رحلا خلال شهرين.. علاقة بن علي والسبسي أولها وزارة وآخرها نعي

08:47 م | الخميس 19 سبتمبر 2019

لم يكد يمر شهران على رحيل الرئيس التونسي السابق الباجي قائد السبسي، أول رئيس تونسي منتخب، والذي تولى المنصب عام 2014، عقب فوزه في انتخابات الإعادة على المنصف المرزوقي، حتى وافت المنية الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، الذي جلس على كرسي الرئاسة لمدة 23 عامًا، ورحل في يناير عام 2011، عقب ثورة شعبية سافر على إثرها إلى السعودية، وأقام فيها حتى وافته المنية.

السبسي وبن علي من أقدم السياسيين في تونس، ولهما باع وتاريخ طويل، حيث توليا العديد من المناصب السياسية والوزارات والسفارات منذ ستينيات القرن الماضي، إلا أن علاقتهما طوال تلك السنوات لم يكن بها الكثير من التقاطعات والتفاهمات، فالسبسي الذي اختفى عن العمل العام منذ العام 1991 وحتى رحيل بن علي عن الحكم، كان أحد الرجال المقربين من الرئيس الراحل الحبيب بو رقيبة، والذي أطاح به بن علي في طريقه نحو الحكم.

اجتمع زين العابدين بن علي مع الباجي قائد السبسي في وزارة واحدة عام 1986، حين عين الحبيب بورقيبة بن علي في منصب وزير الداخلية، بينما كان السبسي يتولى منصب وزير الخارجية منذ العام 1981، ليصبح بعدها بن علي رئيسًا للوزراء في أكتوبر عام 1987، واستمر السبسي في منصبه في وزارة بن علي، قبل أن يطيح به من وزارة الداخلية بعدها بشهر واحد، حين أصبح رئيسًا للبلاد خلفًا لبورقيبة.

في عام 1989، وفي عهد رئاسة بن علي، ترشح الباجي قائد السبسي لانتخابات البرلمان التونسي، ليحظى بلقب النائب بعد فوزه بثقة الناخبين، قبل أن يتقدم لمنصب رئيس البرلمان ويفوز به كذلك، ويظل في المنصب حتى العام 1991، قبل أن يختفي عن العمل العام والحياة السياسية تمامًا، ويعود في عام 2011 بعد رحيل بن علي عن الحكم.

الفصل الأخير في العلاقة غير القوية بين الرئيسين الراحلين كان في شهر يوليو الماضي، عقب وفاة السبسي، بنعي من زين العابدين بن علي.

بن علي نعى السبسي عبر تدوينة نشرها مغني الراب العالمي كادوريم، زوج ابنته، على صفحته الرسمية على "فيسبوك"، حملت توقيع الرئيس الأسبق، جاء فيها: ''ببالغ الحسرة والأسى تلقينا خبر وفاة أحد أعظم رجالات تونس رئيس الجمهورية التونسية السيد محمد الباجي قائد السبسي، فقدنا رجلا فذا أفنى عمره في خدمة هذا الوطن العزيز''.

وتقدم الرئيس التونسي الأسبق بأحر التعازي إلى عائلة السبسي والشعب التونسي، داعيا التونسيين والتونسيات إلى توحيد الصفوف وتجاوز الخلافات في هذا الظرف الدقيق.