حكايات أشخاص "اتحبسوا تحت الأرض".. بينهم "جولين" وأطفال الكهف

حكايات أشخاص "اتحبسوا تحت الأرض".. بينهم "جولين" وأطفال الكهف
يعاني العديد من البشر من رهاب الأماكن الضيقة، وهو ما يجعلهم يفضلون الابتعاد عن أي أماكن ضيقة، إلا أن البعض الأخر يحب استكشاف تلك الأماكن، ما يجعل الجبال والكهوف وجهة مفضلة لهؤلاء الأشخاص، من بين الحوادث التي وجد فيها البعض أنفسهم محتجزين داخل كهوف أو مناجم، هذه هي أغرب القصص، وفق ما نشره موقع "List verse".
1- عملية إنقاذ كهف "ثاو ليانج"
في 23 يونيو 2018، قرر 12 من اللاعبين الشباب بفريق كرة قدم، في قرية بمقاطفة "شيانج راي" التايلاندية، أن يذهبوا لكهف "ثاو ليانج"، للاحتفال بانضمام أعضاء جدد للفريق، حيث جرت العادة في النادي على كتابة أسماء كل اللاعبين على أحد جدران الكهف.
الشباب الـ12، بصحبة مدربهم، كانوا قد ذهبوا للكهف عدة مرات من قبل، إلا أنهم لم يكونوا على علم بأن الكهف، الذي هو فعلياً جزء من سلسلة من الكهوف شديدة العمق والخطورة، لا يجب زيارته إلا في الفترة من نوفمبر وحتى أبريل، بعد أن دخل الفريق إلى الكهف، واجهتهم سيول شديدة، أجبرتهم على النزول لأعماق شديدة تحت الأرض، مر اليوم ولم يرجع أحد من الفريق إلى بيته، وسرعان ما بدأ الأهالي في البحث عنهم، وقد استنتج زملاؤهم في النادي أنهم ذهبوا إلى الكهف ولم يتمكنوا من الخروج منه.
بدأت مشكلة الفريق المحبوس في كهف "ثاو ليانح" تصل إلى العديد من الناس داخل المقاطعة وخارجها، وتدخلت الحكومة التايلاندية، حيث انضمت قوات الإنقاذ وقوات البحرية إلى الأهالي في عمليات البحث، كما انضم أيضاً العديد من المتطوعين وخبراء التسلق والغطس، وسرعان ما بدأ المتطوعون ينضمون من مختلف دول العالم.
إلا أن العملية كانت أصعب مما تخيل الجميع، حيث استمرت عمليات البحث عدة أيام، بدون العثور على الفريق الضائع، إلى أن تمكن غواص بريطاني من العثور عليهم، فقام بترك كشاف كهربائي كان بحوزته معهم، ورجع مرة أخرى إلى قوات الإنقاذ عند مدخل الكهف، حيث كان الفريق قد انحدر لمسافة تزيد عن 4 كيلومترات داخل الكهف، رجع الغواص بصحبة غواصين آخرين، وطبيب متخصص في الطوارئ، إلى أعضاء الفريق، وبدأت رحلة العودة، التي كان يجب أن تكتمل قبل يوم 10 يوليو، لأنه كان من المتوقع أن تقوم الأمطار الغزيرة بملء الكهوف بالكامل بالمياه.
توفي أحد الغواصين بالفعل، أثناء توصيله شحنة من أسطوانات الأكسجين إلى افراد الفريق، وقد تم ربط أعضاء الفريق بالغواصين، وتم تزويدهم بأقنعة غطس، كما تم إعطاؤهم أدوية مهدئة، لكي يحافظوا على هدوئهم ولا يفزعوا أثناء عملية الإنقاذ، واستخدم الغواصون حبال وخطافات خاصة لمساعدة الفريق على التسلق أو نزول الأماكن شديدة الخطورة.
في 10 يوليو، ومع امتلاء الكهوف بالكامل، كان قد خرج آخر أعضاء الفريق وآخر الغواصين من الكهف بسلام.
