البنوك تتوسع فى خدمات «الاستشارات المالية» للمشروعات الصغيرة والمتوسطة

كتب: إسماعيل حماد

البنوك تتوسع فى خدمات «الاستشارات المالية» للمشروعات الصغيرة والمتوسطة

البنوك تتوسع فى خدمات «الاستشارات المالية» للمشروعات الصغيرة والمتوسطة

على الرغم من أن أبرز المشكلات التى تواجه المشروعات الصغيرة والمتوسطة تتمثل فى نقص التمويل والسيولة، فإن الأزمة لها وجه آخر لا يراه البعض، يتمثل فى افتقاد أصحاب تلك المشروعات لخدمات غير مالية مثل الاستشارات المالية والفنية. المصرفيون أكدوا أن كثيراً من المشروعات حصلت على تمويلات ضخمة وأفلست فى نهاية المطاف لافتقادها الخبرة والمشورة، إلا أن كثيراً من البنوك والمؤسسات المالية حول العالم تنبهت إلى أهمية الخدمات الاستشارية وقررت أن تضيفها إلى قائمة أعمالها التى تقدمها للعملاء بحيث لا تقتصر على قبول الودائع ومنح القروض للعملاء، وهو ما يمكِّن البنوك من تخفيض معدلات المخاطر فى تلك المشروعات ورفع كفاءة المشروعات ونقل جزء كبير منها إلى المنظومة الرسمية. وحول الوضع فى مصر، قال مصدر مسئول بالبنك المركزى المصرى إن هناك عدداً من البنوك العاملة فى السوق المحلية بدأت تقدم خدمات الاستشارات المالية بعد إدراكها لأهمية الدور الذى يلعبه المستشار المالى والفنى فى دعم المشروعات ورفع كفاءتها المالية وقدراتها الائتمانية، وحققت التجارب المحلية للمشروعات التى استعانت باستشارات مالية وفنية نمواً حقيقياً فى حجم أعمالها بمعدلات تصل إلى 30%. وأشار إلى أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة ظلت تفتقر إلى ذلك النوع من الاستشارات لفترات طويلة على الرغم من أهمية دورها فى دفع معدلات التنمية الاقتصادية بالبلاد. مشيراً إلى أن البنك المركزى لعب دوراً فى غاية الأهمية فى دفع البنوك نحو التوسع فى تمويل تلك المشروعات عبر حزمة من الإجراءات التحفيزية بخلاف حصر أكثر من 36 ألف مشروع متوسط وصغير، ويجرى العمل على محفزات جديدة لما لتلك الصناعات من مساهمة قوية فى الناتج المحلى. وأكد أن الاستشارات المالية تحدد لتلك المشروعات حاجاتها التمويلية الفعلية لا أكثر ولا أقل، وفقاً لإمكانياته وحاجاته وقدراته على السداد، وهو ما يجنبه الوقوع فى التعثر أو أن ترفض البنوك تمويله، خاصة أنها تساعده فى بناء هيكل مالى ومحاسبى لشركته بما يتناسب مع متطلبات البنوك. وتعتمد البنوك وشركات الاستشارات المالية والفنية على عدة معايير أساسية فى تقييم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وحاجاتها، وأسعار الخدمات الاستشارية التى تقدمها لها، ومنها حجم المشروع وشكل ومضمون دراسات الجدوى، بخلاف الاستشارات والمعلومات التى تقدمها المؤسسات المالية والاستشارية للعميل. فيما تقدم بعض البنوك تلك الخدمات بأسعار منافسة جداً لعملاء الائتمان لديها، حيث إنها لا تنظر إلى تلك الخدمات على أنها مصدر للربح كما تنظر إليها قناة لتخريج عميل مقترض جيد يحقق للمؤسسة أرباحاً ضخمة. ومن جهته، شدد ياسر عمارة، رئيس مجلس إدارة شركة إيجل للاستشارات المالية، على أهمية تلك الخدمات للمشروعات الصغيرة والمتوسطة سواء من خلال البنوك أو عبر شركات متخصصة. لافتاً إلى أنها تقدم الدعم الفنى والاستشارات المالية التى تمكن تلك المشروعات من الحصول على التمويل المناسب. وأضاف أن هناك نسبة كبيرة من المشروعات الصغيرة والمتوسطة خارج إطار الاقتصاد الرسمى، وأن دعمها بالاستشارات الفنية والمالية يساهم فى تقنين أوضاعها وبالتالى الانضمام إلى قائمة المشروعات الرسمية فى مصر، وهو ما ينعكس على إيرادات الدولة والناتج القومى ومواصفات وجودة المنتجات بشكل إيجابى.[SecondImage] من جهته، قال شريف علوى، نائب رئيس مجلس إدارة البنك الأهلى المصرى: «بدأنا تقديم الاستشارات المالية والفنية لعملائنا منذ عام تقريباً، وأتوقع ارتفاع طلب تلك الشريحة من المشروعات على خدمات الاستشارات الفنية». وقالت مصادر من البنك التجارى الدولى إن أصحاب تلك المشروعات لا يحتاجون إلى تمويل فقط، بل إلى منظومة متكاملة تساعدهم على النمو ومواجهة المخاطر. لافتاً إلى أن مصرفه يدير أرصدة ودائع تتجاوز 20 مليار جنيه لأكثر من 25 ألف شركة متوسطة وصغيرة تعتمد على التمويل الذاتى، وهو ما دفع البنك إلى توفير خدمات المستشار المالى لتلك الشركات لحثها على التعامل مع إدارات الائتمان بالبنوك لتوسعة مشروعاتها وتنمية أعمالها بما يعود بالنفع على الاقتصاد الكلى للدولة. وقال إن «الدعم الفنى للمشروعات الصغيرة والمتوسطة يستمد أهميته فى الأساس من تعزيز نمو حجم أعمال المشروعات، بعد اكتسابها النصائح المهمة من المستشار المالى والفنى فى كافة المجالات؛ الإدارة، التسويق، الإنتاج. إلى جانب التعرف على أساليب إدارة الأموال وتعظيم عائدها».