جديد يتبعه التعليم في مصر، كما تعمل على جمع مخلفات منزلها ومنزال والدها وأشقائها والتي تصلح لإعادة التدير لإنتاج وسيلة تعليمية: "بجمع بكر المناديل وعلب اللبن وكل الحاجات غير الضارة وبعيد تصميمها وأعمل حاجة تخلي المعلومة تثبت عند الطفل وتحببه في الدراسة".

ووجّهت مدير رياض الأطفال بالمنوفية الشكر لمها على جهودها الذاتية: "الفلوس اللي دفعتها اعتبرتها تبرع.. أهم حاجة دلوقتي عندي إني أكون قد الأمانة اللي حملوهالي".


مواضيع متعلقة