2- كارثة منجم "تشاسنالا"
وقعت هذه الكارثة في 27 ديسمبر 1975، في منجم "تشاسنالا" للفحم، الواقع قرب مدينة "دانباد" بمحافظة "جهارخاند"، وذلك حين أدى امتلاء منجم مهجور مجاور لمنجم "تشانسالا" إلى انفجار الحائط الواقع بينهما، وانهيار منجم "تشاسنالا" وموت كل من كانوا فيه، حصيلة القتلى غير محددة، وتراوحت حسب عدة مصادر بين 370 و380 عاملا، وإن كانت الحصيلة النهائية غالباً أكثر من هذا الرقم بكثير، حيث إنه يعتقد أنه كان هناك أكثر من 130 عاملا مؤقتا يعملون في المنجم في ذلك اليوم، وبعض جثامين القتلى كانت في حالة مزرية، وتم التعرف على هوية بعض العاملين عن طريق الرقم المكتوب على خوذتهم المعدنية فقط.
3- مغامرة "فلويد كولينز"
في محاولة لاسكتشاف كهف جديد بولاية "كنتاكي" الأمريكية، لاستغلاله في اجتذاب السائحين وكسب المال، قام "فلويد كولينز" بدخول كهف الرمال، الذي لم يكن معروفاً لغالبية الناس وقتها، واستطاع "فلويد" تخطي العديد من المناطق الصعبة والضيقة داخل الكفة، إلا أن انطفاء مصباح الكيروسين الخاص به، أجبره على محاولة الرجوع مرة أخرى، وتسبب انهيار صخري داخل الكهف في وقوع صخرة كبيرة وثقيلة على قدم "فلويد" اليسرى، وفشل "فلويد" تماماً في محاولة رفعها أو الخروج من تحتها، ولم تسفر صرخاته لطلب المساعدة عن شيء.
تم العثور على "فلويد" بعدها بعدة أيام، بواسطة شقيقه "هومر"، إلا أنه لم يتمكن من تحرير "فلويد" من تحت الصخرة العملاقة، فاكتفى بمد أخيه بالطعام والشراب ومصباح جديد، وطلب المساعدة من السلطات المحلية والأهالي.
بدأ عمال الإنقاذ وبعض الأهالي بالفعل في محاولة إنقاذ "فلويد"، إلا أن محاولتهم أصبحت شديدة الصعوبة بعد حدوث انهيار جديد داخل الكهف، أغلق طريق الوصول إلى "فلويد" تماماً، ما اضطر العمال إلى محاولة حفر نفق جديد في جدران الكهف.
بعد 18 يوما من بداية الحادث، وصل عمال الإنقاذ بالفعل إلى "فلويد"، إلا أنه كان قد مات قبلها بيومين أو ثلاثة.
4- حادث الطفل "جولين روسيللو"
في قرية مجاورة لمدينة "مالاجا" الإسبانية، 13 يناير 2019، خرجت أسرة صغيرة في نزهة خلوية بمنطقة ريفية، وترك الأب ابنه "جولين"، البالغ من العمر سنتين، يجري ويمرح قليلاً حول مكان الأسرة، إلا أنه يبدو أن المنطقة لم تكن آمنة بالقدر الذي حسبه والد الطفل، حيث فوجئ الأب بابنه يختفي في باطن الأرض، أثناء مراقبته له، وعندما هرع لمكان السقوط، وجد بئراً مهجورة وضيقة جداً، كانت مغطاة بمجموعة من الصخور لسد فتحتها، وتمكن من سماع صوت بكاء طفله الصغير قادماً من أعماق البئر، وسرعان ما بدأت جهود إنقاذ الطفل، لكن المشكلة كانت في عمق البئر، البالغ 110 أمتار، والأرض شديدة الصلابة حوله، ما جعل الحل الوحيد لإنقاذ الطفل هو حفر بئر موازية للبئر القديمة، ثم حفر نفق أفقي للدخول إلى نهاية البئر الأصلية، وتمت عملية الحفر بنجاح، بمشاركة أكثر من 300 عامل ومتخصص، إلا أن المنقذين وجدوا الطفل ميتاً، على عمق 71 متراً.